من أكثر الأعراض الشائعة والمقلقة إلى حد كبير فى الأطفال هى الإسهال، وذلك لتعدد أسبابه ومضاعفاته التى قد تؤدى إلى الهزال والجفاف بل والوفاة إذا لم يتم التعامل معها بطريقة سليمة لا قدر الله. وقد تعددت أسباب الإسهال ما بين العدوى الفيروسية مثل الروتا أو الكوكساكى والعدوى البكتيرية كالسلمونيلا والطفيليات «نادرة الحدوث» مثل الجيارديا وأخطرهم هو الإسهال الفيروسى لأنه يكون أكثر سيولة وغزارة ويصاحبه أعراض أخرى كالقىء والصداع وارتفاع درجة الحرارة مما يزيد من حدة الجفاف، وبالتالى خطورة الوضع. هناك أسباب أخرى تشمل تناول الأطمعة العسرة الهضم أو الحساسية من بعض أنواع الطعام أو الدواء كالمضادات الحيوية. وكذلك بعض أمراض الجهاز الهضمى كمرض كرون المناعى. لابد بالطبع من زيارة الطبيب فى أسرع وقت بمجرد ملاحظة الإسهال ولا يجب الانتظار حتى ظهور أعراض الجفاف والتى من ضمنها: الدوخة وتراجع درجة الوعى. جفاف الحلق. تغيير لون البول للون الأصفر الغامق مع قلة عدد مرات التبول. برودة الجلد. البكاء دون دموع. عدم القدرة على اللعب والحركة. زيارة الطوارئ أو الطبيب ضرورية قبل ظهور أعراض الجفاف. لا سيما فى الأطفال الرضع «أقل من 6 أشهر، أو إذا ظهرت دماء فى البراز أو كان لون القىء مصفرًا أو مدمماً. كذلك إذا اشتكى الطفل من مغص شديد لمدة تزيد على ساعتين أو سخونة عالية مع الإسهال. ماذا تفعل حتى نذهب للمستشفى؟ أهم شىء هو محاولة تعويض السوائل المفقودة بالرضاعة لو كان الطفل رضيعًا، أو إعطائه محاليل الجفاف لو كان أكبر قليلًا، مع العلم أن المياه فقط غير كافية لتعويض الجسم لأنها لا تحتوى على العناصر اللازمة كالصوديوم والبوتاسيوم. بعد الذهاب للطبيب المختص سيتم تحديد سبب الإسهال ووقف القىء إن وجد. ثم إعطاء الطفل العلاج المناسب كالمضادات الحيوية أو مضادات الحساسية وأدوية التلقصات إن احتاج, وفى بعض الحالات المتقدمة قد يحتاج الطفل بعض المحاليل لتعويضه السوائل المفقودة. وفى النهاية لابد من مراعاة قواعد النظافة العامة سواء كانت النظافة الشخصية للطفل أو المحيطين به من غسيل الأيدى والأظافر وعدم استعمال الفوط وأدوات الطعام المشتركة، وكذلك نظافة البيئة المحيطة والمأكولات، فالنظافة تقلل من نسبة الإصابة بالإسهال والنزلات المعوية إلى حد كبير. كذلك هناك تطعيمات ضد بعض أنواع الفيروسات المسببة للإسهال كالروت وهى تقلل نسب الإصابة وحتى لو حدث وأصيب الطفل تكون الأعراض أبسط وأقل خطورة إلى حد كبير. لذا فالوقاية خير من العلاج، حفظ الله أبناءنا ووقاهم جميعًا.
