تجددت الاشتباكات أمس بين الشرطة البحرينية والمعارضة أثناء مسيرة شارك فيها العشرات من المتظاهرين لتشييع جنازة شاب قتل خلال مواجهات مع الشرطة. وأفادت الأنباء أن قوات الأمن البحرينية أطلقت الغازات المسيلة للدموع بكثافة والقنابل الصوتية علي آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في الشارع الرئيسي الرابط بين غرب العاصمة المنامة وقري المحافظة الشمالية، بعدما شاركوا في مسيرة تشييع الشاب علي القصاب الذي قتل قبل يومين خلال مواجهات مع الشرطة. وذكرت مصادر صحفية أن هجوم الشرطة المفاجئ علي المتظاهرين أدي إلي وقوع عشرات الإصابات وحالات الاختناق. وتوجه العشرات من المتظاهرين بعد فرارهم من هجوم قوات الأمن إلي المجمعات التجارية والمنازل القريبة، قبل أن تمتد إليها الغازات المدمعة ويضطر أصحابها بدورهم إلي مغادرتها جراء كثافة الغازات. كما قال شهود عيان: إن قوات الأمن لاحقت بعض المشاركين داخل أحياء الشاخورة وأبوصيبع وواصلت إطلاق القنابل المدمعة عليهم كما اعتقلت عددا منهم، في حين استمرت مروحية تابعة لوزارة الداخلية البحرينية بالتحليق في سماء المنطقة لمراقبة الوضع. ودامت حالة التوتر الأمني في مناطق الشاخورة وأبو صيبع، وامتدت المواجهات إلي مناطق متفرقة من البلاد أبرزها جزيرة سترة ومنطقتا المعامير والنويدرات جنوب المنامة. كما شهدت منطقة بوري التي غطت سماءها سحب من الغاز المدمع مواجهات قطع غاضبون خلالها بعض الطرقات الداخلية قبل أن تفرقهم قوات الأمن. وكان آلاف المشاركين قد تمكنوا من الدخول إلي منطقة أبو صيبع للمشاركة في تشييع الشاب علي القصاب رغم إغلاق مداخلها الرئيسية. وأطلقت قوات الأمن الغازات المدمعة لمنع مسيرة التشييع من عبور الشارع الرئيسي، لكن المشاركين أصروا علي الوصول وهو ما دفع قوات الأمن إلي التراجع والسماح لهم بالمرور. وردد المشاركون في المسيرة شعارات معادية للنظام وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن حقوقهم. وندد المتظاهرون بالصمت الدولي إزاء ما يتعرضون له من أعمال عنف، وطالبوا جامعة الدول العربية باتخاذ موقف مما يحدث في المملكة، والمنظمات الدولية بالتدخل لوقف ما اعتبروه «النزيف المستمر».