إكرام «الرفات» تقليد كنسى قديم لتكريم لشخص الرهبان الذين أفنوا حياتهم في الأرض وهو إكرام لعمل الله فى هذا الشخص و«الرفات» كلمة لاتينية الأصل تعنى ما تبقى من الشخص أو مقتنياته، واستقبلت كنائس مصر على مدار الأيام الماضية رفات القديسة «تريزا» وأقيمت صلاة القداس الإلهى عليها فى كنائس سانت فاتيما بمصر الجديدة والمنصورة وإيبراشية سوهاج وعددٍ من الكنائس بربوع مصر. وتكتسب الرفات صفة القداسة من مشاركة القديس فى الحياة الإلهية ويقول البابا «بنديكتوس»، «القداسة لا تعنى القيام بأعمال خارقة بل هى اتحاد كامل بالمسيح حيث تصبح أفكاره أفكارنا وتصرفاته تصرفاتنا نستطيع أن نقول نصبح مسكنه»،وقد حفر القبطى المصرى اسمه فى التاريخ القبطى حيث خلد ذلك التاريخ أسماء أبطال الكتيبة الطيبية التى رفض أفرادها الخروج عن المسيحية وضحوا بحياتهم من أجلها. استقبلت بعض رفاتها الطاهرة بحفاوة شعبية واسعة، اسمها تريز مارتان، وهى فتاة فرنسية ولدت فى بلدة الافون Alencon سنة 1873 وانتقلت إلى السماء سنة 1897 وأعلنتها الكنيسة قديسة سنة 1925 وعيدها يوم 3 أكتوبر وهى راهبة ضمن رهبانية الكرمل، وانتشرت كنائس كثيرة بإسمها فى كل أنحاء العالم، مع أنهالم تبلغ عمر الرابعة والعشرين وقضت سنوات طويلة فى المرض والألم. وكتبت سيرة خبرتها الإنسانية القصيرة والروحية الخالدة تحت عنوان «تاريخ نفس» أو قل تاريخ حياة، هذا الكتاب نبع للتأمل والتعمق الروحى يكشف عن عمل الله، وروحه القدوس فى القلوب البريئة النقية ولا يزال كتابها ملهماً للقداسة اليومية المتواضعة.