[email protected] تعد مساءلة الحريات في العالم الافتراضي عبر شبكة الانترنت واحدة من أهم التحديات التي تواجه مستقبل الشبكة لاسيما في ظل تزايد الدعاوي نحو مزيد من الرقابة الحكومية علي الانترنت بحجة محاربة ظاهرة الإرهاب الدولية وكذلك مكافحة الجرائم الالكترونية بجميع صورها. ومؤخرا دعت منظمة العفو الدولية المدونين علي الانترنت إلي إظهار دعمهم لحرية التعبير كما دعت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان التي تتخذ من نيويورك مقرا لها المدونين إلي نشر معلومات حول زملائهم الذين تعرضوا للسجن بسبب ما نشروه علي الانترنت. وقالت المنظمة إن حقوق الإنسان مثل حرية التعبير تواجه تهديدا حاليا اكبر بكثير من ذي قبل كما أصدرت تقريرها متزامنا مع بداية أسبوع خصصته الأممالمتحدة لبحث مستقبل الشبكة الالكترونية كذلك عرضت المنظمة مخاوفها من انتهاك حرية التعبير علي الانترنت خلال مؤتمر تنظمه الأممالمتحدة في العاصمة اليونانية أثينا حتي الثاني من نوفمبر الحالي مشيرة إلي إن العديد من الحكومات تستخدم التكنولوجيا للحد من تدفق المعلومات علي الشبكة الالكترونية إلي المواطنين. وأكد ستيف بالينجر احد المسئولين في المنظمة أن حرية التعبير علي الانترنت حق وليس ميزة إضافية ، ولكنه حق يريد من يدافع عنه مطالبا المدونين في جميع أنحاء العالم بإظهار وحدتهم مع زملائهم في الدول التي قد يتعرضون فيها للسجن بسبب انتقادهم للحكومات موضحا أن ما حدث من اعتقال للمدون الايراني كيانوش سانجاري يعد مثالا واضحا علي الخطر الذي يمكن أن يتعرض له المدونون وذلك عقب نشره مدونة حول اشتباكات دارت بين الشرطة الإيرانية ومؤيدي الزعيم الشيعي أية الله بوروجيردي . ويعد مفهوم ظاهرة المدونات الشخصية أو البلوجرز كمجموعة من لأشخاص يقومون بتدوين مذكراتهم ورؤيتهم الشخصية علي شبكة الانترنت حيث يمكن أن يشاركهم الاخرون وإقامة حوار افتراضي وبصرف النظر عن مدي انتشار هذه المدونات بصورة كبيرة أم لا علي المستوي المحلي والعربي وأن فكرة التدوين مؤثرة وفعالة بالفعل في مجتمعنا إلا أننا نعتقد أن الهدف الذي يجمع كل المدونين ولا يختلفون عليه أبداً هو بالتأكيد علي حرية التعبير والإبداع بمختلف صوره والدفاع عن أرائهم ومعتقداتهم عبر الانترنت دون التقيد بضوابط أو الالتزام بالقواعد التي تضعها الكثير من وسائل التعبير عن الرأي سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو حتي المواقع الالكترونية . وفي الحقيقية لا يمكن إغفال دور هذه المدونات في الكشف عن الوجه الأخر للواقع والذي ربما لا يصعب عكسه في مختلف وسائل الإعلام ومن ثم فهذه المدونات يمكن أن تكون عنصرا مكملا للحقيقة وذلك بشرط التزامها بالمصداقية وعدم فبركة الأحداث لتوجيه القارئ بصورة غير مباشرة في اتجاهات محددة ورغم أن مجموعة من المدونين المحليين عقدوا مؤخرا اجتماعا مصغرا لمناقشة اثر حركة التدوين علي المجتمع فنتصور أنه من المهم أن يكون هناك كيان يجمع هؤلاء المدونين بما يسمح لهم بتقنين وتنظيم هذه القناة الجديدة من التواصل عبر الانترنت لضمان الحفاظ علي مصداقيتها ونزاهتها أمام القارئ وحتي يتمكن القارئ من معرفة لمن يقرأ وهذه نقطة مهمة جدا في التواصل النفسي في العالم الافتراضي . ونتفق علي أن من أهم مزايا المدونات هو حرية التعبير عن الرأي وأن كل شخص حر في التعبير عن رأيه إلا أن هذا أيضا هو ما يشكل خطورة مثل هذه الظاهرة الجديدة والتي تحتاج إلي ضرورة وجود نوع من ميثاق الشرف وهو ما يعرف بمسؤولية الحرية بما يضمن أو علي الأقل يحجم من خطورة ما يمكن تناوله وإثارته في هذه المدونات من معلومات مغلوطة أو مضللة ومن ثمة فأن إقامة اتحاد عربي لكتاب الانترنت يمكن أن يكون نواة ايجابية لتجميع هواة ومحبي المدونات ككيان يمكن أن يوفر المناخ المناسب لدعم وتنمية ظاهرة المدونات وبما يؤدي في النهاية إلي دعم استخدام اللغة العربية علي شبكة الانترنت وبالتالي زيادة القيمة المضافة للمستخدمين بجميع توجهاتهم وتخصصاتهم وفئات عمرهم.