القوات المسلحة تعلن عن قبول دفعة جديدة من الأطباء المتخصصين (تعرف على الشروط)    سعر الريال القطرى اليوم الإثنين 12-8-2024 بالبنوك المصرية    «تنمية المشروعات»: تمويل مشروعات الشباب ب 28 مليار جنيه خلال 10 سنوات    لليوم ال12 على التوالي «التموين» تواصل صرف مقررات أغسطس    جارديان: تعزيز واشنطن نشر قواتها بالشرق الأوسط يعكس الخوف من ضربة إيرانية وشيكة    مصرع طيار جراء تحطم مروحية فوق سطح فندق فى أستراليا.. فيديو    ترامب يتهم هاريس باستخدام الذكاء الاصطناعى لزيادة أعداد الحشود فى الصور    باحث سياسي: «مجزرة الساجدين» لن تمنع الولايات المتحدة من دعم إسرائيل    في محاضرة فنية.. قمصان يشرح برنامج إعداد الأهلي لمواجهة إنبي    القنوات الناقلة لمباراة الهلال ضد الأهلي في كأس السوبر السعودي    «مصرفوش علينا جنيه».. عمر عصر يشن هجوما عنيفا على اتحاد تنس الطاولة    مصطفى الجمل يرد على رئيس اتحاد ألعاب القوى: كرمه الرئيس بسببي.. وسر الدعم    تنسيق الجامعات 2024.. الخطوات الصحيحة للحصول على نتيجة الثانوية العامة بعد تعديلها    مفاجأة بشأن تحليل المخدرات للاعب أحمد فتوح.. هل يدينه قضائيًا؟ (خاص)    أقوى بطولة بالشرق الأوسط.. فعاليات سباق السيارات Rev it up بمهرجان العلمين    هل سيعرض «الملحد» قريبًا أم لا؟ .. مصدر يحسم الجدل ومصير الفيلم    «مدبولي»: تطوير مدخل المنطقة الأثرية بالأهرام يسهم في تحسين التجربة السياحية للزائرين    منها اضطرابات القلق والتوتر.. طبيب يوضح أسباب الإصابة بنغزات في القلب    تجديد تعيين وليد جمال الدين رئيسًا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس    ما حقيقة توقف موقع التنسيق عن تسجيل الرغبات بعد تعديل درجات طلاب الثانوية؟    متحدث الزمالك: الكل معرض لما حدث مع فتوح.. وسبق للاعبي الأهلي أن تورطوا في مشاجرات    أول تعليق من توم كروز بعد قفزته الهوليودية في ختام أولمبياد 2024    قبول دفعة جديدة من الأطباء البشريين للعمل بالقوات المسلحة دفعة يناير 2025    ننشر السيرة الذاتية للفريق أسامة ربيع بعد قرار مد خدمته    مصرع شخصين وإصابة 5 آخرين في حادث تصادم بسوهاج    أمطار تصل لسيول وشديد الحرارة.. الأرصاد تُحذر من طقس الساعات المقبلة    3 قرارات عاجلة.. وزارة التعليم: إضافة درجتين لنتيجة بعض طلاب الشعبة العلمية    بعد تأييد الأحكام ضدها.. القصة الكاملة للخلية المتهمة بمحاولة اغتيال الإعلامي أحمد موسى.. المتهمون حازوا أسلحة ومفرقعات وتلقوا تمويلات    حجز عريس تسبب في مصرع صبي وسقوط مصابين بإطلاق شماريخ في فرحه بكرداسة    بعد الحكم بالمؤبد، متهم جديد في مقتل سائق يغير مجرى القضية أمام جنايات المنصورة    الاثنين 12 أغسطس 2024.. ارتفاع أسعار الأسمنت واستقرار الحديد بداية تعاملات اليوم    مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال    انفراجة بشأن تراخيص البناء.. إجراءات حكومية جديدة والتطبيق بجميع المحافظات    جومانا مراد: "مفترق طرق" خطوة مهمة في مشواري الفني    القاهرة الإخبارية: طيران الاحتلال يشن غارات جوية على حى الصبرة جنوب غزة    محافظ أسيوط يفتتح أعمال التطوير ببوابة دير السيدة العذراء بدرنكة - فيديو وصور    وزير الإسكان: إزالة مخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بأراض وفيلات بالقاهرة الجديدة    وزير الصحة يعقد اجتماعا مع شركة IQVIA للتعاون في تطوير الحلول التكنولوجية والاستشارات والخدمات البحثية الصحية    وزير الصحة: تطوير منصة تكنولوجية لإدارة البيانات الصحية    جولة مفاجئة لمدير «صحة شمال سيناء» للمنشآت الطبية في «الحسنة» و«نخل»    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    وزير الأوقاف يشهد افتتاح مسجد بجامعة الأزهر في المنصورة    تزامنا مع احتفالات الكنيسة، قصة صعود العذراء مريم    جامعة القاهرة تكشف خريطة الأنشطة الصيفية لدعم إبداعات الطلاب واكتشاف مواهبهم    الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا توجد مستويات إشعاع مرتفعة جراء الحريق في محطة زابوريجيا    بعد الكفرة.. ليبيا: إعلان حالة الطوارئ في ربيانة بسبب الأمطار الغزيرة والسيول    بسبب «طوفان الأقصى».. وباء جديد يعصف بالإسرائيليين ويصيب 25% من السكان    ملف يلا كورة.. حبس فتوح.. بكاء كهربا.. ونية مصر استضافة الأولبيماد    إسرائيل تقتحم عدة بلدات شرق قلقيلية في الضفة الغربية    "دوري مصر ومسابقة أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    هنادي مهنا وإيمان العاصي.. أبرز 3 مشاهد في عزاء والد أحمد صلاح حسني    الأزهر ينشر دعاء لأهل غزة بعد مجزرة صلاة الفجر (فيديو)    تنسيق الثانوية العامة 2024.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة المعتمدة مؤشرات القبول بها ومصاريفها    «بتتريق على خيبتك».. دعاء فاروق لخالد منتصر عقب سخريته من البطل الأوليمبي محمد السيد    الأمين العام لدُور الإفتاء في العالم يهنئ نظير عياد بتكليفه مفتيا للجمهورية    أول تعليق للمفتي الجديد الديار المصرية.. ماذا قال؟    الإفتاء: محبة آل البيت رغب بها الشرع وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم    "زوجى معاه فلوس ومش بيصرف على عياله أعمل إيه؟".. أمين الفتوى ينصح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ذكرى ميلاد ابن «روزاليوسف» صالح مرسى رائد أدب الجاسوسية فى مصر
كتاباته بالعامية حرمته من جائزة الدولة
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 17 - 02 - 2020

حديثه كحواديت الجدات سبح بنا عبر التاريخ واستحضر الماضى فى صور حية نقلتها إلينا أوراقه مابين كتب التجسس والتجسس المضاد غاص «البحار مندي» ليكشف لنا تفاصيل عالم مواز لعالمنا بدايته ونشأته وأقسامه فى «رأفت الهجان»..قوانينه وأصول الحركة فيه «الصعود إلى الهاوية «و»دموع فى عيون وقحة» وبرع فى تصوير تاريخه وعملياته وقصصه ومخاطره وأساليبه فى قضية سامية فهمي» وألقى الضوء على مدارسه وغرائبه فى «الحفار» اطلع فأطلعنا ونسج من واقعها دراما مست أوتار قلوبنا والهبت مشاعرنا الوطنية عن بطولات أبناء مصر الذين يعملون فى الظل وفى صمت دون ضجيج....إنه بحار الجاسوسية ياسادة «صالح مرسى»..
البيئة التى عاشها الروائى صالح مرسى ألهمت خياله الخصب فخرجت لنا رواية «البحار مندي» عندما التحق بالبحرية التجارية، وجاب البحار لسنوات، فانعكست على كتاباته فى ذلك الوقت، مثلما رأيناها أيضًا فى روايته «زقاق السيد البلطى»،بعد مرحلة عمله فى البحرية ثم دراسته للآداب، واشتغاله فى الصحافة حيث عمل فى مجلة صباح الخير ثم مجلة المصور وحتى وفاته كان يعمل فى دار الهلال.
أدب الجاسوسية
ولم تأخذ رواياته السابقة حقها من النقد والتقييم، ولم تحظ كتابات صالح مرسي، الذى وُلد فى مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية فى 17 فبراير عام 1929، بنفس الشهرة التى حظى بها، عندما قرر أن يخترق مجال الجاسوسية،وقد دعمه فى ذلك أنه كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية، فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية. ومنذ ذلك الحين برع الروائى صالح مرسى فى كتابة أدب الجاسوسية، وتحكم فى أدواته، فتقاسمت السينما والتليفزيون رواياته التى منها «حرب الجواسيس»، و»دموع فى عيون وقحة»، و»رأفت الهجان»، من ثلاثة أجزاء، الأول عام 1987 والثانى عام 1990، أما الجزء الثالث فكان عام 1991، وفيلم «الصعود إلى الهاوية»، وغيرها من الأعمال الروائية الخالدة. وتروى السيدة «وجيهة فاضل «دربه فى حوار سابق لها عن بدايته مع الكتابة لروايات من ملفات المخابرات مع «الصعود إلى الهاوية» فقالت: كانوا يمدونه بالنقاط الأساسية فقط عن العمليات بما تقتضيه قواعد السرية، ثم يبدأ فى عمل نسيج لهذه النقاط وبناء شخصيات وعلاقات ما بينها من خياله، وتشير إلى لقائه بزوجة رأفت الهجان وتحكى قائلة: حين زارتنا زوجة رأفت الهجان كانت متعجبة من دقته فى وصف منزلها فى ألمانيا وسألته «أنت دخلت بيتى من قبل؟» فأجابها بالنفى، فقالت أنه وصف بيتها بدقة متناهية ولا يوجد فارق بين ما كتبه وبين الواقع إلا فى لون البيانو حيث أن لون البيانو الخاص بها أبيض بينما ذكر صالح أن لونه أسود! ويدل ذلك على أن خياله كان خصبا فى وصف الأماكن.و رغم حبه للكتابة الأدبية أكثر من كتابة السيناريو إلا أنه كان يعتبر الدراما وسيلة لتحقيق جماهيرية أكبر لأفكاره وتوصيلها لأكبر عدد من الناس.
حبه ل«رفعت الجمال»
من أحب الشخصيات التى كتب عنها مرسى هى شخصية رفعت الجمال، عندما حصل من المخابرات على عملية “رفعت الجمال التى تحكى الخطوط العريضة لبطولته ؛أول جملة قالها لرفيقة عمره “وجيهة فاضل “أحنا مش رجالة …الرجولة موجودة مع الناس دول هما الابطال الحقيقيين»…الإعداد لكتابة القصة استغرق الكثير من الوقت فى جمع كل المعلومات والبحث عن أدق التفاصيل .ومن المعروف أنه يملك مكتبة كبيرة من الكتب الخاصة بعالم المخابرات ؛بعد نشر القصة تعرض صالح مرسى للعديد من الضغوط الصهيونية وتكذيب الموساد والصحف الإسرائيلية لما كتبه ؛بل الأمر تعدى ذلك بإرسال صحفيين من جنسيات مختلفة له ؛ولكنه كان يعلم أنهم تابعون للموساد. بعد نشر القصة كان من المفروض قيام عادل أمام ببطولة المسلسل ولكنه كان رافض لاستخدام أسلوب الفلاش باك ولكن صالح مرسى أصر على رؤيته ليذهب المسلسل إلى محمود عبد العزيز ليصبح علامة فارقة فى حياته ؛صالح مرسى كان رافضا لنشر الاسم الحقيقى لرأفت الهجان ؛كان يريد المحافظة على تلك الهالة له داخل القلوب ؛وعندما جاء أبن رفعت الجمال “دانيال “الى القاهرة رفضت المخابرات المصرية أعطاءه الجنسية ؛وبسؤال مرسى عن سبب الرفض «أكيد لدواعى أمنية وهم يعلمون صالح البلد» سرية الهوية عملية الحفار كان “صالح مرسى” يفضل أن تحول القصة الى فيلم ؛وعند الإصرار على أن يكون مسلسل اعتذر عن كتابة السيناريو وأثبتت الأيام صحة منطقه ؛وبطلة العملية ذكر اسمها الحقيقى ضمن شخصيات الكتاب وهو مختلف تماما عن أسمها الفنى ؛الذى أخفاه غالباً لأنها كانت لاتزال مستمرة فى عملها ،أما سامية فهمى هى ليست “ليلى عبد السلام “التى خرجت علينا معلنة أنها البطلة الحقيقية للمسلسل ؛ فالمخابرات المصرية لم تعلن الاسم كما حدث من قبل مع “الجمال”والهوان ” و”هبة سليم “أو عبلة (فى الصعود للهاوية).. ولكن أكتفت المخابرات بعدم التعليق كما حدث مع بطلة الحفار.
حرمانه من جائزة الدولة
كان الروائى صالح مرسى كثيرا ما يمزج فى كتاباته بين الفصحى والعامية، وقد حرمته هذه الطريقة من حصول مجموعته القصصية «الخوف» على جائزة الدولة بعد أن تم ترشيحه لها، إلا أن المفكر عباس محمود العقاد قد اعترض عليها رافضًا حصولها على الجائزة، لأن حوارها كان مكتوبًا بالعامية.هذه الواقعة ولم تؤثر عليه سلبا، بل واصل طريقه فى الكتابة الأدبية ويمتلئ تاريخه بنماذج لأعمال لا تقتصر على روايات الجاسوسية فقط مثل روايات «الكداب، البحار مندى، زقاق السيد بلطى»، كان لديه المقدرة على الكتابة بالفصحى والعامية معا. لم يتوقف صالح مرسى عن الكتابة حتى فى لحظاته الأخيرة وهو ما تحكيه وجيهة فاضل قائلة: كان يعمل على رواية جديدة بعنوان «القاهرة 42 «، يكتب فصولها وينشرها مباشرة كل أسبوع فى إحدى المجلات الأسبوعية، فى يوم وفاته كان يكتب أحد فصولها، ولم ينجز سوى 50٪ فقط منها، وفى الرابع والعشرين من شهر أغسطس عام 1996، رحل صالح مرسى عن دنيانا على إثر هبوط حاد فى الدورة الدموية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.