38 % من النساء المصريات هن سيدات معيلات، بينهن نحو 30 % ينفقن على أسرهن، من الأموال التى يتكسبنها عبر عملهن فى الوظائف أو المهن المختلفة، ليضربن المثل فى التضحية والعطاء، والرغبة فى توفير حياة كريمة لأسرهن. تجبر الظروف بعض السيدات ليصبحن الأب والأم والأخ والأخت لأبنائهن، نتيجة وفاة الزوج، أو السفر أو نتيجة للانفصال بالطلاق بين الزوج والزوجة، الأمر الذى يجعل المران بمثابة حائط صد قوى فى مواجهة الظروف المحيطة. نجلاء عياد، صاحبة مبادرة «بداية جديدة» لدعم المطلقات وتأهيلهن نفسياً، أوضحت أن المرأة المعيلة سواء أرملة أو مطلقة تستحق الدعم والمساندة ليس ماديا فقط ولكن معنويا كذلك، ومن أجل ذلك قامت بتحديد يوم 28 مارس من كل عام يوما للمرأة المعيلة تكريما لها وتقديرا لدورها العظيم فهناك ملايين السيدات المعيلات يقمن بدور الأب والام معا ويستحققن التكريم، وقد حرصت عياد على تسجيل هذا اليوم وتصديقه من وزارة الخارجية المصرية. عياد تعمل وفرقها التطوعية فى مجال مساندة المرأة المطلقة وأطفالها على تجاوز مرحلة ما بعد الطلاق نفسياً ومادياً، بتوفير فرص عمل محترمة لهن، ومختصين بالعلاج النفسي، فى مواجهة «وصمة» الطلاق السائدة اجتماعياً. تشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 12 مليون امرأة معيلة، وأن نحو 30% من الأسر تنفق عليها نساء، كما أن 38% من نساء مصر معيلات، وتصل نسبة المرأة المعيلة تحت خط الفقر 26,3%، كما أن أعلى نسبة هى فى الأرامل والمطلقات, أعلى نسبة بالنسبة للمعيلات توجد فى محافظة سوهاج حيث بلغت 3.22من تعداد المحافظة. وتكشف الإحصاءات تزايد الاعداد باستمرار فى القاهرة والمحافظات وفى العشوائيات بصفة خاصة، وربما لا تمثل هذه الأرقام الواقع بشكل حقيقى خاصة أن هناك بعض المناطق يصعب الوصول لها وإحصاء تعداد من بها، كما أن العديد من النساء لا يجرءون على المجاهرة بإنفاقهن على ذويهن. وتشير»عياد» إلى أن مصطلح المرأة المعيلة يندرج تحته السيدات اللاتى تعرضن للعنف المالي، وهى المشكلة التى تواجهها العديد من السيدات العاملات، فنجد الأب أو الأخ أو الزوج يجلس فى المنزل دون سبب واضح ويأخذ راتبها غصباً عنها. وفى يوم المرأة المعيلة توجه مبادرة «بداية جديدة» الشكر لكل امرأة معيلة تعيل نفسها وأطفالها أو أفراد أسرتها لغياب العائل، سواء لإعاقة صحية تمنعه عن العمل، أو لوفاته، أو لهجرة لها، أو لوجوده فى السجن، أو لتعاطى المخدرات، أو لامتناعه عن الإنفاق.. «عياد» ترى أن المرأة المعيلة تحتاج إلى تدعيم الثقة فى نفسها وتعزيز الشعور لديها بأنها قادرة على حل المشكلات، وهذا لن يتم إلا من خلال جهود الجمعيات الأهلية وخدماتها مطالبة الدولة بالسعى لتعليم المرأة المعيلة المهارات الاقتصادية اللائقة لتكون مؤهلة لسوق العمل، بالإضافة إلى تسهيل منح القروض وإيجاد التسهيلات لحصولها على هذه القروض. وتطالب «عياد» الدولة بتوفير فرص عمل للمرأة المعيلة ومساعدتها فى تعليم أبنائها وخفض مصروفات مدارس أبنائها لضمان تأهيل أسرة سوية صالحة.