ورد إلي دار الإفتاء سؤال يقول: أبلغ من العمر ثمانية وثمانين عاماً وأنا مريض وأتناول أدوية وحقنا فما هي الفدية عن صيام رمضان؟ ويجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلاً قال الله تعالي: «فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين» «البقرة: 184» أي أنه للمريض مرضا يرجي برؤه وللمسافر الترخص بالإفطار ثم عليهما القضاء بعد رمضان أما المريض مرضاً لا يرجي برؤه وكذا الشيخ الفاني والمرأة العجوز الذين لا يقوون علي الصيام في رمضان ولا في غيره فعليهم الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم وذلك مقداره مد من طعام أي حوالي كيلو إلا ربعا من الأرز أو القمح أو ما شابه. فالعبرة ليست بالسن مطلقا ولا بالمرض مطلقا فرب كبير يقوي علي الصيام بينما لا يقوي من هو أصغر منه ورب مريض بداء عضال ولكنه لا يمنع من الصيام بينما هناك من المرضي من ابتلي بداء يرجي برؤه ولكنه يمنعه في أثناء مرضه من الصيام أو يجعله شاقا عليه. وعليه وفي واقعة السؤال فنسأل الله تعالي لك الشفاء والعافية ونقول إن كنت لا تتوقع من نفسك القدرة علي الصيام بعد رمضان وقضاء ما تفطره بسبب المرض فيه وذلك يكون بالرجوع إلي الأطباء المتخصصين فعليك الفدية عن كل يوم ولك أن تجمع ذلك كله في نهاية الشهر أو تخرج فدية عدة أيام انصرمت وانقضت ولا تخرج عن الأيام المستقبلة فإن أخرجت الفدية في هذه الحالة ثم زال عنك المرض وقويت علي الصيام فلا يلزمك الصيام ويكفي ما أخرجته من الفدية لأنك كنت مخاطبا بها وقد فعلت. وأما إن قال الأطباء المتخصصون إنه من المأمول الصيام بعد زمن وأنت تعلم من نفسك القدرة علي الصيام إذا زال عنك المرض أو خفت وطأته فلا تخرج الفدية لأن الواجب في حقك هو القضاء حينئذ.