اكتشف فريق أبحاث مكافحة البرمجيات الخبيثة فى كاسبرسكى لاب اثنتين من شبكات «botnets» مثبت عليهما أجهزة كمبيوتر مصابة ببرمجيات خبيثة تقوم خلسة بتثبيت أدوات إنتاج العملة المشفرة والتى هى عبارة عن برنامج نظامية تستخدم لإنتاج عملات افتراضية قائمة على تكنولوجيا «Blockchain».وفى إحدى الحالات تمكن الباحثون من التوصل إلى تقديرات خلصت إلى أن ما يقارب 4,000من تلك الأدوات المثبتة على الشبكة بمقدورها أن تدرّ على أصحابها دخلاً يصل حتى 30,000 دولار أمريكى شهرياً، وفى حالة أخرى توصل الباحثون بأن مجرمى الإنترنت يحققون أموالاً طائلة بأكثر من 200,000 دولار أمريكى ناتجة عن5,000 جهاز كمبيوتر مصاب مثبت على شبكات «botnet». وتشير طبيعة تكوين بنية العملة الرقمية «Bitcoin» وغيرها من العملات المشفرة إلى أنه بالإضافة إلى قيام المستخدم بشراء العملة الرقمية،فإن بإمكانه أيضاً إنشاء وحدة عملة جديدة (أو القطع نقدية) من خلال الاستفادة من القدرة الحوسبية للأجهزة المثبت عليها برامج متخصصة فى «إنتاج» العملات. وفى الوقت ذاته، وفقا لمفهوم العملات المشفرة، فإنه كلما يتم إنتاج المزيد من القطع النقدية، كلما يتطلب الأمر مزيداً من الوقت والقدرة الحاسوبية لإنشاء عملة جديدة. فقبل عدة سنوات، كانت البرمجيات الخبيثة تقوم خلسة بتثبيت أدوات إنتاج العملة الرقمية «Bitcoin» والتى تستخدم أجهزة كمبيوتر الضحية لإنتاج العملات المستخدمة لمجرمى الإنترنت، وكانت هذه ظاهرة شائعة فى مشهد التهديدات الإلكترونية، إلا أن العدد المتزايد للعملات الرقمية «Bitcoin» التى كان يتم إنتاجها، جعل إمكانية إصدار عملات جديدة أمراً أكثر صعوبة، بل إن هذه العملية كانت فى بعض الأحيان عديمة الجدوى، فالمكاسب المالية المحتملة التى يمكن أن يحصل عليها المجرم نظير جهوده المبذولة لإنتاج العملة الرقمية «Bitcoin» لا تغطى الاستثمار الذى يحتاجه لإنشاء ونشر البرمجية الخبيثة أو نفقات دعم البنية التحتية المطلوب. ومع ذلك، فإن سعر العملة الرقمية «Bitcoin» - أول عملة مشفرة وأكثرها شهرة - قد ارتفع فى السنوات الأخيرة من عدة مئات إلى آلاف الدولارات لكل عملة رقمية، الأمر الذى تسبب فى إحداث ظاهرة «حمى العملة المشفرة» حول العالم. وفى أعقاب ذلك، سارعت المئات من المجموعات والشركات الناشئة المتحمسة إلى طرح بدائل عن العملة الرقمية الخاصة بها، والتى اكتسب الكثير منها أيضا قيمة سوقية كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً.