طوقت قوات المعارضة في ليبيا اخر معاقل القذافي بمنطقة الجبل الغربي في الوقت الذي اختار فيه المجلس الانتقالي قائداً عسكرياً جديداً للثوار خلفاً للواء عبد الفتاح يونس الذي تم اغتياله. وأفادت الأنباء أن قوات الثوار اطلقت نيران دباباتها وقذائفها علي تيجي حيث يتمركز ما يصل الي 500 جندي حكومي وأمكن سماع دوي انفجارات من بلدة الحوامد التي تبعد 200 كيلومتر جنوب غربي طرابلس والتي استولت عليها المعارضة في هجوم جديد ضد القوات الموالية للقذافي. وقال القائد الميداني بالمعارضة ناصر الحامدي وهو عقيد سابق في شرطة القذافي: "لقد طوقنا تيجي ونأمل بأن نستولي عليها بنهاية اليوم." وتحدث بينما كان دوي اطلاق النار يسمع من علي بعد وهو يتفقد ميدان معركة تناثرت فيه اغلفة قذائف المدفعية والقذائف المضادة للطائرات التي تستخدمها القوات الحكومية. وقال جنود اسروا في الهجوم ان الجيش فقد ارادة القتال وتوقعوا ان يسقط القذافي ومن شأن السيطرة علي تيجي ان يعطي المعارضة دفعة استراتيجية ونفسية وقد يسهل لمقاتليها -الذين يسيطرون علي سلسلة من البلدات التي تمتد لاكثر من 200 كيلومتر في انحاء منطقة جبلية جرداء علي الحدود التونسية- الوصول الي طريق سريع رئيسي يؤدي الي طرابلس. من جانبه واصل العقيد الليبي معمر القذافي تهديده لحلف شمال الأطلنطي" الناتو" متوعداً إياه بالهزيمة ، مؤكدا ان الحملة العسكرية التي يشنها الحلف ضد قواته لن تنجح في تحقيق هدفها وانه لن يتراجع ابدا في هذه المعركة. وجاء تصريح القذافي في رسالة صوتية جديدة الي انصاره في جنزور، ضاحية طرابلس، بثها التليفزيون الليبي رغم الغارات التي شنها الحلف الاطلسي. وقال القذافي ان ارادة الشعب الليبي اقوي من ارادة الناتو ، مؤكدا ان الحلف سيهزم امام مقاومة وشجاعة الشعب الليبي وفي تطور لاحق عين المجلس الوطني الانتقالي الليبي اللواء سليمان محمود العبيدي قائدا لقوات المعارضة خلفا للواء عبد الفتاح يونس وفي الاثناء اكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم علي وجود اتصالات بين النظام الليبي واعضاء في المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار. وقال الكعيم هناك اتصالات مع محمود جبريل المسئول الثاني في المجلس ومع علي العيسوي مسئول العلاقات الخارجية ومع رجل الدين النافذ الشيخ علي الصلابي وآخرين من جهة اخري، نفي الكعيم شائعات مفادها ان القائد العسكري للثوار اللواء عبد الفتاح يونس اتصل في الاونة الاخيرة بنظام القذافي وتعاون معه. ومن جانبه، نقل سليمان الشحومي أمين الشئون الخارجية بمؤتمر الشعب العام الليبي رسالة من نظام العقيد معمر القذافي إلي رئيس الوزراء التونسي الباجي قايد السبسي مفادها أن تكون تونس في مقدمة البلدان التي تقدم المساعدات وجميع التسهيلات إلي الليبيين وقال الشحومي عقب لقائه مع السبسي إنه "نقل رسالة إلي الوزير الأول من أشقائه في ليبيا الحريصين علي أن تكون تونس في مقدمة البلدان التي تقدم المساعدات وجميع التسهيلات إلي الليبيين" دون الكشف عن طبيعة هذه "المساعدات والتسهيلات". ويري مراقبون أن زيارة الشحومي إلي تونس في هذا التوقيت تدخل ضمن مساعي نظام القذافي إلي تأمين تواصل تدفق الإمدادات الغذائية من تونس لليبيا خلال شهر رمضان.