من المسئول عما حدث ليلة الأحد في قلب العاصمة أمام مبني ماسبيرو؟ ما الذي دفع هؤلاء الشباب للقيام بمسيرة سلمية ثم ينتهي المشهد بهذا الحادث الدموي؟ هل أطلق هؤلاء الشباب الرصاص الحي علي جنود جيش؟ هل سنري في التحقيقات أحراز الذخيرة الفارغة التي استخدمها الشباب لقتل الجنود؟ هل تم القبض علي مثيري الشغب المندسين؟ من المسئول عن إطلاق شائعة تمزيق القرآن الكريم؟ أو شائعة تصريح كاذب علي لسان هيلاري كلينتون يقول إنها ستحمي الأقباط بالقوة؟ أو شائعة ان الأقباط يريدون قتل جنود الجيش المسلمين؟ من الذي سمح باذاعة الكلمة الخارجة في حق الأقباط التي نطق بها الجندي المصاب في التليفزيون؟ من تسبب في كتابة خبر عاجل علي التليفزيون المصري يقول نصا "ثلاثة شهداء ومائة مصاب من جنود الجيش والأمن بعد إطلاق النار عليهم من جانب متظاهرين أقباط أمام ماسبيرو"؟ لماذا دعت مذيعة التليفزيون المصري رشا مجدي نزول الجماهير لحماية الجيش المصري من الأقباط؟ وما معني ان توتر مذيع يجعله يدلي بأخبار كاذبة تشعل نار الفتنة؟ إلي متي سيتم السماح لزارعي الفتنة باسم الدين سواء كانوا شيوخاً أو قساوسة بالظهور علي الفضائيات لبث سمومهم دون محاسبة عسيرة؟ من الذي اقتحم مبني قناة الحرة وقناة 25، ولماذا؟ من المتسبب في قتل 25 شاباً قبطياً وإصابة 327 آخرين؟ من هي القوي الخفية التي تحدث عنها رئيس الوزراء و التي تعبث بأمن مصر؟ هل هم فلول للنظام السابق؟ هل هم قوي خارجية؟ هل هم فوق القانون؟ من الفاعل؟ من المجرم؟ وماذا يريد؟ لأي دولة ينتمي؟ هل يدرك الفاعل ان الحرب الأهلية في لبنان بدأت بحادث إطلاق نار تعرض له زعيم سياسي عند خروجه من كنيسة أدي بعد ذلك إلي صراع و قتال دام أكثر من 16 عاماً؟ هل يدرك الفاعل مدي تأثير ما حدث علي الاقتصاد المصري بشتي مجالاته سواء كانت في البورصة أو السياحة أو الاستثمار؟ هل يدرك أحد في هذه الدولة مخاطر الفتنة الطائفية علي المجتمع المصري وعلي مستقبل أراضيه؟ هل يدري هؤلاء ان هناك محاولات دولية تسعي لإدانة مصر وقد تبدأ بإرسال لجنة تحقيق دولية للوقوف علي ما حدث مما يؤثر علي سيادة مصر وخصوصية شئونها الداخلية؟ هل نستطيع ان نتخيل مدي سعادة مبارك وأركان نظامه المخلوع وهم قطعا يعيشون الآن أسعد لحظات حياتهم منذ ثورة يناير؟ من يريد أن يري هذا الوطن يحترق؟ كلمة في نفسي: مشكلة الأزمات الطائفية في مصر لا تتغير وذلك لأن طريقة المعالجة تتم دائما بنفس الأسلوب الذي أصبح محفوظا لدي الجميع. سنسرع جميعا بإقامة الاجتماعات وتشكيل اللجان وتبويس اللحي وسنسمع أن الحكومة تدرس قانون بناء دور العبادة الموحد وتجريم التمييز الديني إلي ان تهدأ الأمور ونشغل أنفسنا بشيء آخر، أي صراعات تافهة إلي ان تظهر مشكلة الفتنة الطائفية من جديد والتي بحكم العادة تظهر في مشهدين فقط (مسلم تزوج من مسيحية والعكس أو تعرض دور عبادة للحرق أو الهدم) وهنا فقط سنتعامل مع الملف الطائفي من جديد دون أي طرق جديدة في المعالجة وفي غياب كامل عن سيادة القانون. يا رب اللهم احم - مصر دائماً وأبدا وطنا لكل أبنائها وأرزقها بالحاكم الرشيد.