أزمة كبيرة تعرضت لها فرقة الرقص المسرحي الحديث، بعد المشكلة التي تفاقمت مع مديرها الفني وليد عوني وأعضاء الفريق أثناء رحلتهم بإيطاليا، نتج عن هذه المشكلة تقديم عوني لاستقالته من جميع مناصبه وأعماله بوزارة الثقافة، حيث اتهمه أعضاء الفريق بأنه تعمد إهانتهم وسبهم بإيطاليا، كما اتهموه أيضاً بسب مصر والثورة، فعن ذلك قالت سالي أحمد الراقصة الأولي بالفريق: للأسف كنا لا نحب جميعاً أن نقف أمام وليد عوني في هذا الموقف لأننا جميعاً نحبه ونقدره ونقدر تاريخه ومشواره الفني، لكننا شعرنا، خاصة بعد ثورة 25 يناير بأن عوني في حالة نفسية سيئة، وأصبح كثير الانفعال علينا، ورغم ذلك كنا نتحمل، حتي جاءت رحلة إيطاليا التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وتضيف: فكنا جميعاً في إجهاد شديد بسبب طول مسافة الطريق، وطلب منا زيادة ساعات العمل، فالمدربة المسئولة عن الفريق طلبت منه عمل راحة لأنه من الصعب العمل عدد ساعات متواصلة بلا راحة، فوجئنا به ينفعل ويرفض، ليس هذا فحسب بل أصبح يفتعل مشاكل وأزمات مع بعض الراقصين حتي أنه هدد بطرد أحدهم دون سبب، وكذلك مدربة الرقص الدكتورة لمياء محمد، افتعل معها مشكلة كبيرة وتحدث إليها بلهجة بها إهانة شديدة وطلب منها أن تفسخ عقدها مع الفريق عندما نعود إلي مصر لأنه أصبح لا يستطيع التعامل معها من جديد. وتقول: كانت لدينا جميعاً حالة من الصدمة بإيطاليا من أسلوبه وتعمده الإهانة عندما أصر أن يأتي بالشرطة في إيطاليا بعدأن ترك أحد الراقصين الفريق وذهب إلي فرنسا دون علمنا وهو ما أثار استياء الجميع لدرجة أننا قررنا أثناء عودتنا إلي مصر بأننا سنتقدم باستقالات جماعية بسبب سوء معاملته لنا، وحدث ذلك معي أكثر من مرة أنني تقدمت باستقالتي له بسبب تعمده إهانتي لكن كنت أرجع فيها بعد اعتذاره لكن هذه المرة هو أصر علي السب والإهانة وقال أنا بكره مصر والمصريين وأكره هذه الثورة، بالطبع هو يشعر بالغربة بعد فاروق حسني لأن هناك صلاحيات تم سحبها منه، مثل مهرجان الرقص الحديث ومدرسة الرقص وفرقة الفرسان، وبعد أن كان يتجاوز الأوبرا في القرارات الإدارية الخاصة به لأنه كان يأخذ الموافقة عليها من الوزير السابق مباشرة، ولكن الآن أصبحت تواجه عراقيل إدارية فيبدو أن كل هذه الأحداث أثرت علي نفسيته، وأضافت سالي: اذكر أننا كفريق وقفنا معه بعد الثورة وطالبنا ببقائه وأنشأنا له صفحة علي الفيس بوك بعنوان «معاً لبقاء وليد عوني».. في الوقت الذي كان يرفض فيه جميع الفنانين والنقابة وأجمعوا علي أن يرحل لكننا قلنا وقتها عنه كفرقة رقص حديث نريد مديرنا الفني وليد عوني لكن في النهاية لم نحتمل إهانته الشديدة لنا جميعاً. اتفقت معها في نفس الاتهامات مدربة الرقص لمياء محمد حيث قالت: وليد عوني أصبح يلقي علي الاتهامات ويقول إنني التي حرضت الفريق علي القيام بهذه الثورة حتي أقفز علي منصبه وهذا غير حقيقي، لأنني معه منذ تسع سنوات فلماذا لم أقم بهذه المؤامرة طوال هذه الفترة لكنني وجدته يسيء معاملتي ويطلب مني أن أفسخ عقدي مع الفريق بلا سبب واضح لأنني بالفعل لم أضره في شيء وكنت دائماً أتدخل لحل الأزمات خاصة ما تعرضنا له معه في إيطاليا، فكل ذنبي أنني كنت أسعي لتهدئة الأمور لكنه استشاط غضباً وبلا سبب تفاقمت الأزمة معي علي وجه التحديد. وعن احتمال توليها منصب عوني الفترة المقبلة قالت: أعتقد أنني أحق شخص يتولي مسئولية الفريق حالياً خاصة ونحن نعد لعرض.. «عطيل» الذي من المقرر افتتاحه علي مسرح الجمهورية الفترة المقبلة. من جانبه نفي وليد عوني معظم الاتهامات التي وجهت ضده واعتبرها كذباً وافتراءات وانما كانت مجرد مؤامرة ضده حتي تتولي لمياء محمد الإدارة الفنية للفريق بدلاً منه والدليل «علي حد قوله» أنه بعد استقالته مباشرة وقعت كمدير فني للفريق، مما أثار غضب رئيس الأوبرا وشطب علي هذه الامضاء. ويضيف عوني: أشعر بصدمة قوية مما يحدث حالياً ومن الاتهامات التي يوجهونها لي وخاصة عندما قالوا إنني شتمت مصر والثورة كيف اشتم مصر وأنا اعتبرها وطني وعشت بها عمري كله، كيف أفعل ذلك، هذه المدربة لدي مشاكل معها منذ عدة شهور وليست بإيطاليا فقط، لأنها تتعمد عمل تحزبات داخل الفريق. منها علي سبيل المثال أنها اخترعت مراكز للراقصين أول وثان وثالث، وجعلت سالي تلميذتها بالمعهد الراقصة الأولي للفريق وهذه ليست استراتيجية الرقص الحديث والتي تقوم علي أن الجميع واحد أمامي كلهم راقصون بالفريق ليس هناك، أول وثاني، إلي جانب أنها تتعمد التدخل فيما لا يعنيها وأنا مدير الفريق من حقي أن انفعل عندما أجد خطأ سواء عليها أو علي غيرها وبالفعل انفعلت عليها بإيطاليا لأنها أخذت الفرقة في نزهته وتأخروا علي البروفات ساعة كاملة، وكان يجب أن أنفعل وقتها، وأسلوبها في الدفاع طوال الوقت حتي بعد هروب أحد الراقصين الذي هو في عهدتي ساعدوه علي السفر إلي فرنسا دون علمي وأنا مسئول وبالطبع بعد هذه المشاكل طلبت منها أن تترك الفريق لأنني لم استطع التعامل معها خاصة أنها تتعمد تخويفهم بأنها مسئولة عنهم كمدربة لهم في المعهد فتستطيع التحكم في درجات الحضور والانصراف فأصبحوا يكنون لها هي كل تقدير واحترام وأنا ركنت علي الرف والتعامل معي كان غير محترم علي الإطلاق. ويضيف: بالفعل أشعر أنني أجبرت علي الاستقالة لأنهم قدموا شكوي ضدي بالوزارة ثم بنقابة المهن التمثيلية وإلي جانب سحب المدرسة مني والمهرجان فشعرت بحالة غريبة تحدث معي، لذلك قررت أن استقيل احتراماً لنفسي ولموهبتي وتاريخي وحزين علي فرقتي التي عشت معها سنوات عمري.