مع استمرار القمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري ضد المحتجين في عدة مدن سورية لليوم الثالث علي التوالي، استمرت حالة العجز الدولي بشأن سوريا مع انتهاء امس جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي دون اتخاذ قرارات ملموسة. في الوقت الذي جددت فيه وزارة الخارجية تحذيراتها للمصريين المتواجدين في سوريا من خطورة التواجد في بؤر الأحداث الساخنه هناك ، حيث قال السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية إن الوضع الأمني غاية في الصعوبة محذرا من مغبة الاحتجاز أو الاصابة في حالة المشاركة في التظاهرات او تصويرها أو حتي متابعتها عن قرب ولفت عبدالحكم في تصريح خاص الي أن السفارة المصرية في دمشق تتابع عن كثب اوضاع الجالية المصرية في سوريا كما تتعامل مع بلاغات التغيبات علي وجه السرعة ، مشيرا في هذا الصدد الي عدم وجود حالات تغيب حالية بين المصريين في سوريا. في ذات السياق، قال محمد كامل عمرو وزير الخارجية في تصريحات صحفية امس أن مصر تتابع عن كثب التطورات علي الساحة السورية، معرباً عن انزعاجها الشديد من ارتفاع مستوي العنف، وزيادة عدد ضحايا المصادمات وأوضح الوزير محمد كامل،أن الظروف الدقيقة التي تمر بها سوريا الشقيقة، والدروس التي أكدتها تجربة "الربيع العربي" في مناطق أخري من الوطن العربي، تُظهِر حقيقتين ثابتتين لم يعد من الممكن تجاهلهما، أولهما أن الحلول الأمنية لم تعد مجدية، ولا مفر من مخرج سياسي يتأسس علي حوارٍ وطني يشمل جميع القوي السياسية، لبلورة حلول وطنية خالصة للأزمات العربية، وثانيهما أن المنطقة العربية لا تحتمل "تدويلاً جديداً". وأعلنت مصادر دبلوماسية أن الدول الأوروبية قدمت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين وقامت بتوزيع نص معدل اثناء الاجتماع، مضيفة أنه عقب الاجتماع المغلق الذي استمر ساعة فشل أعضاء المجلس المؤلف من 15 دولة في التوصل لصيغة ملزمة. ومن المقررأن يستأنف مجلس الأمن مشاوراته الطارئة في وقت لاحق بشأن مشروع قرار حول الأحداث الجارية حاليا في سوريا. وقالت السفيرة ماريا فيوتي مندوبة البرازيل الدائمة لدي الأممالمتحدة إنه سيتم اصدار بيان صحفي أو بيان رئاسي، وتقصد السفيرة البرازيلية بذلك عدم تضمين البيان أي ادانة للرئيس السوري أو الإشارة الي امكانية احالة القادة السوريين المتورطين في أعمال العنف الي المحكمة الجنائية الدولية. كما ترفض بقوة كل من روسيا والصين ولبنان والهند صدار قرار يدين أعمال العنف التي ترتكبها السلطات السورية خاصة بعد مقتل العشرات من المدنيين في بلدة حماة خلال اليومين الماضيين. ومن جانبها رفضت السفيرة سوزان رايس التعليق علي رحلة متوقعة يقوم بها فريق رفيع المستوي من ثلاث دول هي الهند والبرازيل وجنوب افريقيا الي سوريا للتعبير عن القلق ازاء الأحداث الجارية هناك وقالت السفيرة الأمريكية إن الوضع الحالي يستحق استصدار قرار من المجلس، وعلي صعيد الاحتجاجات، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس عن مقتل 24 شخصا في عدة مدن سورية وإصابة العشرات برصاص قوات الامن بينهم عشرة سقطوا في تظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح في اليوم الاول من شهر رمضان، موضحاً أن المواطنين السوريين خرجوا في مظاهرات ضخمة دعت الي اسقاط النظام وهتفت لحماة الجريحة ودير الزور، وليرتفع بذلك عدد ضحايا القمع في سوريا الي 1992 قتيلا منذ اندلاع الانتفاضة السورية. فيما واصلت دبابات الجيش السوري قصف احد الاحياء السكنية في ضواحي مدينة حماة، حيث قتل وذلك قبل ساعات من الاجتماع الطارئ لمجلس الامن الدولي لبحث الوضع في سوريا. وقال عبد الكريم ريحاوي رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان ان دوي اطلاق النار كان يسمع بقوة في جميع احياء مدينة حماة. وأعلن المرصد أن ستة اشخاص قد لقوا مصرعهم في منطقة عربين شمال شرق العاصمة السورية دمشق برصاص قوات الامن مع تصعيد قوات الرئيس بشار الاسد هجماتها علي المناطق التي تتحدي حكمه. وذكر شهود العيان ان الآلاف في المدينة خرجوا في مظاهرة حاشدة، مضيفين إن رجال الأمن والشبيحة هاجموا المظاهرة وأطلقوا الرصاص بشكل مباشر علي المتظاهرين العزل، كما افادوا بوجود عدد من الجثث ملقاة في الشوارع لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها بسبب التواجد الأمني الكثيف. فيما عرض التليفزيون السوري مشاهد لمجموعات وصفها بالإرهابية مسلحة وملثمة في شوارع مدينة حماة ، قال انها تقطع الطرقات وتستولي علي الساحات العامة وتستهدف قوي الجيش وحفظ النظام والمواطنين بشتي أصناف الاسلحة من مسدسات وبنادق حربية وأسلحة بيضاء. وذكرت صحيفة" الوطن" الموالية للنظام أن العمليات العسكرية بدأت في توقيت واحد في مختلف المناطق التي دخلها الجيش، حيث جرت اشتباكات عنيفة بالاسلحة الرشاشة والصاروخية، وتحديدا في حماة وبشكل اخف في دير الزور. في السياق ذاته، أفادت الأنباء ان الدبابات السورية هاجمت بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان أمس الأول ، مشيرة إلي أن أكثر من 20 دبابة وناقلة جنود مدرعة دخلت المنتجع الواقع عند سفح سلسلة جبال في لبنان بعد أن نظم الاهالي احتجاجا مؤيدا لمدينة حماة، مما أسفر عن اصابة ثلاثة أشخاص بنيران الأسلحة الآلية التي كانت تطلق من الدبابات.