احتدمت المعارك بين الثوار الليبيين وكتائب العقيد معمر القذافي علي مشارف مدينة بني وليد بعد انتهاء المهلة التي حددها الثوار لتسلم المدينة سلميا، في الوقت الذي يتأهب فيه الثوار لدخول سرت مع انتهاء المهلة المحددة، إذ إن الثوار سيطروا علي بعض المعسكرات وأبطلوا مفعول بعض صواريخ جراد، مشيرا إلي سقوط قتيلين من بين الثوار وجرح 15 آخرين، وذلك قبل أن يتراجعوا إلي وادي دينار امتثالا لأوامر يعتقدون أنها جاءت في إطار التنسيق مع الناتو. وقال محمد بشير القائد العسكري للثوار في المنطقة الجنوبية إن الثوار يتقدمون علي مشارف المدينة الجنوبية، وإنهم وصلوا إلي نقاط متقدمة في محيطها. وأشار إلي أن الخطة لم تكن تهدف إلي التوغل في المدينة والاستيلاء عليها الآن، وأضاف: إن الثوار في الجبهة الشمالية متقدمون مسافة كيلومتر في العمق الداخلي لبني وليد. وأشار إلي أن لكل من الجبهتين استراتيجيتها الخاصة، وأنه يجري التنسيق العسكري اللازم في إدارة العمليات العسكرية في الجبهتين. كما أكد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي في تصريح له علي هامش لقائه بمشايخ وعلماء ومسئولين بطرابلس عقب وصوله إلي مطار معيتيقه الدولي: "بالذهب والمال يستطيع القذافي أن يجند الرجال.. وعليه لابد أن ندرك أولا أن القذافي لم ينته وعلينا أن نوجه كل إمكانياتنا لتحرير بقية المدن". ودعا رئيس المجلس الوطني الانتقالي جميع الليبيين إلي الاحتكام للقانون، قائلا: " نحن نتعامل مع زمن صعب للغاية، فرواسب معمر القذافي لا يمكن التخلص منها بسهولة، والمجلس الوطني انتهج نهجا نأمل أن يتبعه جميع الليبيين وهو القانون، نحن لسنا في وقت القصاص ونقلت محطة "ليبيا الحرة" التليفزيونية الإخبارية عن عبدالجليل تهديده بالاستقالة " إذا اندلع اقتتال داخلي في الثورة التي قامت بالإطاحة بمعمر القذافي. وفي الوقت الذي أصدرت فيه الشرطة الدولية (إنتربول) أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي الذي يرجح المجلس أنهم لم يغادروا "سبها "، رحبت غينيا باستقبال العقيد معمر القذافي، وكما جاء في تصريح بيساو كارلوس جوميز جنيور رئيس وزراء غينيا لجزر الرأس الأخضر حيث كان يشارك في تنصيب رئيسها الجديد فقال نصاً: "إذا رغب القذافي في المجيء إلي بلدنا سنستقبله بكل ترحيب وسنوفر له الحماية". ويأتي هذا الترحيب الذي بثته إذاعة في بيساو عاصمة غينيا بيساو من دولة لم تصدق علي الاتفاقية المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي. وذلك لارتباط غينيا بيساو بعلاقات جيدة بنظام القذافي الذي استثمر في عدة قطاعات كالسياحة والزراعة في هذا البلد غير المستقر سياسيا.