دعك من موهبة "بشري" في التمثيل والغناء ومؤخرا الإنتاج السينمائي، واسأل نفسك أولاً.. لماذا استطاعت خلال فترة قصيرة أن تصل إلي هذا النجاح والانتشار، وأن تستحوذ علي حب الجمهور في الوقت الذي لم يتمكن فيه غيرها من تحقيق نصف ذلك رغم امتلاك الموهبة أيضاً؟ وصدقني، مهما طال بك التفكير لن تجد سوي إجابة واحدة، أنك تشعر مع احترامها، وخفة ظلها، وشقاوتها، أنها أختك أو قريبتك التي لم تجرح عينك يوماً بمشهد يتعارض مع أخلاقك، ولا أذنك بلفظ ضد مبادئك، بدءاً من "داليا فاشوش" في مسلسل "العمة نور" مع نبيلة عبيد، وصولاً إلي "فايزة" في فيلم "678" مع نيللي كريم، فتعالوا اليوم نلتقي بها بعد أن نضجت عمريا وفنياً، وأصبحت "ليدي" تنافس بفنها في المهرجانات، وتفوز باسم مصر بجوائز عالمية حتي وإن كان المنافس هو نجم هوليوود العالمي براد بيت، لنسألها عن فيلمها الجديد "جدو حبيبي"، وآخر أغنياتها التي تحضر لها، وأشياء اخري كثيرة تعرفونها في هذا الحوار! فاز فيلمك "678" بجوائز كثيرة عالمية، من بينها أحسن ممثل وممثلة في مهرجان دبي، وجائزة "كامبوس" في مهرجان "تاورمينا" الايطالي، وجائزة لجنة التحكيم الثانية في مهرجان "سيدني" و أفضل دور ثاني نسائي بمهرجان السينما الإفريقية في بمدينة "خريبكة" المغربية.. فما سر هذا النجاح من وجهة نظرك؟ - الإيمان بالقضية التي يناقشها الفيلم، وهي قضية التحرش الجنسي التي تعاني منها المرأة في كل مكان في العالم، فالأنثي دائما مطمع لمن حولها مع اختلاف الظروف والأحوال، ولهذا لمس الفيلم وقضيته الشائكة أوتار كل المشاهدين سواء الجمهور العادي أو لجان التحكيم والمبدعين والمثقفين، وعندما سألني أحد أشهر مقدمي البرامج في "سيدني" عندما فزت بجائزة لجنة التحكيم الثانية في مهرجان "سيدني" عن رأيي في ثورة 25 يناير أجبته أن "678" قدم ثورة نسائية قبل ثورة 25 يناير المصرية، والحمد لله كان للفيلم دور في تغيير القانون وتغليظ عقوبة التحرش، علي غرار الأفلام المصرية التي ساهمت في تغيير القوانين المصرية لصالح البشر مثل فيلم "كلمة شرف" لفريد شوقي، و"أريد حلاً" لفاتن حمامة. بمناسبة الحديث عن ثورة 25 يناير ما رأي بشري فيما وصلنا إليه حالياً وهي ابنة المناضل اليساري الشهير الراحل الدكتور أحمد عبدالله رزة؟ - دفع والدي رحمه الله هو وزملاؤه ورفاق جيله الثمن طويلاً وهم يتمنون مجيء هذا اليوم، ومات للأسف قبل أن يشاهده، لكن المشهد لم يكتمل بعد، والثورة ليست اسقاط نظام فحسب، بقدر ما تصنع التغيير الإيجابي الذي ناشده الثوار، وبكل أسف مثلما أخرجت أجمل ما فينا، فقد اخرجت بعدها أسوأ ما فينا، وعلينا أن نعود لأخلاق الميدان حتي تنجح الثورة وتحقق أهدافها. وما دورك السياسي في الفترة المقبلة خاصة أن لديكِ إرثًا سياسيا من والدك؟ - لن أمارس السياسة وكفي ما قدمه والدي للمجتمع وللبلد، فقد سئمت السياسة التي اعتبرها لعبة غير شريفة تظلم الشعوب وتصب فقط لصالح السياسيين والقادة، وسأهتم بالفن الذي له دور مهم أيضاً في خدمة المجتمع وما رأيك في محاكمة مبارك خاصة وأن بعض الفنانين يطالب بعدم محاكمته لمشاركته في حرب أكتوبر بخلاف تخطيه سن الثمانين؟ - هو في النهاية فرد مصري مثل باقي المصريين، وما يسري علي أي مصري يسري عليه بغض النظر إن كان اسمه مبارك أو عتريس، لأن القضاء يجب أن يقف أمامه الجميع سواسية، وفيما يتعلق بحرب أكتوبر فقد تمت محاكمة الفريق الشاذلي في عهد مبارك وهو من أبطال اكتوبر أيضاً، وبخصوص تخطيه لسن الثمانين، فهل أي شخص مصري آخر تخطي سن الثمانين لا يحاكم؟ لابد وأن يصبح كل المصريين سواء أمام القانون بدون خيار وفاقوس وماذا عن قوائم العار؟ - أري أن البعض يحمّل الفنانين فوق طاقتهم رغم أن كثيرًا منهم غير مؤهل سياسياً، وكان يتحدث وقت الثورة بتلقائية مثل باقي المصريين الذين كانت أراؤهم تتغير كل ساعة خاصة مع اللبس الذي سببته وسائل الإعلام، كما أن الثورة لم يكن أحد يتوقع أن تنجح وتحشد الناس بهذا الشكل، كما أن فكرة قوائم العار نفسها تجعلنا قضاة وجلادين في الوقت نفسه وهذا ما يتعارض مع الديمقراطية التي نادت بها ثورة 25 يناير باعتبارك منتج منفذ من خلال شركة "نيو سينشري" التي انتجت أفلام "أحلام حقيقية" و"المشتبه" و"678" وغيرها، كيف ترين مستقبل السينما المصرية؟ - مرت السينما المصرية بالكثير من الكبوات والأزمات وخرجت منها سليمة معافاة في كل مرة، وهذا ما سيحدث مع الأزمة الحالية لأن المصريين شعب لديه حس فني وعشق للفن السابع. البعض يقول إن شركة "نيو سينشري" شركة مجنونة تغامر بإنتاج المزيد من الأفلام دون حساب لأزمة السينما الحالية؟ - تضحك وتتابع: وما المشكلة في ذلك إذا كانت الفنون جنون، والحمد لله طرحنا فيلمي "EUC" و"سامي أكسيد الكربون" وكليهما حقق نجاحا رغم طرحهما في ظروف صعبة، وانتهينا من فيلم "اسماء" بطولة هند صبري تأليف وإخراج عمرو سلامة، و"جدو حبيبي" تأليف زينب عزيز وإخراج علي إدريس وبطولة أحمد فهمي ومحمود ياسين ولبني عبدالعزيز وأنا، ونصور حالياً "صابر مان" بطولة حمادة هلال، وتأليف نادر صلاح الدين، وإخراج أكرم فريد، وفيلم "ريم ومحمود وفاطمة" بطولة منة شلبي وباسم سمرة، تأليف عمر شامة وإخراج يسري نصرالله، ولنا في دور العرض حاليا فيلم "بيبو وبشير" الذي حقق إيرادات معقولة. ما دورك في فيلم "جدو حبيبي"؟ - أجسد في الفيلم دور "فيكي" وهي فتاة عاشت عمرها كله مع والديها في الخارج، وعندما أفلست ووجدت نفسها وحيدة عادت لمصر بعد أن سمعت أن لها جدًا غنيا، وتتوالي الأحداث، وتدور أحداثه في إطار رومانسي لايت كوميدي. علمنا أن فريق العمل تعرض لمشاكل وقت التصوير في ميدان التحرير؟ - نعم، حيث فوجئنا عند تصوير أحد المشاهد بمسجد "عمر مكرم" في التحرير بهجوم البعض علينا وكان في هذا المشهد الفنان محمود ياسين وأنا، وقام شباب التحرير بحمايتنا ليتوقف التصوير ونغادر المكان تجنباً لأي مشاكل.