في الوقت الذي عمت فيه الاحتفالات مدينة بنغازي التي استقبلت أمس إعلان المجلس الانتقالي تحرير ليبيا تم الكشف عن وصية للعقيد الليبي معمر القذافي. ولاقي اهالي بنغازي المقاتلين عند مدخل المدينة بتقديم الحلويات وماء الزهر وامطروهم بالقبلات. وقد اطلقوا النار في الهواء من اسلحة ثقيلة وخفيفة للمشاركة في الاحتفالات. وأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل عن تحرير كامل التراب الليبي بمدينة بنغازي أمس، واوضح أن ذلك سيتضمن عدة نقاط ومؤشرات تشرح المرحلة الانتقالية الثانية من هذه الثورة، واضاف ان حكومة مؤقتة ستشكل لا تتجاوز فترتها ثمانية أشهر, مفندا ما يتردد من مخاوف بشأن انتشار السلاح بين أفراد الشعب الليبي. واكد عبد الجليل أنه سيتم تفعيل المجالس المحلية وتحديدها وتعيين ممثليها في المجلس الوطني، كما سينتقل المجلس الحالي إلي مقره الرئيسي بمدينة طرابلس. واستبعد عبد الجليل ما قال إن البعض يروج له من أن ليبيا "ستذهب إلي خندق ضيق"، معربا عن تفاؤله بأن يكون "الثوار الليبيون الذين ناضلوا من أجل هذه الحرية" في المستوي "الذي يليق بمكانة وكرامة وشجاعة الليبيين". الي ذلك أوصي القذافي في وصية نسبت إليه ولم يتسن التأكد من صحة ذلك، بدفن جثمانه في مقبرة سرت بجوار عائلته كما حث علي استمرار المقاومة من بعده. وذكر موقع "سيفن دايز نيوز" الإخباري، الموالي للقذافي في صفحته علي فيس بوك، أنه انفرد بوصية القذافي التي كتبها بتاريخ 17 أكتوبر في آخر أيامه في سرت احتياطا لمقتله وسلمها لثلاثة أشخاص توفي أحدهم ووقع آخر في الأسر ونجا الثالث. ودعا القذافي في وصيته، الشعب الليبي إلي أن يستمر في مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غدا وعلي الدوام". وفي الوقت نفسه نقلت تقارير إخبارية امس عن مصدر في المجلس الانتقالي الليبي إن أصابع الاتهام في قتل العقيد الليبي معمر القذافي بعد أسره حيا تتجه لعنصر من لواء بنغازي وقياديين آخرين من مصراتة وغريان، وإن المجلس بدأ يتعرض منذ أمس لضغوط من عدة منظمات دولية لتقديم معلومات عن "المتورطين في قتل أسير" لتقديمهم للعدالة باعتبارهم مجرمي حرب إلا أن مصادر صحفية نقلت عن قيادي كبير ومسئول في جبهتي سرت وبني وليد إن الثوار فتحوا صفحة جديدة بمقتل القذافي يوم العشرين من الشهر الحالي، ولن يلتفتوا إلي من قتل العقيد الراحل، لأن "دمه تفرق بين القبائل الليبية. وفي الاثناء ذكرت مجلة دير شبيجل الالمانية اليوم إن العثور علي القذافي تم بمساعدة المخابرات الألمانية وقالت إن الجهاز كان علي علم منذ أسابيع بمكان إقامة القذافي في مسقط رأسه بمدينة سرت الواقعة علي البحر المتوسط. ونقلت المجلة عن دوائر أمنية قولها إن الإبلاغ عن "بيانات جغرافية" لا يمكن أن يؤدي إلي شن الهجوم الذي استهدف القذافي. مضيفة أن الاستخبارات الألمانية لها شبكة مصادر كثيفة في الشرق الأوسط، وقد علمت بالضبط المكان الذي كان يختبئ فيه القذافي عن الثوار.