تأجلت زيارة نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية لدمشق التي كان مقررا لها امس، وقال المستشار الاعلامي معتز صلاح الدين في الجامعة العربية إن "الزيارة لم تلغ بل تم تأجيلها". وكان النظام السوري قد وضع شروطا لإتمام الزيارة منها عدم حمل العربي لأي رسالة أو مبادرة مكتوبة من وزراء الخارجية العرب، إلا أن العربي كان من المقرر أن يقدم مبادرة عربية تدعو إلي إنهاء أعمال العنف وإدخال التعددية السياسية وإجراء انتخابات رئاسية في 2014 وانتخابات نيابية قبل نهاية العام الجاري. وتضمن نص المبادرة، المكونة من 13 بندا "إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشح عام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس"، كما نصت المبادرة في بندها الرابع علي إصدار "إعلان مبادئ واضحة ومحددة من جانب الرئيس يحدد فيه ما تضمنته خطاباته من خطوات إصلاحية" كما قدمت الجامعة العربية دعوة للحكومة السورية للانخراط في حوار حقيقي مع جميع قوي المعارضة، علي أن تضطلع الجامعة بجهود الوساطة بين الجانبين استنادا إلي آليات وجدول زمني متفق عليهما. من جانبها قالت مصادر دبلوماسية عربية أن طلب سوريا إرجاء زيارة الدكتور نبيل العربي إلي دمشق التي كانت مقررة أمس، كان متوقعاً وأعدت سوريا له مسبقا، كاشفاً أن الوفد السوري في اجتماع الجامعة الأخير الذي أفرز المبادرة العربية من أجل سوريه قد اشترط عدم تسريب وثيقة المبادرة إلي الإعلام كشرط أساسي لزيارة " العربي " إلي دمشق ، بل وأعلنوا أن نشرها سيلغي هذه الزيارة . وأكدت المصادر ل«روزاليوسف» أن سوريا هي التي سربت وثيقة المبادرة لإيجاد مبرر لإرجاء زيارة العربي لدمشق علي أساس أن هذه الزيارة بمثابة الإنذار الأخير للنظام السوري قبل أن تتخذ الجامعة العربية موقفا موحدا ضده كما فعلت مع نظام معمر القذافي في ليبيا . وأشارت المصادر إلي أن الصحيفة العربية التي سُربت إليها الوثيقة ترغب هي الأخري لأسباب سياسية من بقاء الوضع في سوريا علي ما هو عليه ، وهو ما جعل مصالحها تتلاقي مع نشر هذه الوثيقة . وفي سياق متصل، قالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا امس الاول إنها لن تقبل بأي اتفاق لتقاسم السلطة مع الرئيس بشار الأسد الذي قالت إنه يدير نظاما "إجراميا يقتل شعبه". جاءت تلك التصريحات علي لسان محمد رياض الشقفة المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا الذي اكد ان الشائعات التي تتردد بشأن تقارب محتمل بين الإخوان المسلمين ونظام الأسد تحت رعاية تركيا وبمباركة الولاياتالمتحدة بأنها غير صحيحة، مشيرا إلي أن تركيا لا تسعي للقيام بذلك، نافيا التهم الموجهة لجماعته بأنها تعمل علي "عسكرة الثورة"، قائلا: إن من مصلحة الانتفاضة الشعبية أن تبقي الاحتجاجات سلمية،مضيفا أن عسكرة الثورة الشعبية ستزيد إراقة الدماء، وستمنح النظام ذريعة لمواصلة قمعه للمحتجين، مما قد يؤدي إلي انزلاق البلاد في غمار حرب أهلية. وفي إطار الجهود الدولية الرامية إلي تضييق الخناق علي النظام السوري، قال برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن الاتحاد الأوروبي يعمل علي فرض عقوبات جديدة علي سوريا تستهدف كيانات اقتصادية، وذلك بعد أيام من اتخاذه مجموعة من الإجراءات العقابية مضيفا: "اننا نعمل مع شركائنا علي فرض مجموعة من العقوبات تستهدف كيانات اقتصادية". من جانبه،قال جاكوب كيلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنهم سيمارسون ضغطا علي سوريا من أجل السماح لهم بسرعة الوصول للمعتقلين، بمن فيهم آلاف المتظاهرين المنادين بالديمقراطية الذين تحتجزهم السلطات في سجون غير رسمية. ميدانيا لقي عشرة اشخاص علي الاقل امس مصرعهم في مدن وبلدات عدة خلال عملية واسعة تشنها قوات الامن السورية، حسبما افاد ناشطون. واكدت "لجان التنسيق المحلية ضد النظام السوري "وصول عدد من الدبابات من طريق حماة الي قلب مدينة حمص يترافق مع انقطاع الاتصالات الأرضية والخليوية في بعض المناطق مع اطلاق رصاص كثيف في حي الخالدية وبابا عمرو".