وزير التربية والتعليم يهنئ معلمي مصر بمناسبة اليوم العالمي للمعلم    أسعار الذهب اليوم السبت 5-10-2024.. اعرف آخر تحديث    بورصة الدواجن اليوم السبت 5-10-2024.. تحديث في أسعار الفراخ البيضاء    الطماطم ب20 جنيهًا.. أسعار الخضراوات والفواكه بكفر الشيخ    ارتفاعات جديدة.. سعر الحديد والأسمنت اليوم السبت 5 أكتوبر 2024    انفجار ضخم في قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال جنوبي لبنان    "يديعوت أحرونوت": إسرائيل تخطط لهجوم قوي على إيران قريبا    قوات الاحتلال تعتقل 4 فلسطينيين من الخليل بالضفة الغربية    "اليونيفيل" تقول إن قواتها ما زالت في مواقعها في جنوب لبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها    الولايات المتحدة تضرب 15 هدفا للحوثيين في اليمن    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة| الهلال ضد الأهلي في الدوري السعودي.. وظهور محمد صلاح مع ليفربول    اليوم.. الأهلي يبدأ استعداداته لبطولة السوبر المصري    القنوات الناقلة لمباراة الهلال والأهلي في الدوري السعودي.. والموعد    سيد عبد الحفيظ يكشف موقفه من تولي منصب مدير الكرة في أهلي طرابلس    حالة الطقس اليوم السبت 5-10-2024.. انخفاض درجات الحرارة ونشاط للرياح    قبل محاكمته.. ماذا قال ضحية الضرب من اللاعب إمام عاشور إمام جهات التحقيق؟    تعديل تركيب قطارات الوجه البحري: تحسينات جديدة لخدمة الركاب    استعجال التحريات في ضبط سائقي ميكروباص بتهمة أداء حركات استعراضية بالقاهرة    اليوم.. نظر محاكمة متهم بالانضمام لجماعة إرهابية بالجيزة    محافظ أسيوط يتفقد مجمع المحارق للوقوف على أعمال التطوير تمهيدًا للافتتاح    "ثقافة مطروح " تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر    الجيش السوداني يغير معادلة الحرب.. وترحيب شعبي بتقدم القوات في الخرطوم    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. السبت 5 أكتوبر    حقيقة وفاة الإعلامي اللبناني جورج قرداحي نتيجة الغارات الإسرائيلية    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    للراغبين في الزواج.. تعرف على سعر جرام الذهب اليوم    مباراة الزمالك وبيراميدز بكأس السوبر المصري.. الموعد والقنوات الناقلة    ابنتي تنتظر اتصاله يوميا، عارضة أزياء تطارد نيمار بقضية "إثبات أبوة"    بعد عودة تطبيق إنستا باي للعمل.. خبير مصرفي يكشف سبب التحديثات الجديدة    حريق فى عمارة سكنية بدمياط والحماية المدنية تكثف جهودها للسيطرة    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    سهر الصايغ "للفجر": بحب المغامرة وأحس إني مش هقدر أعمل الدور...نفسي أقدم دور عن ذوي الاحتياجات الخاصة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    حرب أكتوبر.. أحد أبطال القوات الجوية: هاجمنا إسرائيل ب 225 طائرة    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    الكشف ب 300 جنيه، القبض على طبيبة تدير عيادة جلدية داخل صيدلية في سوهاج    أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والبالغين وأسبابه    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    تناولتا مياة ملوثة.. الاشتباه في حالتي تسمم بأطفيح    بعد تعطله.. رسالة هامة من انستاباي لعملائه وموعد عودة التطبيق للعمل    البابا تواضروس الثاني يستقبل مسؤولة مؤسسة "light for Orphans"    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو المجلس الاستشاري للجنة الفيدرالية الأمريكية: 70 مليار دولار أرصدة المخلوع بالبنوك الأمريكية

أكد د. نضال صقر عضو المجلس الاستشاري للجنة الفيدرالية الأمريكية وعضو مجالس إدارة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن ما حدث في مصر عملية تحول حضاري علي مختلف المستويات والتي أعادت صياغة الإنسان المصري من جديد، مؤكداً الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في إجهاض الثورة المصرية مشيراً إلي أنها خصصت 150 مليون دولار لدعم التحول الديمقراطي بمصر وقد رفضتها الحكومة المصرية مشيراً إلي أن هناك بلاغات تتهم السفارة الأمريكية ومتعاونين معها بالتورط في قتل المتظاهرين مضيفاً أن المجلس العسكري رفض أي دعم أمريكي مشروط كما أكد أن من حق الشعب المصري أن يطلع علي جميع التفاصيل المتعلقة بالتمويل الأجنبي والجهات المانحة ويجب التفريق بين المنظمات الحكومية والرسمية وغير الحكومية المرخصة وغير المرخصة.
كيف تري تداعيات الثورة المصرية؟
يجب التحفظ علي مصطلح ثورة لأن ما حدث في مصر يتجاوز التصنيف العلمي لمفهوم الثورة وهي عملية تحول حضاري علي مختلف المستويات والتي تمثلت في إعادة صياغة الإنسان والشخصية الحضارية المصرية وتجسد فيها كل أوجه التميز الحضاري والموروث الحضاري المصري في تجربة عملية إنسانية أبهرت العالم أجمع ولو نظرنا إلي الثورات العربية الأخري من مظاهر عنف فيما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والبحرين لانه يصطدم مع منظومة حاكمة مرفوضة من قبل المتظاهرين تستهدف هدم كل مقومات الحكم المستبد ومؤسساته وما شاهدناه خلال الثورة المصرية من مظاهر التراحم والتسامح من قبل المتظاهرين المصريين تتنافي مع مجريات الثورة حسب المفهوم السياسي كما ان مظاهر الوحدة الوطنية والحرص علي مقدرات ومرافق الدولة كلها تشير إلي وعي حضاري ونضوج والتي لا تتسق مع المظهر العنيف للمفهوم الثوري كما أن الثوار كانوا حريصين علي الأداء الحضاري منذ البداية.
كيف تري التدخل الأمريكي في عهد الرئيس مبارك؟
في عهد الرئيس مبارك كان التدخل الأمريكي في شئون الدولة علي مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية والتعليمية والشئون الدينية «الأزهر - الأوقاف والكنيسة» والتعاون العسكري فيما يرتبط مع الجيش المصري بعلاقات تدريب وتسليح وتمويل مع الجانب الأمريكي بموجب اتفاقية ثنائية واتفاقية كامب ديفيد المشئومة والتعاون العسكري بين الدولتين سيستمر بطبيعة الحال لكن هناك العديد من الشواهد والمواقف التي تشير بوضوح إلي حرص القيادة المصرية بعد الثورة علي التحرر من النفوذ الأمريكي والضغوط الأمريكية فيما يتعلق بالشأن الداخلي علي سبيل المثال حملة رفض التعديلات الدستورية والتي كانت مخططاً وممولاً لها من الإدارة الأمريكية وخصصت مبلغ 150 مليون دولار لدعم التحول الديمقراطي بمصر حسب مزاعم أمريكا وهو الذي رفضته الحكومة المصرية والآن تقدمها في شكل منح لمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية عن طريق تمويل حملات إعلامية ومجموعات ثنائية ودعم تشكيل بعض الاحزاب الليبرالية الجديدة.
برأيك ما دور الإدارة الأمريكية أثناء اندلاع الثورة المصرية؟
اتسم الموقف الامريكي تجاه الثورة في البداية بالانحياز الكامل للنظام المصري بدليل التصريحات المتخبطة الصادرة عن الإدارة الأمريكية في دعم النظام المصري وجهوده في الإصلاح وكان الأخطر قيام امريكا بارسال مبعوث خاص اسمه (فرانك وايزنر) وهو سفير أمريكي سابق بالقاهرة وشريك أعمال الرئيس المخلوع نشر الكثير من التقارير عن قيامه بتهريب أرصدة ضخمة للرئيس السابق حسني مبارك وحصل علي توكيلات وإخفاء ثروات الرئيس السابق وأرصدته في العديد من البنوك الأمريكية والتي تراوحت ما بين 70 مليار دولار و3 تريليونات دولار واستمرت الاتصالات طوال الثورة ما بين الادارة الامريكية والرئيس المخلوع حيث إن الدعم الأمريكي للنظام حتي قبل سقوطه يشير إلي حرص أمريكا علي استمرار النظام حتي اللحظة الأخيرة حيث وصل الدعم لوزارة الداخلية علي مدي 30 عاماً 50 مليار دولار خاصة جهاز أمن الدولة وهو أمن سياسي مهمته ليس بالدرجة الأولي الدفاع عن الأمن المصري ولكن الدفاع عن الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في المنطقة وهناك وحدة خاصة بجهاز أمن الدولة السابق تخضع مباشرة للأجهزة الاستخباراتية الامريكية وهي المتورطة في قتل المتظاهرين وتشير العديد من التقارير إلي تورط أفراد تابعين للسفارة الأمريكية بالقاهرة بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين بما فيها حادثة قصر العيني الشهيرة وقتل الثوار وغيرهم وهناك عدة بلاغات مقدمة للجنة تقصي الحقائق والنيابة تتهم السفارة الأمريكية ومتعاونين معها بالتورط في قتل المتظاهرين بالإضافة إلي أنها قامت بجرائم متعددة ضد منظمات وهدم مدارس إسلامية بأوامر من السفارة الأمريكية وكان الرئيس مبارك المخلوع ليست له سلطة عليها.
ما الدور الذي تلعبه السياسة الأمريكية في المنطقه العربية؟
سياسيا تقوم علي توجيه سياسي عقائدي خاطئ وأن الإدارة الأمريكية المتعاقبة تنظر للمصلحة الاستراتيجية الأمريكية من خلال بناء تحالفات مع انظمة ديكتاتورية مستبدة فاشلة وهذا التحالف يخدم التحالف الاستراتيجي بين أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب بما يمثله هذا التحالف من تهديد صالح شعوب المنطقة والسلام العالمي علي حساب المصالح المشروعة للشعوب السياسة الامريكية في المنطقة.
أما الدور الذي تلعبه في مصر من خلال استغلال تمويل الدورات التدريبية وغيرها كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك سوء النوايا الامريكية فيما يتعلق بالشعوب العربية وتطلعاتها للحرية والكرامة ولو نظرنا للتجربة المصرية علي سبيل المثال واصرار أمريكا علي عدم الإفراج عن الأرصدة والأصول المصرية التي هربها النظام السابق ورفض امريكا تسليم رموز النظام الهاربين مثل يوسف بطرس غالي في أمريكا وبريطانيا فهذا دليل علي تباطؤ أمريكا وحماية المجرمين والعداء الأمريكي للثورة المصرية.
ما أوجه العداء الأمريكي للثورة المصرية؟
علي عكس مزاعم الإدارة الأمريكية فإنها فوجئت باندلاع الثورات العربية ونجاحها وتشكل الثورات العربية من وجهة نظر صانع القرار الأمريكي تحدياً كبيراً حيث إن الاستراتيجية الأمريكية قائمة علي الحفاظ علي مفهوم الدولة الوظيفية الخادمة لأهداف السياسة الأمريكية في المنطقة والتي كان يؤديها بامتياز النظام السابق وحاولت الإدارة الأمريكية بأي شكل اجهاض الثورة المصرية ومحاولة انقاذ النظام البائد مع تأخر انحياز وإعلان الادارة الأمريكية إلي جانب الشعب المصري حتي بعد تحقق السقوط الفعلي للرئيس المخلوع وحاولت أمريكا بعدها تقديم نفسها كداعمة للثورة علي عكس الحقيقة ومن هنا فأري أن أمريكا فقدت مصداقيتها مبكرا فيما يتعلق بدعمها للثورات كما أن تدخلها في الشأن المصري من خلال محاولة اصطناع نخب حديثة من فضائيات وصحف ما بعد الثورة بالإضافة إلي الوسائل السابقة بما يعرف بالإعلام المستقل من رجال أعمال معروفين بتورطهم في نشاط الجاسوسية لصالح الولايات المتحده الأمريكية أولا مسئولية أمريكا مسئولية مباشرة عن جميع الجرائم التي ارتكبها النظام المصري بحق الشعب علي مدي 30 عاماً ومن أهمها تمويل وتدريب المنظومة البوليسية الحاكمة والتي بلغ التمويل الامريكي لها ما يتجاوز 50 مليار دولار وتورط متعاقدين امنيين غير مصريين في قتل الثوار والأخطر من ذلك انتداب (أنا باترسون) لإدارة الملف المصري من تاريخ واحد مارس 2011 ثم انتدابها سفيرة بمصر بتاريخها الطويل والمعروف لانتهاك سيادة وحقوق الشعوب.
ومن المعروف أن قيادات عدد كبير من الأحزاب الجديدة والتي تتلقي دعماً وتمويلاً أجنبياً أن هذه القيادات كانت تنتمي إلي الحزب الحاكم سابقا وترتبط بعلاقات معروفة مع النظام البائد كما أن المرشح الذي تدعمه هذه الأحزاب معروف تاريخه الطويل في خدمة المصالح الامريكية والتمهيد للاحتلال الأمريكي والتغلغل في المنطقة هذا بالإضافة إلي دعمه لحصانة الكيان الصهيوني في الملف النووي وغيره وبالتالي فإن تعطيل المشروع الوطني للثورة والتحول الديمقراطي في مصر كله يصب في خدمة المشروع الأمريكي لاجهاض الثورة المصرية وخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة المدعوم من قبل جهات خارجية والتي تدعم مرشحاً رئاسياً مثيراً للجدل أنها مطالب إسرائيلية ليخدع الشعب والأحزاب الجديدة من خلال دعوتهم لتأجيل الانتخابات وفرض مجلس رئاسي علي الشعب واحداث وقيعة بين الشعب والجيش وتهديد الاقتصاد المصري والمصالح المصرية بتحريض الشعب علي الثورة وتمهيد لاستمرار المنظومة الحاكمة في خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقه ومحاولة للانقلاب علي العملية الديمقراطية في مصر وإلغاء الانتخابات التشريعية المقررة حسب نتيجة الاستفتاء ومحاولة فرض مجلس رئاسي موال لأمريكا بموجب الدعم والتمويل الأمريكي لهذا المجلس المدني المزعوم.
ماذا عن العلاقات والمصالح المصرية الأمريكية؟
أعلنت السلطات المصرية مؤخرا موقفين فرضا احترام النظام المصري الجديد علي صانع القرار الأمريكي وهما رفض المجلس العسكري لأي دعم امريكي مشروط لمصر بعد الثورة أما القرار الثاني فهو رفض الحكومة المصرية لقروض مشروطة من صندوق النقد الدولي وبالتالي فإن القرار المصري السيادي المستقل المدعوم بدعم وتأييد الثوار المصريين سيفرض علي الولايات المتحده الأمريكية وغيرها أن يتعاملا مع مصر ما بعد الثورة من موقف الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة فيما يخدم كلا الشعبين فمن المعروف أن جميع الدول في العالم تجرم التدخل في شئونها الداخلية لأنه من أعمال انتقاص سيادة الدولة المضيفة إذا كان هذا التمويل يتم بالتنسيق أو عن طريق جهات رسمية مصرية وأنه مثير للقلق ويثير المخاوف من تدخلات أمريكية مرفوضة في الشأن المصري ومن المعروف ان السياسة الخارجية الامريكية قائمة علي خدمة المصالح الأمريكية من منظور الإدارة الأمريكية التي كثيرا ماتتناقض مع مصالح الشعوب الاخري ومن المعروف ان النموذج الديمقراطي الأمريكي هو في حد ذاته محل انتقادات كثيرة منها تفشي ظواهر التمييز العنصري والتمييز ضد المهاجرين والجالية المسلمة وغيرها واعتقد أن تجربة الثورة المصرية تبشر بأن مصر بنفسها قادرة علي صنع تجربتها الديمقراطية المتميزة دون أي تدخل.
سبق ان حذرت من التمويل الأجنبي وخطره في التدخل في الشئون المصرية؟
من حق الشعب المصري أن يطلع علي جميع التفاصيل المتعلقة بالتمويل الأجنبي بما فيها الجهات المتلقية للتمويل والأغراض المخصص لها التمويل والجهات المانحة ويجب التفريق بين الجهات الحكومية الرسمية والمنظمات غير الحكومية المرخصه وغير المرخصة ومن المؤسف أن بعض الجهات المتورطة في تلقي تمويل أجنبي بهدف التدخل في الشأن المصري تحاول إثارة البلبلة من خلال اثارة التعاون العسكري أو التبرعات الخيرية من جهات شقيقة ولو أخذنا علي سبيل المثال إحدي المنظمات الأمريكية المتورطة في تمويل أحزاب ومجموعات شبابية فريدم هاوس لوجدنا ان مدير برامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ينتمي إلي احدي المنظمات الممولة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمي بالقرآنيين مقرها واشنطن ترفض السنة النبوية ونبوة محمد وهي من الجماعات التي انشئت بدعم من الإداره الأمريكية لمحاربه الهوية العقائدية للمسلمين والتي تطعن في عقيده الأمة والتي حصل مؤسسها علي لجوء سياسي في أمريكا بدعوة الخوف علي حياته من الاضطهاد الديني والسياسي في مصر وتعمل هذه المنظمة علي دعم انشطة الجاسوسية من خلال التجسس علي الطلبة الوافدين في الأزهر لصالح أمريكا والكيان الصهيوني.
كيف تري موقف المجلس العسكري من هذه التدخلات الأجنبية؟
أعلن المجلس العسكري في بياناته الأولي بأن مهمته حماية الثورة ومشروعها السياسي في الانتقال إلي سلطة مدنية منتخبة انتخاباً ديمقراطياً حراً وتؤكد الشواهد عدم تدخل الجيش في الجدل والاستقطابات السياسية علي الساحة المصرية وعلي وقوفه علي مسافة متساوية من جميع التيارات والقوي والتي فشلت حتي الآن في مختلف محاولات الابتزاز للزج بالمجلس العسكري بالخلافات السياسية بين القوي والتيارات المصرية اعلن المجلس العسكري التزامه بنتائج الاستفتاء الذي يعد تجربة ديمقراطية حرة نزيهة رائدة حتي انها تفوقت علي كل الأنظمة الديمقراطية في العالم وعلي الرغم من أن المجلس العسكري يتعرض للكثير من الضغوط الخارجية والإقليمية والداخلية لكن تؤكد شواهد علي وطنية المجلس العسكري وحمايته للثورة المصرية ومشروعها علي الرغم من كل الانتقادات والاحتياطات بين الحين والآخر.
حذرت سابقاً من التدخل الأمريكي المباشر في الشئون المصرية أثناء عهد النظام السابق وضح ذلك؟
كانت مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكية السابقة والتي دائما كانت تتدخل في الشئون المصرية والدليل علي تدخلها المباشر قبل انتهاء عملها كسفيرة اجتماعها مع وزير الأوقاف وتوجيه أوامر له بتنفيذ أحكام القضاء وهي تسليم مسجد النور إلي جمعية الهداية التي يرأسها الشيخ حافظ سلامة بالإضافة إلي ممارسة ضغوط للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي آيلان أيخرن إضافة إلي تدخلاتها في إثارة الفتنة الطائفية والاحتجاجات الشعبية علي حكومة الثورة ونتائج صناديق الاقتراع في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والسفير الأمريكي السابق فرانسيس ديكاردوني والذي بدأ كملحق سياسي متدرج إلي منصب سفير يتعرف علي الثقافة المصرية واللهجة المصرية حيث ان له فترة طويلة في مصر اخضع مؤسسات الدولة الكاملة علي رأسها الازهر فالولايات المتحدة الامريكية تري في الأزهر وكل المؤسسات الإسلامية خطراً استراتيجياً من خلال دورها في نشر الفكر الحضاري الإسلامي الداعي للقيم الإنسانية القائمة علي العدالة والمساواة والذي يتناقض مع السياسات الفعلية الأمريكية الداعمة للديكتاتورية والقمع والاستبداد ولقد تغلغل في المجتمع المصري منهم والقوي السياسية بشكل مباشر والمعروف اختلاطه بأوساط الشعب وحضوره الدائم للموالد والاحتفالات الشعبية كما يتمتع بعلاقه شخصية ونفوذه قوي لدي عدد من رموز الدولة وعلي رأسها شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي وملاحقة الطلبة الوافدين ومبعوثي الأزهر واغلاق المنظمات الأهلية الداعمة للطلبة الوافدين ومحاولة حصر تدريس اللغة العربية للوافدين علي مركز تم انشاؤه خصيصا بتمويل مشترك من السفارة الأمريكية، والمنظمة الصهيونية الأمريكية فريدم هاوس ومصر مخترقة استخباراتية بشكل هائل بعلم الجهات الامنية والاستخباراتية.
بم تفسر تحذيرك من خطر تعيين «أنا باترسون» السفيرة الأمريكية بالقاهرة؟
خلال فترات اعتمادما كسفيرة للولايات المتحده في السلفادور وكولومبيا وباكستان حدثت اغتيالات بمحاولات لاغتيال رموز وطنية وتعرض العديد من رموز المعارضة للسياسة الأمريكية بتهديدات بالاغتيال معروف عنها تمويلها لإعلام موال لأمريكا في الدول التي تعمل بها وتشكيل نخب سياسية حديثه موالية للسياسات الأمريكية في الدول التي تعمل بها (أنا باترسون) في جلسة اعتمادها أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي وفجرت خبر وجود أكثر من 600 من مجموعات سياسية ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب حديثة وتقدمت بطلبات تأهيل من جهات أمريكية بما يزيد من المخاوف وتوجيه السياسة الأمريكية والتدخل في الشأن المصري وإحداث انقسامات واستقطابات لإجهاض مشروع الثورة تحت مسمي دعم الديمقراطية وفي ظل تقرير عن خطة الموساد الإسرائيلي لاغتيال رموز أو تيارات وطنية لافشال مشروع الثورة وضغوط أمريكية للإفراج عن الجواسيس المقبوض عليهم ونظرا للخلفية السابقة ل(أن باترسون) بارتفاع معدلات عمليات الاغتيال لناشطين ومعارضين ومساعدتها لهم من خلال منحهم حصانة لمتعاقدين أمنيين متورطين في جرائم ضد مدنيين في الدول المضيفة مثل واقعه بلاك ووتر المتورطة في حادثة قتل 17 مدنيا عراقيا في ساحة الشهداء وعمليات اغتيالات واسعة النطاق في العراق وأفغانستان ومناطق السلطة الفلسطينية وباكستان مثل تورطها في اغتيال نظير بوتو وهذا دليل علي نموذج للغطرسة الأمريكية والاستعلاء واثارة الكثير من الاعتراضات من قبل مسئولين عديدين في الدول وتعتمد السفيرة علي تعاقدات مع الشركات الأمنية الخاصة في الدول التي عملت بها بل وأصرت السفيرة علي حماية المتعاقدين الأمنيين الأمريكان من أي تحقيقات من ملاحقات بخصوص أحداث وجرائم ضد مدنيين باكستانيين وبما هو معروف عنها بالتدخل في شئون الدول المضيفة وعدم احترام سيادتها ولابد من النظر كذلك بعين الشك والقلق من تزامن الاحداث والاضطرابات الاخيرة علي الساحة المصرية مع توليها الملف المصري في الخارجية الأمريكية وقرب مباشرة عملها كسفيرة.
لماذا تم اختيار السفيرة الامريكية في ذلك التوقيت الصعب الذي تمر به مصر؟
حاولت الإدارة الأمريكية الانقلاب علي الثورة بمختلف الوسائل حيث أصرت علي دعم الرئيس المخلوع في الأيام الأولي للثورة لانه كان أكبر حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المنطقة وهناك خلاف أمريكي مصري عندما تأكدت الولايات المتحده الأمريكية من حتمية سقوط النظام في الاسبوع الثالث والأخير من الثورة من بعد فشل قمع الثوار والإدارة الامريكية متمسكة بمبارك حتي يوم الاثنين السابق للتنحي وأعلنت يوم الثلاثاء سفيرة المهمات الصعبة وتعتبر المرأة الأكثر نفوذاً في الخارجية الأمريكية بعد وزيرة الخارجية.
ماذا عن متابعة الإدارة الأمريكية ما يحدث علي الساحة السياسية بمصر؟
لعبت امريكا في ظل النظام السابق دوراً كبيراً علي الساحة المصرية من خلال تمويلها لمنظمات المجتمع المدني ويصل عددهم إلي 600 جهة مصرية مابين حزب ومنظمة أهلية وحركة شعبية ووسيلة إعلام وتقوم الولايات المتحدة بتمويل جهات مصرية منذ سنوات ومن خلال برامج عديدة من أهمها برنامج دعم منظمات المجتمع المدني كجزء من مبادرة شراكة الشرق الأوسط والتي اعتمدته الإدارة الأمريكية عام 2002 بميزانية أولية تجاوزت 150 مليون دولار في السنة الأولي فقط ثم تبعته العديد من البرامج الأخري وأهمها مركز راند وهو مركز بحثي استراتيجي وغيرها من المنظمات الامريكية متعددة الأنشطة وبرنامج منتدي المستقبل والذي اعتمدته الخارجية الامريكية عام 2007 وخصصت له ميزانية 750 مليون دولار وتهدف هذه المبادرات إلي خلق نخب سياسية وشبابية للتأثير علي الوسائل الاعلامية بخلق تيار موال للسياسات الأمريكية بالمنطقة.
كل المؤشرات تشير إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية غير متقبلة حتي الآن الثورة المصرية كمشروع تحول حضاري يعيد السيادة في القرار المصري فان كل المحاولات الأمريكية سواء تمويل أو تدخل في الشأن المصري ينظر اليها بعين الشك والقلق توارد الكثير من التقارير التي تشير إلي رغبة أمريكا في استغلال حالة الاضطرابات والفراغ الأمني المدبر بتعطيل العملية الانتخابية وعملية الانتقال إلي السلطة المدنية في مصر لأطول مدة ممكنة وما يترتب علي هذا التعطيل من تهديد لمصالح مصر وحكومتها وشعبها.
إسرائيل تخشي علي أمنها بسبب الأوضاع في مصر ما رأيك؟
إسرائيل هي العدو الاستراتيجي لمصر وللشعب المصري كما تمكنت مؤخرا الجهات المصرية الاستخباراتية من اكتشاف مجموعة من الشبكات التجسسية بما فيها أفراد تم القبض عليهم في ميدان التحرير خلال أوقات الاعتصامات ومعروف أن إسرائيل تلعب دورا في تقسيم السودان والتي مع انقسامها تضر المصالح المائية لمصر في حوض النيل إضافة إلي التصريحات الخطيرة لبعض اقباط المهاجرين عن دعوتهم لقيام دولة قبطية بمصر والمعروفين بصلتهم بإسرائيل ومن هنا فان التهديد الخارجي لمصر وحدودها وسيادتها تستدعي من كل القوي الوطنية المخلصة ان تعيد النظر في مواقفها واولوياتها واسلوب خطابها لتحافظ علي مصر من كل المخاطر التي تهددها وتهدد حدودها
وما رأيك في استعادة مصر لدورها الإقليمي مع باقي الدول الأفريقية؟
مصر تاريخيا احتلت دوراً حضاريا وعلي صعيد المجتمع الدولي ومعروفة بأنها القائدة الأفريقية والأخت الكبري لشعوب القارة ونصيرة مختلف الشعوب المقهورة والمظلومة علي وجه الأرض وعودة مصر إلي محيطها الطبيعي في القارة الأفريقية بالمنطقة العربية والمجتمع الدولي عامل مهم في اعادة التوازن إلي منظومة القوي الدولية وتحقيق الاستقرار والسلام.
لماذا تخشي الإدارة الإمريكية عودة العلاقات المصرية الإفريقية ؟
الولايات المتحدة الأمريكية كانت حريصة أيام مبارك علي تحديد الدور المصري وعزلها عن محيطها الإقليمي والأفريقي والدولي وبطبيعة الحال تشعر أمريكا بقلق بالغ من عودة الريادة المصرية بما يمثله من مشروع مضاد للغطرسة والتفرد الأمريكي للسيطرة والنفوذ والتي تحد من التغلغل الإسرائيلي والنفوذ في القارة وانا عشت تجربة الثورة المصرية بما لا يدع مجالا للشك عودة مصر لموقعها الطبيعي في قيادة الركب الحضاري ولعب دور رئيسي في المشروع الدولي وهو قضية حتمية ومسألة وقت لن تستغرق طويلا وهذا ما يلقي مسئولية ثورية بالغة علي كل القوي والتيارات الوطنية المصرية لإعلان مصلحة الوطن والمشروع الحضاري للثورة فوق كل الخلافات والتجاذبات التي لا تقدم ولا تؤخر في مشروع الثورة والوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.