وسط محاولات سورية لإجهاض العقوبات العربية وإصرار من جانب الجامعة علي تفعيلها من خلال جولات الأمين العام للجامعة العربية في عدة دول عربية. كشف نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أنه رفض طلبًا أوروبيًا بالذهاب بملف سوريا لمجلس الأمن الدولي حين التقي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل مطلع هذا الشهر. في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية العراقية أنه سيصل إلي بغداد اليوم لإجراء محادثات مع القادة العراقيين حول الأوضاع في المنطقة خصوصًا سوريا. وقال مصدر في وزارة الخارجية: إن « العربي سيعقد اجتماعات مع وزير الخارجية هوشيار زيباري تتركز حول الأوضاع في المنطقة خصوصًا الأوضاع في سوريا بالإضافة إلي عقد القمة العربية في بغداد». وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي لوكالة فرانس برس: إن موقفنا بالأساس اقتصادي فهناك تبادل تجاري مع سوريا وحدود مشتركة معها وهذا القرار علي كل حال سيطال الشعب السوري أكثر من النظام. هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أن سوريا تسعي لاجهاض المبادرة وتحاول الالتفاف علي مشروع بروتوكول الجامعة العربية عن طريق العديد من الرسائل التي أرسلها وليد المعلم وزير الخارجية السوري إلي الأمين العام نبيل العربي التي حملت استفسارات علي الاستفسار بحيث إنها لم تتضمن أي رد من جانب سوريا علي أي من القرارات التي اتخذتها الجامعة ضد سوريا. وكشفت المصادر أن الرسالة الأخيرة التي أرسلها المعلم للجامعة العربية تشترط في مقابل موافقة سوريا التوقيع علي مشروع بروتوكول بعثة الجامعة العربية حذف بعض البنود والعبارات التي سبق أن أشارت إليها في خطاب المعلم العبري وانفردت «روز اليوسف» بنشرها في عدد سابق، بالإضافة إلي اعتبار جميع القرارات التي صدرت بحق سوريا وأثناء غيابها عن اجتماعات مجلس الجامعة العربية لاغية ولا وجود لها، ونوهت المصادر إلي أن العربي قال في رده علي المعلم: إن القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري لا يجوز تعديلها أو إلغاؤها إلا من مجلس وزاري، كما كشفت المصادرات أن اجتماع وزارة الخارجية المقرر عقده منتصف الشهر الجاري سوف يتخذ الإجراءات التي من شأنها تنفيذ العقوبات الصادرة ضد سوريا خاصة تلك التي صدرت عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي. في السياق ذاته يقوم حمد بن جاسم وزير خارجية قطر بالعديد من الاتصالات بعدد من وزراء الخارجية من أجل تفعيل العقوبات العربية ضد سوريا من أجل اتخاذ موقف موحد من تنفيذ العقوبات. فيما أكد باسل الكويفي المعارض السوري ل«روزاليوسف» أن هناك لقاء سيتم قبل اجتماع وزراء الخارجية مع معارضين سوريين مع الأمين العام للجامعة العربية لبحث مطالب المعارضة بتجميد عضوية سوريا بالجامعة وتحذيره من التفاف النظام السوري علي المبادرة، بالإضافة إلي التأكيد علي موافقتها بضرورة إسقاط النظام الذي يمثل رأي الشارع السوري. ميدانياً قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا: إن 34 قتيلاً سقطوا أمس برصاص الأمن السوري أغلبهم في حمص، وأن من بين القتلي 30 في مدينة حمص بينهم خمسة من عائلة واحدة، وواحد في كل من حماة وإدلب. وأفاد ناشطون بأن القصف مازال مستمراً علي الحي الجنوبي في دير بعلبة، وقد هز أكثر من 12 انفجاراً الحي، مترافقة مع اطلاق نار كثيف من الحواجز المحيطة به، كما تدور اشتباكات عنيفة قرب مستوصف العباسية بين «الجيش الحر» والجيش النظامي. وفي إدلب وتحديداً في كفر تخاريم دخلت أكثر من 17 سيارة محملة بالجنود ونصبت حواجز أمنية. كما انتشرت قناصات بشكل كثيف في البلدة، ووصلت سيارات محملة بالذخيرة. وفي ريف دمشق اقتحم عناصر من الأمن والشبيحة مدعومين بالحرس الجمهوري مدينة حرستا، وشنوا عمليات اعتقال ودهم عشوائية، كما أقاموا حواجز مؤقتة في الشوارع الفرعية الرئيسية، ونصبوا الرشاشات علي أطرافها، بينما اعتلي قناصة أبنية فيها. فيما حثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المعارضة السورية أمس علي بناء مجتمع أساسه حكم القانون واحترام حقوق الأقليات لئلا تصبح سوريا بعد الآن خاضعة «لاهواء ديكتاتور» ووجهت كلينتون هذه الرسالة خلال اجتماع عقدته مع ستة من أعضاء المجلس الوطني السوري. وشددت كلينتون علي أهمية حماية حقوق الأقليات في بلد سيطرت فيه الأقلية العلوية الشيعية التي ينتمي إليها الأسد زمناً طويلاً علي الأغلبية السنية، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة عن عودة سفيرها إلي دمشق. بينما أعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني عن أمله في ألا يتكرر السيناريو الليبي في الأزمة السورية. متمنياً أن تأخذ المبادرة العربية طريقها نحو التنفيذ علي أرض الواقع غير أنه أكد الدعم الخليجي لجميع قرارات جامعة الدول العربية في هذا الإطار. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعوه واشنطن إلي التخلي عن السلطة، فوت فرصاً عديدة لوضع حد لأعمال العنف في بلاده. وأضاف: «أري أنه من السخف أن يلجأ إلي الاستخفاف بالآخرين وأن يتجرأ علي القول.. إنه لا يمارس السلطة في بلاده».. موضحاً إن الأسد لا يقوم بأي شيء آخر غير قمع حركة معارضة سلمية بطريقة وحشية. جاء رد تونر علي تصريحات أدلي بها الرئيس السوري خلال مقابلة استثنائية مع الصحفية بربارا وولترز بشبكة «إيه بي سي» الأمريكية التليفزيونية التي أكد فيها أنه ليس مسئولاً عن أعمال العنف التي ترتكبها قواته. فيما هاجم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بشكل مباشر برهان غليون رئيس المجلس الوطني بعد تصريحاته المناهضة للحزب وإيران، واعتبر أن ما يجري في سوريا والمنطقة «قنبلة دخانية» لتمويه انسحاب أمريكي من العراق الذي وصفه بأنه «هزيمة» لواشنطن.