قصفت طائرات حربية تابعة لحلف الناتو مجمع باب العزيزية معقل الزعيم الليبي معمر القذافي في طرابلس في وقت مبكر أمس وذكر شهود عيان أنهم سمعوا صوت انفجارات و دوي إطلاق نار كثيف من خارج المجمع. وأكد الحلف أنه رصد إطلاق ثلاثة صواريخ "أرض - أرض" علي الأقل، من نوع "سكود"، من مدينة "سرت"، مسقط رأس القذافي، باتجاه مصراتة الساحلية، إحدي أبرز المدن التي يسيطر عليها الثوار المناوئون لنظام القذافي. وإلي ذلك تتخوف الولاياتالمتحدة، وكذا حلف الأطلسي، من أن تقدم القوات الموالية للقذافي بإطلاق ما بحوزتها من تلك الصواريخ باتجاه مناطق المدنيين في ليبيا، ويفرض الناتو رقابة شديدة علي أي تحركات لنقل أسلحة، وكذلك أي تجمعات محتملة للقوات الحكومية. وفي الاثناء دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأول القذافي إلي وقف إراقة الدماء في ليبيا حيث لا تزال القوات الموالية له تواصل القتال. ووعد أوباما بأن تكون الولاياتالمتحدة شريكا للمساعدة في إرساء الديمقراطية في ليبيا في فترة ما بعد القذافي، وحذر أوباما من أن المعركة في ليبيا لم تنته بعد لوجود بعض العناصر التي لا تزال تشكل تهديدا وتصر علي القتال، ودعا أوباما أنصارالقذافي لإلقاء السلاح حقنا لدماء الليبيين. إلي ذلك وصل مقاتلو المعارضة الليبية إلي الساحة الخضراء في العاصمة طرابلس. بعد أن ألقت القبض علي أنجال القذافي سيف الإسلام والساعدي ومحمد دون أن يتسني التأكد من هذه الأنباء من مصدر مستقل. وفي الأثناء اندلعت اشتباكات بين الثوار الليبيين وقوات موالية للقذافي في وقت مبكر أمس علي بعد نحو 80 كيلومترا غرب طرابلس. و من جانبه قال سيف الإسلام إن والده في أمان وأكد أن طرابلس تحت سيطرة قوات القذافي وأوضح أن قوات المعارضة وقعت في فخ نصب لها في طرابلس.. ومن ناحية أخري كشف مصدر رفيع المستوي في المجلس الوطني الانتقالي عن فرار محمد القذافي، النجل البكر لمعمر القذافي والذي اعتقله مسلحو المعارضة في طرابلس. ومن ناحيته ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية عليها الالتزام بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها محاكمة الجنايات الدولية بحق القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير جهاز المخابرات الليبي عبدالله السنوسي. وفي تطور لاحق أعلن أحد قادة المعارضة الليبية المسلحة أنها تسيطر علي نحو 95% من العاصمة بما في ذلك مقر التليفزيون الليبي. كما أكد متحدث باسم المعارضة أن قواتها تعرضت لقصف من دبابات لقوات موالية للقذافي في باب العزيزية، وتحدث شهود عيان عن تبادل عنيف لإطلاق النار في هذه المنطقة. ومن جانبها نفت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة الشئون الخارجية في جنوب إفريقيا أن تكون بلادها أرسلت طائرات إلي ليبيا لإخراج القذافي منها. في الوقت ذاته قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن قوات القذافي تسيطر فقط علي ما بين 10 و15 في المائة من طرابلس ودعا فراتيني القذافي إلي الاستسلام حقنا للدماء. وأعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن تضامنه الكامل مع الجهود الجارية بقيادة المجلس الوطني الانتقالي للحفاظ علي مقدرات الشعب الليبي. قال ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشئون الدولية في مجلس النواب الروسي إن بلاده لن تمنح الزعيم الليبي معمر القذافي أبدا ملجأ آمنا ومن ناحيته قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلي ليبيا عبد الاله الخطيب إن مسئولين ليبيين اتصلوا به وحثوه علي التدخل قبل أن يبدأ هجوم الثوار علي طرابلس. أكد حسين العيربي عضو الملف السياسي بالمجلس الانتقالي الليبي محاولته مقابلة علي ماريا القائم بأعمال السفارة في عهد القذافي ولكنه رفض وصمم علي وصفهم بالجرزان وأن المجد للقذافي وسوف تحرر ليبيا. أكد فرج العبيدي القنصل الليبي بالسفارة الليبية بالقاهرة الذي كان قد قدم استقالته مع بداية الثورة أنه تم تعليق العلم الليبي علي السفارة أمس حيث تم تحقيق أمل الشعب الليبي وأصبحت السفارة تابعة للثوار وجميع الأطياف السياسية والاجتماعية. وقال العبيدي: لقد قدمت استقالتي احتجاجا علي ما كان يقوم به النظام من قتل للشباب الليبي فعندما قام الشعب الليبي بثورة سلمية قابلته قبائل النظام بالدبابات وأصبح القذافي يقاتل شعبه فلم تكن مطالب الثوار في البداية غير إقامة دولة قانونية تقوم علي الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية وبدلا من أن يقوم النظام بتحقيق مطالبهم وأهدافهم بطرق سلمية قاوم الشعب بالصواريخ والإبادة والاغتصاب والآن هناك ما يقرب من 20 ألف قتيل وإصابة أكثر من 30000 بإصابات خطيرة بعضهم في مستشفيات ليبيا ومصر وتركيا وقطر وإيطاليا وهذا يمثل إبادة جماعية للشعب من قبل النظام الطاغي وما كانت تلك الثورة تحقق أهدافها الآن إلا بفضل الشباب وبإذن الله ستقام دولة ليبيا من جديد ولكن علي العدالة والمساواة والحرية.