كتب: أسامة رمضان ومحمد شعبان ونهي حجازي ونسرين صبحي وهند نجيب للمرة الأولي منذ بدء الاعتصام طوال الأسبوع الماضي شهد ميدان التحرير أمس حالة من الهدوء المشوب بالحذر بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن بعد نزول الجيش إلي شارع محمد محمود ووضع حواجز حجرية للفصل بين الفريقين. وحاول المتظاهرون استثمار هذا الجو الهادئ الخالي من رائحة قنابل الغاز المسيل للدموع فقاموا بتنظيف الميدان وشارع محمد محمود حيث تم السماح لعربات النظافة الخاصة بالمحافظة بدخول الميدان لتنظيفه وجمع القمامة منه. بينما لم تتلق المستشفيات الميدانية أمس حتي حلول وقت المغرب أي إصابات لمتظاهرين نتيجة اشتباكات أو إلقاء قنابل الأمر الذي دفعهم إلي تنظيم أوراقهم وحصر احتياجاتهم من أدوية ومعدات. فيما وقف عدد من المتظاهرين كحائط صد أمام الراغبين من المتظاهرين في الدخول إلي شارع محمد محمود من خلال الشوارع الجانبية حتي لا يتم خرق الهدنة وتتجدد الاشتباكات. كان المتظاهرون أمس قد أمسكوا بمجموعة من اللصوص وتم احتجازهم داخل الكنيسة الإنجيلية »الدوبارة« خوفًا من أن يفتك بهم الشباب. فيما واصل الثوار هتافاتهم ضد المجلس العسكري والمشير للمطالبة برحيله، كما قام عدد من شباب الألتراس بعمل مسيرات داخل الميدان. وبعيدًا عن الاشتباكات انقسمت ردود الأفعال علي قرارات اللجنة العليا للانتخابات بإجرائها في موعدها تحت أي ظروف حيث رأي بعضهم صعوبة هذا في ظل هذه الظروف بينما يري آخرون أن إجراء الانتخابات سيهدئ الأوضاع ويدفع نحو استقرار البلاد. وأثناء قيام عساكر الجيش بإنشاء الجدار الفاصل بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزي قاموا بتوزيع عصائر علي الثوار بإلقائها عليهم وهو ما لم يرق لبعضهم حيث اعتبروه تصرفًا مسيئًا. بينما واصل الثوار إنشاء الخيام التي زادت أعدادها أمام مجمع التحرير وداخل »الصينية« الموجودة في وسط الميدان. وفي الإطار نفسه انضمت مسيرة من طلبة كلية الصيدلة بجامعة القاهرة إلي المتظاهرين قادمين من شارع قصر العيني. وفي إطار محاولة الحفاظ علي التهدئة وعدم تجدد الاشتباكات لوحظ تواجد كثيف لشيوخ أزهريين في جميع أنحاء الميدان حيث يقومون بالتحدث مع المتواجدين وتنبيههم لتلافي الصدام مع قوات الأمن، في حين قامت مجموعة من شيوخ الأزهر وطلابه وطالباته بتنظيم مسيرة تردد شعار »الشعب يريد حقن الدماء« رافعين لافتات تشير إلي مطالبة الأزهر وشيخه بحقن الدماء. من جانبه وصف د.خليل فاضل الطبيب النفسي المعروف أن ما يحدث من قبل المجلس العسكري هو كذب وتضليل والتفاف علي الثورة ومطالبها. كما كشف فاضل عن وجود حالات مصابة بتشنج دوري نتيجة استخدام غاز CR والذي تصنعه إسرائيل فقط، موضحًا أن معامل وزارة الصحة لم تستطع التعرف علي طبيعة هذا الغاز. وحول رأيه في موقف جماعة الإخوان المسلمين قال فاضل: »أنا احترم تاريخهم النضالي الطويل لكن موقفهم هذا ناتج عن انتهازية ولدها القمع المتكرر تجاههم«. وفي محاولة لتأكيد حسن النية أفرج الأمن عن 50 شخصًا من المعتقلين صباح أمس وقد عمت الفرحة أجواء الميدان عقب وصول المفرج عنهم حيث حرص المعتصمون علي الاحتفال بهم في جميع أرجاء الميدان. من جانبهم استغل الثوار هدوء الوضع لتنظيم صفوفهم خلال مليونية اليوم الجمعة واتفقت »لجنة إنقاذ مصر« المشكلة من ثوار ميدان التحرير بالاتفاق مع الحركات الثورية المشكلة للميدان علي وضع لافتات كبيرة علي مداخل ومخارج ووسط الميدان وتحمل المطالب التي يرفعها المتظاهرون لضمان عدم الخروج من النسق لصالح قوي سياسية بعينها وأبرزها تشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني فضلاً عن لجنة تحقيق قضائية مستقلة برئاسة المستشار زكريا عبدالعزيز للتحقيق في جريمة قتل المتظاهرين بميدان التحرير ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة من حكم عليه عسكريا أمام قاض مدني وتطهير مؤسسات الإعلام الرسمي وإلغاء وزارة الإعلام فضلاً عن تطهير وزارة الداخلية وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ومحاكمة مبارك ورموزه علي تهمة الخيانة العظمي واعتذار رسمي من المجلس العسكري عن قتل الشهداء. وقال أحمد نزيلي أحد شباب جماعة الإخوان المسلمين والمتواجد حاليا في ميدان التحرير أن مشاركته وزملائه من شباب الجماعة جاءت بقرار فردي وشخصي موضحًا أن هذه المشاركة هي إعلاء لقيم الإيجابية التي تربي الجماعة عليها أبناءها قائلاً: قدمنا مبادئ ديننا علي موقف سياسي للجماعة. وتوقع نزيلي زيادة أعداد الشباب الإخواني في مليونية اليوم وحول توقعه للعقوبات التي ستفرض عليهم من قبل الجماعة قال أعتقد أن الجماعة أذكي من أن تقوم بمعاقبتنا في مثل هذا التوقيت لأن ذلك سيؤثر عليها سلبًا. من جانبه قال الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامي باسم الجماعة لم نتخذ قرارًا بشأن معاقبة المشاركين حتي الآن وننتظر حتي تهدأ الأمور. وأكد الطبيب تامر منير مدير المستشفي الميداني بعمر مكرم ل»روزاليوسف« أن ما أشيع أمس الأول عن وفاة أحد أطباء التحرير نتيجة إلقاء غازات مسيلة للدموع علي المستشفي الميداني بشارع محمد محمود غير صحيح وكل ما حدث أن قوات الأمن ألقت غازات مسيلة للدموع وأصيب الطبيب محمد سامي محمود بخرطوش في قدمه ولكثافة الغاز بالشارع ظن الطبيب الذي كان بجواره أنه توفي فقامت الاسعاف بنقله علي الفور لمستشفي قصر العيني وتم علاجه وغادر المستشفي. كما أضاف الدكتور تامر أنه صباح أمس وفي نحو الساعة الثانية صباحًا تم إلقاء القبض علي أربعة أطباء من المستشفي الميداني أثناء محاولتهم نقل المصابين أثناء حدوث اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة بعدما ظنتهم الشرطة من مثيري الشغب في الوقت الذي كان هؤلاء الأطباء لا يحملون بطاقة شخصية نظرًا لأننا لا نترك متعلقاتنا الشخصية في الميدان خوفًا عليها من السرقة أو السقوط، والأطباء المقبوض عليهم الآن موجودون بالنيابة العسكرية وناشد الطبيب تامر الجهة المسئولة توخي الدقة أثناء إلقائهم القبض علي أي شخص. من جانب آخر أكد الدكتور أشرف الرفاعي مدير مشرحة زينهم أنه لم تصل للمشرحة صباح أمس سوي حالتين فقط لشابين تتراوح أعمارهما بين 20 و25 عامًا يشتبه أن تكون الوفاة نتيجة لاختناق وجار تشريحهما للتأكد من سبب الوفاة ثم يتم تسليمهما لذويهما.