«تعليم قنا»: منح الاعتماد ل 71 مدرسة    رئيس الوزراء يتابع مع وزير الإسكان عددا من ملفات عمل الوزارة    وفد «الفطيم»: 2.5 مليار دولار حجم أعمالنا بمصر.. ونوفر 11 ألف فرصة عمل    وزير الدفاع يلتقى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى    استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال الإسرائيلى فى مدينة طولكرم    محمد دسوقي بعد الانضمام لمودرن سبورت: انتقلت لنادى قمة    المؤبد لسائق توك توك لإتجاره بالهيروين فى الخانكة    محافظ الغربية: تكثيف حملات إزالة الإشغالات للقضاء على المظاهر السلبية    السيطرة على حريق بمحل إطارات سيارات في قليوب    الهولندي چاستن دي يجير: الأداء الحركي قائم على التوازن بين الجسد والأرض    ذكرى وفاة فيلسوف الموسيقى سيد درويش فى كاريكاتير اليوم السابع    "محامي عمل في سويسرا".. من هو رضا حنفي مترجم كولر الجديد بالأهلي؟    رونالدو: 4 لاعبين يمكنهم الفوز بالكرة الذهبية.. وريال مدريد ليس محظوظًا    غموض موقف 5 زملكاوية في الميركاتو الصيفى    رسميًا..الزمالك يعلن تعاقده مع السنغالي سيدي ندياي 4 مواسم    مدير "تعليم دمياط" يناقش الاستعداد للعام الدراسي الجديد وسد العجز بإدارة كفر سعد التعليمية    اتحاد المشروعات الصغيرة يكرم اليوم السابع على تغطية ملف الصناعات الصغيرة    وسام أبو على يقود هجوم فلسطين ضد الأردن فى تصفيات كأس العالم 2026    ترقبوا اعتماد وزير التعليم نتيجة الثانوية العامة 2024 الدور الثاني    الطقس غدا.. ارتفاع جديد بدرجات الحرارة والعظمى بالقاهرة ترتفع ل40 درجة    ضبط سلع منتهية الصلاحية وتحرير 14 محضرا تموينيا بالأقصر (صور)    البيئة: تشكيل لجنة من أساتتذة الجامعات لدعم دور الوزارة في ملف التشجير    الكشف عن سبب فشل مفاوضات الزمالك لضم موهبة جزائرية    وزير الثقافة يُكرم صُناع وبطلة مونودراما "فريدة" ويُعلن عرض المسرحية بالإسكندرية    بلينكن: التوافق على أكثر من 90% بالقضايا المتعلقة فى اتفاق غزة    والدة الفنانة مريم وجيه: فخورة بوجود لوحات ابنتى بين كبار الفنانين    شروط اشتراك الناشرين في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025    سعاد صالح تكشف مفاجأة بشأن خلع العروسة للحجاب ليلة زفافها    تقديم خدمات طبية ل 230 مواطنا خلال قافلة متعددة التخصصات بالدلنجات في البحيرة    بالصور- محافظ أسوان يتفقد الأعمال الجارية بمشروع مركز طب أسرة البصيلية    مبادرة «بداية» وحقوق الإنسان في مصر    وزير الخارجية الأمريكي: وقف إطلاق النار بغزة يصب في مصلحة إسرائيل    قرار من وزير الداخلية برد الجنسية المصرية ل36 مواطنًا    نائب محافظ الأقصر يسلم مساعدات مالية ل500 سيدة من الأرامل والأيتام    الموعد الرسمي لإجازة المولد النبوي الشريف    مصدر خاص ل "الفجر الرياضي": قرار معروف صحيح بشأن إبعاد ماني عن تسديد ركلة الجزاء امام بوروندي    رئيس مدينة إسنا يعقد الاجتماع الأسبوعي لمتابعة مستجدات مشروعات حياة كريمة    محافظة الجيزة تطلق 36 قافلة بيطرية مجانية شاملة لدعم المربين    بروتوكول تعاون لإنشاء أروقة أزهرية بفروع نادي القضاة على مستوى الجمهورية    الداخلية تنظم الملتقى السادس لشباب المناطق الحضارية الجديدة في العاصمة الإدارية    بيت الزكاة يستعد لأول حملات توزيع ملابس ومستلزمات على الطلبة الأيتام    مطالبا بمحاكمته.. برلماني يعلق على تحريض أستاذ جامعي لسرقة الغاز والكهرباء    رابط نتيجة الثانوية العامة الدور الثاني 2024 بالفيوم    بالأرقام: 54 ألف عنصر أمني و1649 مركزا انتخابيا و1634 مترشحا ومترشحة في انتخابات الأردن النيابية    مواليد 5 أبراج فلكية «توكسيك».. احذر عند التعامل معهم    رئيس الوزراء يستعرض مخططا لتطوير مستشفيات قصر العينى.. زيادة المساحة ل 280 ألف متر مربع.. تقليل مدة إقامة المريض بالغرفة.. العمل بنظام الفترات التبادلية لغرف العمليات.. ومدبولى: مشروع كبير لتطوير "عين شمس"    فريق طبى بمستشفى المطرية التعليمى يجرى جراحة نادرة بفصل إلتحام الفكين لطفلة    «مسعد بولس».. سر الرجل العربي بحملة ترامب | فيديو    ارتفاع أسعار النقل والمواصلات 29.8% على أساس سنوي خلال أغسطس الماضي.. و10.7% على أساس شهري    سعاد صالح: زواج التجربة حرام مثل المساكنة.. ويفتح باب الزنا    هواوي توجه الضربة الموجعة لآيفون 16.. هاتف Mate XT يحطم الأرقام القياسية    من هو «السفير تميم خلاف» المتحدث الرسمي الجديد لوزارة الخارجية والهجرة؟    راديو بلجيكا: هل ستعود الملكة نفرتيتي إلى وطنها مصر؟    وزارة التعليم العالي تغلق كيانا وهميا جديدا بمحافظة الشرقية    تعرف على قرعة مجموعة القاهرة بدوري القسم الثاني «ب» ومبارايات الجولة الأولى    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة مع بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    الرئيس الإيراني يزور العراق غدا الأربعاء    «أونروا»: جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترض تحت تهديد السلاح قافلة متجهة لشمال غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرملة صالح مرسي ..أديب الملاحم الوطنية في الذكري العشرين لوفاته :
قرينة «رأفت الهجان»سألت زوجي أنت دخلت بيتي قبل كده؟!
نشر في أخبار الحوادث يوم 22 - 08 - 2016

يكفيه فخرا أن غزل قلمه النابض صار ملاحم وطنية، نفذت إلي الوجدان، وتشبثت بالضمائر، وحين تحولت ملحمته رأفت الهجان إلي مسلسل تليفزيوني نجحت في أن تضبط "هوائيات" الملايين علي موجة واحدة، هي موجة الوطن، إلي الحد الذي كانت شوارع مصر تخلو من المارة أثناء عرض حلقات المسلسل الشهير بأجزائه المتعددة، لذا يصبح نسيان صالح مرسي أمرا عصيا، لا يجرؤ عليه سوي الوقحين، وعتاة المجرمين، وهؤلاء اللامنتمين الذين افتقدوا البوصلة، وغابت ضمائرهم في غابات الآثام بلا رجعة، وهاهي ذي ذكري وفاته العشرون قد حلت منذ أيام، وعبر رفيقة العمر آثرنا ان نحيي الذكري ونتذكر أديب الملاحم الوطنية.
مازالت أرملة الأديب الراحل صالح مرسي ترافق "البحار مندي" في مكانه الأثير علي ساحل البحر المتوسط، حيث أعتاد أن يقضي أربعة أشهر متواصلة خلال فصل الصيف، وحتي وافته المنية منذ عشرين عاما، لم يبعد عن البحر رغم أنه ترك عمله كبحار وتفرغ للكتابة، لم يبعد عنه حتي في موته وذكراه، حيث تمارس السيدة وجيهة فاضل نفس عاداته السنوية، وتحيي معنا ذكري صاحب "الصعود إلي الهاوية" و"رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة" و"الحفار"، حيث تقضي فصل الصيف في بيته المفضل في الساحل الشمالي، وتعبر عن افتقادها له رغم ممارستها لنفس طقوسه، تحكي لنا عن عاداته في الكتابة، لحظاته الأخيرة، وعن مشواره وعلاقتها به، وتفتح أمام قرائه أوراقه وصوره القديمة التي لم تنشر من قبل، وتسرد السيدة وجيهة فاضل قصة تعرفها علي صاحب "الصعود إلي الهاوية" قائلة: ارتبطت به بعد مرحلة عمله في البحرية ثم دراسته للآداب، واشتغاله في الصحافة حيث عمل في مجلة صباح الخير ثم مجلة المصور وحتي وفاته كان يعمل في دار الهلال، وبدأ ارتباطي به أثناء تصوير مسلسل "صيام صيام" عام 1979، حيث كنت مساعدة مخرج مع المخرج الكبير محمد فاضل، وكان صالح هو كاتب سيناريو المسلسل، وارتبط به في عام 1980 أثناء كتابته لمسلسل "دموع في عيون وقحة" كعمل أدبي"، وتشير "وجيهة" إلي بدايته مع الكتابة لروايات من ملفات المخابرات مع "الصعود إلي الهاوية" حيث عٌرض عليه الأمر وأعجبته الفكرة حين قرأها، واسألها عن مساحة الواقع والخيال في هذه الأعمال التي تعتمد علي قصص قُدمت له من المخابرات فتقول: كانوا يمدونه بالنقاط الأساسية فقط عن العمليات بما تقتضيه قواعد السرية، ثم يبدأ في عمل نسيج لهذه النقاط وبناء شخصيات وعلاقات ما بينها من خياله، وتضحك السيدة وجيهة وهي تتذكر لقاءه بزوجة رأفت الهجان وتحكي قائلة: حين زارتنا زوجة رأفت الهجان كانت متعجبة من دقته في وصف منزلها في ألمانيا وسألته "أنت دخلت بيتي من قبل؟" فأجابها بالنفي، فقالت أنه وصف بيتها بدقة متناهية ولا يوجد فارق بين ما كتبه وبين الواقع إلا في لون البيانو حيث أن لون البيانو الخاص بها أبيض بينما ذكر صالح أن لونه أسود! ويدل ذلك علي أن خياله كان خصبا في وصف الأماكن والشخصيات.
أسألها: هل كان متعاطفًا مع شخصيات بعينها أكثر من أخري في ملفات المخابرات التي أطلع عليها؟
- تجيب: كان يتعامل بحياد فكل شخصية لها تأثيرها وكل العمليات التي ٌطلب منه الكتابة عنها لها أهميتها.
فأسألها: ألم يكن يزعجه شهرة جمل بعينها وشخصيات الأفلام والمسلسلات التي كتبها كسيناريست أكثر من شهرة اسمه كأديب؟
- تجيب: لم يكن يهتم فهو يعرف أن الناس لا تقرأ، وأن الشهرة للأفلام والمسلسلات، ورغم حبه للكتابة الأدبية أكثر من كتابة السيناريو إلا أنه كان يعتبرها وسيلة لتحقيق جماهيرية أكبر لأفكاره وتوصيلها لأكبر عدد من الناس، أما أنا فكنت ومازلت أري الكتابة الأدبية هي الأبقي، رغم كوني ابنة للتليفزيون، إلا أن تطور التقنيات كل يوم يجعل بقاء المسلسلات وتأثيرها بعد مرور السنوات صعبا، سوف تراها الأجيال القادمة متخلفة عن تقنيات العصر، أما العمل الأدبي فيمكن قراءته بعد مائة عام وتجده محتفظًا بنفس المذاق، واعتبر أن صالح قد جمع الحسنيين، وحقق ما يريده.
في بداية حياته الأدبية رفض العقاد منح مجموعته القصصية الأولي "الخوف" جائزة الدولة لاحتوائها علي حوار بالعامية.. كيف أثر ذلك علي كتابته؟ هل كان له علاقة بتميزه بجمل حوارية في سيناريوهات الأفلام مازالت تتردد حتي الآن؟
- ضحكت قائلة: هي دي مصر يا "عبلة" علي سبيل المثال، نعم، حدثت بالفعل هذه الواقعة ولم تؤثر عليه سلبا، بل واصل طريقه في الكتابة الأدبية ويمتلئ تاريخه بنماذج لأعمال لا تقتصر علي روايات الجاسوسية فقط مثل روايات "الكداب، البحار مندي، زقاق السيد بلطي"، كان لديه المقدرة علي الكتابة بالفصحي والعامية معا.
هل كانت هناك علاقات صداقة تجمعه بشخصيات من الوسط الثقافي سواء من جيله أو جيل يسبقه أو يليه؟
- علاقته كانت جيدة بالجميع لكن العلاقة الشخصية الوثيقة كانت تجمعه بالكاتب راجي عنايت، ولم يزره أحد أثناء مرضه.
لم يتوقف صالح مرسي عن الكتابة حتي في لحظاته الأخيرة وهو ما تحكيه وجيهة فاضل قائلة: كان يعمل علي رواية جديدة بعنوان "القاهرة 42 "، يكتب فصولها وينشرها مباشرة كل أسبوع في إحدي المجلات الأسبوعية، في يوم وفاته كان يكتب أحد فصولها، ولم ينجز سوي 50٪ فقط منها، وتشير رفيقة الدرب وقرينة العمر إلي مكان ما هناك قائلة: كان يحب هذا المكان علي البحر، ونقضي فيه فترة الصيف بدءا من يونيو إلي منتصف سبتمبر، ولم يتوقف عن الكتابة هنا أو في القاهرة، وحين توفي لم يترك وصية، لكن معظم كتبه تنشر في دار نهضة مصر في طبعات جديدة، وأتمني أن تنتشر أكثر وأكثر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.