أيام قليلة ويستقبل العالم الإسلامى موسم الحج، هذه الشعيرة التى يحرص ويتمنى أداءها كل مسلم لذلك يلجأ من لم يفز فى حج القرعة للسفر من خلال الشركات السياحة التى تسعى لجذب أكبر عدد من راغبى عن طريق تقديم تسهيلات ومزايا أكبر، فكل شركة تسعى جاهدة فى تقديم أفضل العروض لها بتقديم قائمة بأسعار مميزة وبأفخم الفنادق القريبة من الحرم المكى، وتوفير وسائل مواصلات مريحة للحجيج قبل وأثناء وبعد الانتهاء من مراسم الحج. ومن هنا نجد أن العروض المميزة التى تستخدمها الشركات السياحية تكون على الورق فقط، خاصة بعد أن صب عدد كبير من معتمرى محافظة المنوفية جام غضبهم على الشركات السياحية عندما سقطوا فريسة فى فخ الوعود المزيفة التى قدمتها لهم، فبعد أن دفع المعتمرون آلاف الجنيهات أملا فى الحصول على خدمة مميزة خاصة كبار السن، لكن سرعان ما اكتشفوا أن جميع الوعود والخدمات التى أعلنت عنها الشركات مجرد حبر على ورق، فندق خمس نجوم قريب من الحرم المكى، أتوبيسات سياحية فخمة لنقل المعتمرين من الفندق للحرم المكى فى أوقات الصلاة، وجبات للفطار والغداء، غرف نوم لثلاثة أفراد، أثاثات ومفروشات نظيفة ومريحة للأفراد» كل هذه العروض تقدمها شركات السياحة بالمنوفية، ولكن تبين أنها عروض على الورق فقط لجذب المعتمرين فالحقيقة عكس ذلك تماما، حيث اشتكى معتمرو المنوفية من سوء مستوى الفنادق وبعدها عن الحرم المكى، على خلاف ما وعدت به الشركات، فضلا عن عدم وجود أتوبيسات لنقل المعتمرين، مما يجعلهم فى كل وقت صلاة يذهبون الى الحرم سيرا على الأقدام، فضلًا عن تسكين كل 5 معتمرين فى غرفة سعتها 3 أشخاص فقط فى ظل ارتفاع درجة الحرارة مما يجعل أجهزة التكييف غير قادرة على تكييف الغرفة. الحاج سامى عبدالحليم معتمر من المنوفية اشتكى من سوء خدمات شركة سياحية بمدينة قويسنا، أثناء رحلته لأداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان الماضي، وعدم التزام الشركة بالوعود التى قطعتها على نفسها قبل الحجز، مضيفًا: إن الوصف الدقيق للرحلة هو العذاب. وأشار الحاج سامى إلى أن أداء مناسك العمرة ورؤية بيت الله الحرام، هى من خففت الشعور بالألم والغضب تجاه شركة السياحة التى نصبت على المعتمرين لتحقيق أرباح كبيرة على حساب راحتهم. وتشير المعتمرة رشا عبدالستار، إحدى المتضررات من نصب إحدى الشركات السياحية الكبرى عليها، إلى أنها هى وآخرون قام كل معتمر منهم بدفع مبلغ 17ألف جنيه للشركة مقابل تقديم خدمة فندقية مميزة وعدت بتقديمها ولكن الواقع كان مختلفا ومريرا، لافتة إلى أن المعتمرين لم يجدوا سيارات تقلهم إلى الحرم لأداء الصلوات على الرغم من بعد الفندق عن الحرم المكى، وعلى خلاف وعود الشركة بأن الفندق قريب من الحرم، مما تسبب فى إرهاق كبار السن والأكثر معاناة كانت اضطرار المعتمرين لافتراش الشوارع فى انتظار وصول السيارات التى تقلهم حسب وعود الشركة ولم تأت. واشتكت رشا من طريقة تعامل مسئول الشركة مع الفوج وإهماله للمعتمرين وتركهم دون مرافق يدلهم على طرق السير هناك وكيفية دخول الحرم المكى، مشيرة إلى عدم وجود وجبات من جانب الفندق ما اضطر المعتمرين لشراء أطعمة من الخارج، علاوة على رداءة المفروشات الموجودة داخل الغرف. تطالب المعتمرة رشا عبدالستار من وزارة السياحية بتطبيق عقوبات رادعة على الشركات السياحية التى لم تلتزم بوعودها مع المعتمرين أو الحجاج، مؤكدة أنه فى حالة استمرار تجاوزات الشركات السياحية ونصبها على المواطنين ستحدث كارثة خاصة وأن موسم الحج على الأبواب. وترى سامية محمد إحدى المعتمرات أن ما يحدث فى رحلات العمرة ما هو إلا إهمال وسوء تنظيم من جانب الشركات، مضيفة:إن معظم الشركات حاليا تستخدم عروضا وهمية للنصب على المواطنين، فى حين أن الواقع والحقيقة مخالف لذلك، ولا يعرف المعتمر الحقيقة إلا بعدما يصطدم بالواقع الأليم فى الأراضى الحجازية وألقت سامية بالمسئولية على سلبية المواطنين وعدم تقديمهم شكاوى لوزارة السياحة ضد الشركات السياحية التى لم تلتزم بوعودها، ما أدى إلى تفاقم الأزمة واستمرار عمليات النصب استغلالا لحاجة المواطنين لزيارة بيت الله الحرام.