الله وحده أعلم بما لا نعلم عن "عبده سكسكه".. فهو شيطان في صورة بني آدم.. تجمعت فيه كل سوءات الإنسان الانتهازي والوصولي والشرير.. البعض اسماه "سكسكه" لأنه بلطجي وممكن يرمي بلاويه علي أي واحد من خلق الله.. والبعض الآخر أسماه "محفوظ عبد الدايم " لتشابه قصة صعوده مع تلك الشخصية التي نسجها خيال نجيب محفوظ ومثلها الفنان حمدي أحمد في فيلم القاهرة 30 وهي شخصية "القرني"!.. ولكن صديقي إبراهيم خليل يري أن شخصية محفوظ عبد الدايم في فيلم القاهرة 30 كانت أشرف بكثير من شخصية الصحفي عبده سكسكه!! وأيا كان اسمه ومسماه، فإن من عرفوا عبده سكسكه أو محفوظ عبد الدايم وهو طالب في كلية الإعلام قالوا إنه كان صاحب صيت في كتابة التقارير لأمن الدولة عن زملائه وإن صلته امتدت وتوثقت بعد أن التحق بالعمل الصحفي.. ومن كانوا قريبين منه في السنوات الثماني الاخيرة من حكم مبارك.. أكدوا أنه كان "مملوكا" لسيده وولي نعمته المهندس أحمد عز.. ومن خلاله تعرف علي جمال مبارك وقدم نفسه إليه خادما في مشروع التوريث علي أمل أن يجلس علي مقعد أنس الفقي وزيرا للإعلام في أول حكومة يشكلها أحمد عز بعد تمكين جمال مبارك من حكم مصر. محطات حياته الصحفية والمهنية لن تجد فيها سوي نسق واحد من الوضاعة والتآمر ونكران الجميل.. قبل أكثر من عشر سنوات كان علي موعد في لاظوغلي مع رئيس مكتب مباحث الصحافة بأمن الدولة العميد حسام سلامة.. ودخل عبده سكسكه عليه بشوشا بابتسامة يجيد رسمها وصافحه ولم ينتبه إلي وجود شخص ثالث بالمكتب هو أحد السعاة بالمؤسسة التي يعمل بها.. وعندما شاهده عبده سكسكه ارتبك.. وضرب لخمة.. ولكن العميد حسام سلامة احتوي الموقف علي الفور قائلا: عم "...." ده راجل طيب وبركة.. ومعانا !!.. ونهض الساعي عم "....." واستأذن خارجا من المكتب.. فهدأ عبده سكسكه.. في تلك الفترة كان عبده سكسكه ينقل كل ما يجري داخل أقسام العمل الصحفي إلي رئيس المؤسسة ورئيس التحرير وبالطبع إلي العميد حسام سلامة في لاظوغلي.. وبعد ذلك بسنوات أصبح تعامله المباشر مع اللواء عاطف أحمد أبوشادي وهو الرجل الثالث في مباحث أمن الدولة بعد اللواء حسن عبد الرحمن واللواء أحمد رأفت.. ومع ذلك كان هناك شخص غيره تعتبره الداخلية رجلها الاول في المؤسسة! كان هدف عبده سكسكه القفز إلي قمة المناصب الصحفية في أسرع وقت.. وكان يعتمد في تحقيق هذا الهدف علي علاقاته بأحمد عز وارتمائه تحت أقدام جمال مبارك ثم بعد ذلك علاقاته بأمن الدولة .. ولهذا عندما حانت لحظة التغييرات الصحفية تم ترشيحه رئيسا لمجلس الادارة ورئيسا للتحرير من قبل لجنة السياسات.. ولكن الداخلية تدخلت بمنطق أن سكسكه لا يزال صغير السن وأن المنصبين معا أكبر منه.. وأخذ برأي الداخلية.. وجري الفصل بين المنصبين وجاءت الداخلية برجلها الاول داخل المؤسسة رئيسا لمجلس الادارة وتم الاكتفاء لسكسكه في تلك المرحلة بمنصب رئيس تحرير.. ومع ذلك كان عبده سكسكه أقوي من رئيس مجلس الإدارة وصاحب مكانة ونفوذ عنه داخل الحزب الوطني بما كان يكتبه من مقالات هاجم فيها كل رموز الصحافة والفكر والسياسة المحترمين الذين اختلفوا مع أحمد عز وعارضوا مشروع التوريث.. وكان رئيس مجلس الادارة يحاول أن يجاريه فيما يكتبه من أجل إرضاء أولي الامر والحفاظ علي منصبه.. وكانت النتيجة أكثر من 92 قضية قصف وسب أقيمت أمام المحاكم علي عبده سكسكه ومؤسسته حكم في بعضها بمبالغ تعويض وصلت إلي مئات الآلوف من الجنيهات.. ولكنه لم يكن يعبأ أو يهتم.. ويشير بعض من كانوا مقربين منه إلي أن غضبه وصياحه وشتائمه لمن حوله كانت تعكس تفاعل عقده الشخصية والنفسية.. وزاد عليها غيرته الشديدة من نجومية إبراهيم عيسي رئيس تحرير الدستور وتألق مجدي الجلاد ونجاح صحيفة المصري اليوم.. ولكن الشيء المدهش والمثير للحيرة في مسيرة عبده سكسكه هو هجومه في اكثر من 25 مقالة متتالية علي "استاذه" الذي علمه الكتابة الصحفية وقام بتعيينه في المؤسسة وهو ما اضطر أستاذه بعد نفاد الصبر إلي الرد عليه بعنف في مقال واحد وصف فيه عبده سكسكه بأنه "محفوظ عبد الدايم" الصحافة المصرية وأنه يعاني من "عجز جنسي" كان وراء فشله في أكثر من زيجه.. ثم طعن "الأستاذ" في عرض وشرف تلميذه اسرته بكلمات تجاوزت كل حدود الخلاف.. إلا أن كثيرين من الصحفيين والسياسيين الذين أصابتهم مقالات وكتابات عبده سكسكه صمتوا وهم راضون علي الرد الذي أخرص عبده سكسكه وأسكته! ولا أجد ما أقوله غير حسبي الله علي "الأستاذ".. و"تلميذه"! واللهم إني صائم.