الصيام أحد العبادات فى جميع الشرائع السماوية، وفى المسيحية يختلف كثيراً من حيث الطريقة وأسباب التشريع، فالصوم فى المسيحية قائم على التقشف والنسك وقمع الأهواء والشهوات الجسدية، الصوم بمفهومه الخاص، فالصوم فى العموم هو الامتناع عن الطعام فترة معينة، يتناول بعدها الشخص أطعمة خالية من الدسم الحيواني. فى الكنيسة القبطية يوجد الكثير من «الأصوام»، منها صوم «الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام»، وهى ال40 يومًا التى صامها المسيح، علاوة على صوم يومى الأربعاء والجمعة، الأربعاء ذكرى التآمر على المسيح، و«الجمعة» ذكرى لصلبه، بالإضافة «صوم الرسل» وهو أقدم الأصوام إذ صامه الرسل أنفسهم. كما يوجد صوم «الميلاد المجيد»، ومدته 43 يومًا، يبدأ 25 نوفمبر وينتهى بعيد الميلاد فى 7 يناير، بجانب صوم «نينوى» أو صوم «يونان» ومدته 3 أيام، ويصام تذكارا لتوبة أهل نينوى، وهو يبدأ قبل الصوم الكبير بأسبوعين. صوم السيدة العذراء مريم، ومدته 15 يوما، تنتهى بعيد صعود جسد العذراء فى 23 أغسطس، بالإضافة للصوم الكبير ومدته 55 يوماً وتختلف بدايته حسب موعد عيد القيامة، و صوم برامون الميلاد ومدته من يوم إلى ثلاثة أيام قبل عيد الميلاد مباشرة، وصوم برامون الغطاس، ومدته من يوم إلى ثلاثة أيام، ويصومه الأقباط قبل عيد الغطاس مباشرة. وتنقسم الأصوام إلى قسمين، الدرجة الأولى، والتى لا يجوز أكل السمك خلالها وهى ، الصوم الكبير، وصوم الأربعاء و الجمعة، وصوم نينوى، وبرامون الميلاد، وبرامون الغطاس. أما الدرجة الثانية، فيجوز أكل السمك خلالها، موعده: قبل عيد الغطاس مباشرة، صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم العذراء. ويهدف الصوم فى المسيحية لتحرير الإنسان من عبودية الجسد، ومن الاستسلام للشهوة. فترة الصوم تجعل الأقباط يبتعدون عن أكل البروتين الحيواني، ما جعل العديد من الشركات والمطاعم تقدم بدائل تحمل نفس أسماء المنتجات التى تصنع من البروتين الحيواني، منها اللانشون والحواوشى والشاورما والناجتس الصيامى، علاوة على الألبان والجبن الصيامى وكلها مصنعة من الفول الصويا والتوابل، علاوة على عدم استخدام السمن والبيض والألبان فى صناعة الحلويات والتورت والفطائر.
