دون أي خيال أو تطوير أو إضافة لما كان يفعله الحزب الوطني «المنحل» في استغلال عمالة الأطفال للدعاية الانتخابية.. الآن يسير «الإخوان المسلمون» علي النهج نفسه مستخدمين الأدوات نفسها ومنها الأطفال في الدعاية لمرشحي الإخوان في جميع المحافظات. ليس هذا هو فقط العنوان المهم أو الفقرة الخطيرة في الدراسة المتميزة التي أعدتها «الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان».. لكن الدراسة رصدت أيضًا تجاوزات كثيرة في حق أطفال مصر أثناء الإعداد للعمليات الانتخابية التي سوف تجري في ربوع البلاد.. حيث تقوم الجماعات الدينية وعلي رأسها جماعة الإخوان المسلمين باستخدام المنهج القديم مستغلة الأطفال في تعليق اللافتات وتوزيع البيانات والمنشورات والملصقات والهتاف للمرشحين والسير والسهر حتي ساعات طويلة من صباح اليوم إلي اليوم التالي خلف المرشحين. وخلصت الدراسة إلي أن ظاهرة استغلال الأطفال في العمل الانتخابي من أهم وأخطر الظواهر التي تهدد كيان الطفل المصري الذي تضطره سوء الأحوال الاقتصادية للنزول لمجال العمل بحثاً عن مورد رزق يعين به نفسه وأسرته. ورصدت الدراسة لجوء متعهدي الدعاية الانتخابية وهم المسئولون عن توزيع البوسترات والمنشورات والكروت الخاصة بالمرشحين وكذلك تعليق اللافتات الخاصة بتأييد المرشح إلي استخدام أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و 18 عاماً. ووفقاً لمجموعة من اللقاءات التي أجرتها وحدات البحث الميداني بالائتلاف المصري لدعم الديمقراطية مع مجموعة من مندوبي المرشحين بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والدقهلية والغربية والشرقية وبني سويف والإسماعيلية، فقد أكد هؤلاء المندوبون أنهم يستعينون بمجموعة قوامها عشرة أطفال في المرحلة السابقة علي إجراء الانتخابات كمعاونين لهم في لصق الصور الخاصة بالمرشحين أو مساعدتهم في تعليق اللافتات وذلك لأن هؤلاء الأطفال يرضون بأجرة زهيدة وغير مكلفين مادياً إذ تبلغ يوميتهم بين 20 و 30 جنيهاً، بالإضافة إلي أنهم أقل عرضة للخطر في حال حدوث مصادمات ومشاحنات بين أنصار المرشحين. بالإضافة إلي ذلك فإنه توجد طريقة أخري لمحاسبة هؤلاء الأطفال مادياً في حالة لصق الصور وتوزيع الكروت، بحيث يكون أجر توزيع كل ألف صورة 15 جنيهًًا، ومثله توزيع كل ألف كارت أو ملصق أو منشور، أما إذا استطاع الطفل توزيع من 3 آلاف إلي 5 آلاف صورة فيكون حسابه اليومي من 175 إلي 155 جنيهاً. مفاجأة أخري تم رصدها وهي أن بعض المندوبين يقومون باستغلال هؤلاء الأطفال ولا يمنحونهم اليومية كاملة ففي حين يمنحون الطفل 15 جنيهًا مقابل كل 1000 صورة يأخذون لأنفسهم 35 جنيهاً من أجرته، حيث يصرف «الحزب الإسلامي» أو أحزاب الجماعات مبلغ 55 جنيهاً للطفل مقابل كل ألف صورة، والباقي يوضع في جيب المندوب بالطبع.. وبصرف النظر عن أن هذه العملية مربحة لمندوبي الدعاية فهي انتهاك واضح وصريح لحقوق الطفل. ويتم استغلال الأطفال في تعليق اللافتات وتوزيع برامج الحزب وبرامج كل مرشح سواء مستقلاً أو علي قائمة،س وتنظيم مسيرات بالسيارات التي تنقل عدداً من الصبية الهتيفة لمرشح بعينة وتوزيع صور ومنشورات المرشحين أمام المسجد والتجمعات والنوادي، وكذلك استغلالهم في عمل مسيرات، وهذا حدث فعلاً بين مجموعة من الأطفال قادت مسيرات لمرشحي جماعة الإخوان وحملوا صوراً لهم. وفي عيد الأضحي وزع المرشحون هدايا العيد عقب الصلاة وكانت كل هدية مغلفة تحمل كارتاً عليه اسم المرشح ورمزه الانتخابي ورقم الشعار الخاص به وصورته. وحذرت الدراسة من حدوث كارثة مثل التي حدثت عام 2010 وراح ضحيتها طفل أمام إحدي اللجان في الإسكندرية، وكذلك ما حدث في القليوبية عندما تم القبض علي ثلاثة أشخاص متهمين باختطاف طفل عمره 6 سنوات وهو أحد أبناء مرشح لمجلس الشعب بالدائرة الأول بقسم أول شبرا الخيمة، بل وقيام الخاطفين بطلب فدية من والدة الطفل واستطاعت أجهزة الأمن القبض علي الخاطفين وتسليم الطفل لأهله. كما حذرت الدراسة من استخدام جماعة الإخوان وكل التيارات الدينية للأطفال في تمزيق دعاية المرشحين المتنافسين وما يعقب ذلك من إصابات أثناء الاشتباكات بين أنصار المرشحين وهو الأسلوب نفسه الذي استخدمه الحزب الوطني السابق ضد أنصار جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم.