حوار - سهير عبدالحميد أدوار كثيرة ومتنوعه قدمها الفنان محمود قابيل عبر مشواره الفنى ورغم انه مر بمحطات اوقفته كثيرا وابعدته عن الفن لكن هذا لم يمنعه ان يحتفظ بمكانته الفنية فشخصيته تجمع بين حزم وقوة الحياة العسكرية التى دائما ما يعتز أنه خرج منها وبين رومانسية وثقافة الفنان المهتم بقضايا بلده وهذا ظهر على الشاشة من خلال أفلام ومسلسلات حظيت بحب واحترام الجمهور مؤخرا كرمه مهرجان الإسكندريةمسقط رأسه وعشقه الأول التى سطرت نشأته وخطى منها أولى خطواته لذلك يعتز ان تكرمه وفى حواره مع «روزاليوسف» فتح محمود قابيل صندوق ذكرياته ليتنقل بين شخصيات وقرارات ومحطات اثرت فى حياته: ■ كرمك مؤخرا مهرجان الاسكندرية عن مشوارك الفنى.. ماذا يعنى لك هذا التكريم؟ - سعدت جدا به لأنه جاء من مسقط رأسى فشرف كبير أن إدارة المهرجان تختارنى ضمن قائمة مكرميها وانا فى الأساس من محبى مهرجان الإسكندرية وأرى أنه مهم جدا لالتقاء فنون وثقافات دول البحرالابيض المتوسط ولابد أن تدعم الدولة مهرجان إسكندرية أكثر لأنه من المهرجانات التى تهتم بالقيمة الفنية والافلام التى تعرضها بعيدا عن عروض الأزياء وال«فاشون شو» الذى يحدث فى مهرجانات اخرى ■ ومن الشخصية التى تمنيت ان تهديها تكريمك؟ - صديقى واخى الفنان الراحل عزت أبوعوف الذى افتقده كثيرا ■ حضرت مهرجانات كثيرة سواء فى مصر أو خارجها فكيف ترى اختيار اعضاء لجان التحكيم فى مصر والفرق بينها وبين دول أخرى؟ - بالتأكيد هناك اختلافات كثيرة اهمها انه فى بعض الأحيان تتحكم المجاملات فى اختيار أعضاء لجان التحكيم على عكس مهرجانات مثل دبى والهند وغيرها من المهرجانات التى حضرتها وشاركت فى لجان تحكيمها. ■ من الحياة العسكرية للفن بدأت مشوارك السينمائى.. حدثنا عن هذا القرار المصيرى الذى غير مجرى حياتك؟ - كما تعلمين ان المخرج يوسف شاهين هو صاحب الفضل فى ذلك عندما قابلته فى الاسكندرية سنة 1964وقتها كان يحضر لفيلم «فجر يوم جديد» ورشحنى لبطولة الفيلم أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التى اعتذرت بسبب ظروف سفرها وحلت مكانها الفنانة سناء جميل التى رفضت أن أقف بطل أمامها بسبب صغر سنى وكنت وقتها ملتحق بالكلية الحربية وبعدها تخرجت وشاركت فى حرب الاستنزاف وبسبب تعرضى للإصابات تركت الجيش واحترفت الفن وكانت البداية مع فيلم «العصفور» وكان فيلمى الأول والأخير مع يوسف شاهين ■ ولماذا لم يستمر تعاونك مع شاهين فيما بعد؟ - يسأل فى ذلك يوسف شاهين نفسه فعلاقتى به ليست مجرد علاقة ممثل بمخرج، ولكن جمعتنى به صداقة كبيرة استمرت سنوات وسنوات حتى وفاته فأنا كنت اعتبره اباً بالنسبة لى حتى فى فترة استقرارى فى أمريكا زارنى خلالها أكثر من مرة وعلى مستوى السينما التى قدمها شاهين لم اترك فيلم قدمه الا وتابعته. ■ قدمت فى فترة السبعينيات مجموعه مهمة من الأفلام مع كبار النجوم والمخرجين.. حدثنا عن تفاصيلها وذكرياتك معها؟ - من حسن حظى أننى عاصرت كبار نجوم ومخرجى هذه الفترة فمثلا قدمت فيلم «حب تحت المطر» و«بعيدا عن الأرض» مع المخرج حسين كمال ومع نادر جلال قدمت «القاضى والجلاد» ومع المرحوم أحمد ياسين قدمت فيلم «الملاعين» وهناك فيلم «أبوالبنات» ومع المخرج هنرى بركات قدمت «وادى الذكريات». ■ هل نعتبر وسامتك كانت عائقاً فى حصرك فى أدوار الجان منذ بداياتك؟ - لا اتفق معكِ فى هذا الرأى فمثلا قدمت دور الشرير فى فيلم «الملاعين» وفى «عيش الغراب» قدمت الشرير فكل دور كنت اقدمه حاولت من خلاله تقديم شىء جديد بحيث لا أكرر نفسى. ■ هل هناك فنان تأثرت به فى حياتك وكان له دور كبير فى اختياراتك الفنية؟ - الفنان محمود مرسى الذى اعتبره من أعظم نجومنا الذى لم يحصل على حقه وجمعتنى به صداقة وللأسف لم يجمعنى به عمل فنى ايضا الفنان جميل راتب وهو قمة وهرم من أهرامات التمثيل فى مصر. ■ عندما انتقلت من الحياة العسكرية لاحتراف الفن ماذا أخذت معك؟ - من يدخل الكلية الحربية ويصبح ابن المؤسسة العسكرية تظل معه كل ما تعلمه منها حتى نهاية حياته فهى القالب الذى خرجت منه وادين بالفضل لما وصلت إليه فى حياتى لهذه المؤسسة العريقة. ■ هل هناك شخصية عسكرية تمنيت تجسيدها على الشاشة؟ - نعم تمنيت أن أجسد شخصية المشير عبدالحكيم عامر وكان ذلك قبل 20 عام لكن سنى منعنى. ■ من الأفلام المهمة التى شاركت بها فيلم «يوم الكرامة».. حدثنا عن ذكرياتك مع هذا العمل؟ - من التفاصيل المهمة التى اتذكرها هو تعلمى اللغة العبرية حتى أقدم قائد المدمرة إيلات فى الفيلم والتى استطاعت القوات البحرية أنها تغرقها فأنا عندما أشاهد فيلم حربى أنظر له بعين الضابط قبل الفنان وأعتقد أنه أهم فيلمين تم تقديمهما عن حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر من وجهة نظرى من ناحية التفاصيل هما «الرصاصة لا تزال فى جيبى» ومؤخرا فيلم «الممر». ■ لو اخترت 3 افلام عبر مشوارك السينمائى هى الاقرب لقلبك .ماذا تختار؟ - هناك فيلم «حب تحت المطر» لأنه كان أول عمل مع المخرج الكبير حسين كمال وقصة نجيب محفوظ والعمل يتحدث عن فترة مهمة جدا عشتها وأنا فى الجبهه أثناء حرب الاستنزاف وهناك فيلم «الملاعين» لأنه من المحطات السينمائية التى اختبرت نفسى فيها بتقديم شخصية الشرير والحمد لله حققت نجاج فيها ايضا اعتبر فيلم «يوم الكرامة» من الأعمال السينمائية فى مشورارى لآنه يتحدث عن حدث مهم وتاريخ مشرف للجيش المصرى. ■ بعض النجوم يضطرون أن يتنازلوا فى بداياتهم وتقديم أعمال لمجرد الانتشار .فهل تعرضت لهذا الأمر فى بداياتك؟ - الحمد لله لم تجبرنى الظروف للتنازل واختيار عمل لست راضى عنه او اوافق على اى شيء لذلك عملت فى مجال اخر وهو السياحة حتى لا تجبرنى الظروف أن اقبل شيئا لست مقتنعاً به بسبب الحاجة للمادة. ■ وكيف اتجهت لخطوة تأسيس شركة سياحة والتحول لرجل أعمال وأنت فنان ورجل عسكرى فى الأساس؟ - اخترت السياحة لأنى أجيد اللغات الفرنسية والانجليزية وشجعنى على هذه الخطوة الراحل يوسف شاهين. ■ لماذا لم تستغل الفترة التى استقريت فيها بالولايات المتحدةالأمريكية لتقديم أعمال عالمية؟ - لأن سفرى كان لهدف معين بعيدا عن الفن وهو الاهتمام بمشروع زراعى للعائلة ومهمتى إدارة هذا المشروع وكان اهتمامى منصب كله على الاهتمام به لكن فى المقابل حصلت على كورسات فى الإخراج والسينما كنوع من الهواية ■ هل تتابع الأفلام الموجودة على الساحة حاليا؟ - للأسف ظروف سفرى فى الأربع سنوات الماضية لم تمكننى من متابعة الأفلام المعروضة باستثناء فيلم «الممر» الذى ارى انه تجربة ثرية بثت روح الوطنية من جديد فى نفوس الشاب ■ من السينما للدراما.. ما هو المسلسل الذى تعتبره نقله فى مشوارك؟ - الحمد لله قدمت أعمال كثيرة ناجحة مع الجمهور فمثلا هناك مسلسل «ضبط واحضار» التى قدمت فيها شخصية الدكتور أنور والحقيقة أنا اعتز جدا بهذا العمل الذى شارك به كوكبة كبيرة من النجوم على رأسهم الفنانة الرحلة سناء جميل اوسيدة المسرح العربى سميحة ايوب وعزت ابو عوف وغيرهم من النجوم. ■ هل تعتبر أن عملك كسفير للنوايا الحسنة أثر بشكل سلبى على مشوارك الفنى؟ - لا لأنى كنت احاول طول الوقت انى انسق فى المواعيد الخاصة بالسفريات والحقيقة أنهم كانوا متعاونين معى فى هذا الأمر. ■ وما الموقف الذى لا تنساه أثناء عملك كسفير للنوايا الحسنة؟ - من المواقف التى لا أنساها أبدا عندما أوقف الرئيس اليمنى على عبدالله صالح طائرتى وكاد يمنعنى من مغادرة اليمن لأنى قلت أن الوضع فى اليمن أسوء من دارفور وانا أطفال اليمن تموت جوعا فكان يريد ان أتراجع عن كلامى. ■ فى رأيك متى يعتزل الفنان؟ - الفنان عمره ما يعتزل كونه بيعمل أم لا فهذا حسب سياسة المنتجين أو كم الأعمال المعروضه عليه فمثلا نجوم عالميين مثل البتشينو أو روبرت دينيرو أو داستن هوفمان يظلوا أبطال وفى رأيى أن فكرة الاعتزال يفرضها المنتجين أو الدولة لكن الفنان نفسه لا يعتزل. ■ ما الجديد الذى تحضر له؟ - هناك فيلم أجهز له مع المخرج مجدى أحمد على وهناك فيلم اصوره الان مع النجمة صفية العمرى والمخرجة روجينا بسالى. ■ هل ورث ابناؤك حب الفن عنك؟ -كل واحد فيهم فنان بطريقته فمنهم من يحب الأدب ومن يحب التليفزيون لكن لم يفكروا أبدا انهم يمثلوا لانهم لم يرثوا موهبة التمثيل.