علي نحو غير متوقع غاب ثوار الفن عن المشهد الدامي المشتعل حتي الآن أمام مجلس الوزراء بشارع قصر العيني، بينما شارك بعضهم في جنازة الشيخ الشهيد عماد عفت أمين دار الفتوي بالأزهر، لكنهم علي الأقل لديهم وجهة نظر فيما يحدث الآن من قتل وسحل وإشعال للحرائق، فماذا قالوا؟ في البداية تحدث الفنان أحمد عيد عن عجزه عن تفسير المشهد الحادث في مصر حاليا وقال: للأسف أشعر بعدم التفاؤل تجاه هذه المرحلة بعد أن تفاقمت الأحداث بسبب عناد وعجز المجلس العسكري عن إدارة الأزمة، كما لم أشارك في الاعتصامات الأخيرة ولم أنزل إلي ميدان التحرير هذه المرة بالتحديد لأن هناك أسبابا منعتني ولا أريد أن أعممها، إلا أنها ناتجة عن قناعات شخصية حيث وجدت أن الاعتصام في هذه المرحلة غير مبرر خاصة عند مجلس الوزراء وفكرت كثيرا بالفعل وشعرت أن اعتصامي سوف يندرج تحت التعصب الثوري. وأضاف عيد: كان من الضروري أيضا أن ننظر لأحوال البلد، ومقدراتها، والبورصة المصرية، ووجدت أنه من الأفضل التعقل ولو لجزء من الوقت، ولكن هذا ليس معناه أني ضد قيام غيري بالاعتصام لأني أري أن التظاهر والاعتصام حق مكفول من الدولة لكل مواطن، ولا يمكن أن يكون الحل أبدا هو القتل والتعامل بهذه الوحشية مع هؤلاء المعتصمين بهم أو حتي المدفوعين من أي جهة، ولابد أن يتحلي المجلس العسكري بالتعقل والاحتواء وضبط النفس لأن الجيش والمجلس مهمتهما حماية المواطن وليس قتله بالرصاص الحي أو سحله كما شاهدنا، فما حدث أفقد هذا المجلس شرعيته وشوه صورتنا أمام العالم كله بعد أن حققنا انتصارًا كبيرًا بصناعة ثورة 25 يناير العظيمة. وتابع: ما زاد من مرارة المشهد هو الانتهاكات التي فعلها الجيش في حق الشعب وخاصة النساء وتعريتهن مما يؤكد أن المشهد في 25 يناير المقبل سوف يكون يوما أكثر دموية وقد يكون يوما للأخذ بالثأر خاصة أن المجلس العسكري أساء للثورة، وحاول علي مدار عشرة أشهر تشويه الثوار وإظهارهم في صورة الخونة والمجرمين والبلطجية. وانتقد عيد المجلس الاستشاري ووصفه بأنه يفتقر للوطنية لأنه مجرد ديكور علي حد قوله. ومن جانبه رفض الفنان آسر ياسين التعليق علي عدم نزوله لميدان التحرير في الأحداث الأخيرة مؤكدًا أنه اكتفي بحضور جنازة الشهيد عماد عفت السبت الماضي واعتبر أن عدم نزوله الميدان هو تعبير عن رفضه لما يحدث علي الساحة وقال: يجب علي الإعلام انتقاء الشخصيات العامة التي تعلق علي الأحداث حتي لا يزيدوا من اشتعال الأزمة سواء كانوا سياسيين أو فنانين أو صحفيين، أما رأيي الشخصي فيما يحدث مع المتظاهرين فأعتقد أنه لا يهم أحدًا لأني اعتبر نفسي مواطنًا عاديًا ولست متخصصًا حتي أقوم بتحليل الأوضاع، وأرفض أن أعرض رأيي في هذا التوقيت لأن هناك حالة تخبط في كل شيء بجانب أن موقفي من الثورة معروف. وبرر المخرج أحمد ماهر غياب فناني الثورة عن المشهد في ميدان التحرير بأنهم «نفسهم انقطع» وأصيبوا بحالة إحباط ويأس من الالتفاف حول الثورة، وقيام الإعلام خاصة الفضائيات بتشويه الثوار والمتظاهرين، وقال ماهر: أنا نزلت الاعتصام أمام مجلس الوزراء ونزلت ميدان التحرير من أول يوم ولم أشاهد أي فنان، وربما يكون ذلك بسبب حالة التخبط فأحوالنا لا تختلف كثيرًا عن وضع السوريين وما يقوم به الجيش السوري من عنف ضد السوريين وأعتقد أن أخطاء الإعلام لا تقل بشاعة عن أخطاء المجلس العسكري من ناحية مهاجمة الثوار والمتظاهرين.