يقول تعالي: «يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور» «لقمان: 17 - 18» تفسير الآيتين: في هاتين الآيتين يعرض الله لنا وصية لقمان لابنه، وهي وصية لكل المسلمين. يا بني أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها، لأنها أكبر العبادات البدنية. وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر بلطف ولين وحكمة بحسب جهدك، وتحمل ما يصيبك من الأذي مقابل أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر بصبر جميل، فتضمن هذا تكميل نفسه بفعل الخير وترك الشر، وتكميل غيره بذلك بأمره ونهيه، ولما علم أنه لا بد أن يبتلي إذا أمر ونهي، وأن في الأمر والنهي مشقة علي النفوس، أمره بالصبر علي ذلك، وهذا من الأمور التي يعزم عليها ويهتم بها، ولا يوفق لها إلا أهل العزائم. ولا تمل وجهك عن الناس إذا كلمتهم أو كلموك، ولا تعبس بوجهك احتقاراً منك لهم واستكباراً عليهم وتعاظماً، ولا تمش في الأرض بين الناس مختالاً متبختراً فخوراً بالنعم، ناسياً المنعم، معجباً بنفسك، إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته.