مساجد لها تاريخ مسجد عمر مكرم «جامع العبيط»

مسجد عمر مكرم أو جامع العبيط، أنشئ فى العهد الملكى وينسب إلى الشيخ محمد العبيط، أحد أبرز علماء الأزهر فى القرن الثانى عشر الميلادى، وبه يقع ضريحه. وكان هذا العبيط «بهلولا»، عاش هائما على وجهه، ويعتقد البعض فى كرامته ونبؤاته، أما عن الاسم الغريب، ففى اللغة تطلق كلمة «عبيط» على الشخص الذى «شُقَّت جِيوبه وأطراف أكمامه من أثر العَبَّط»، ويأتى معناها فى الصحاح «عَبَطَ الثوبَ يَعْبِطُهُ، أى شقَّه، فهو مَعْبوطٌ وعَبيطٌ».
هناك رواية أخرى عن ضريح الشيخ العبيط، أنه كان أيام محمد على، جعله والى مصر بصاصا على العامة من المصريين لينقل أخبارهم إلى الباشا، ولكن لا يوجد دليل على هذه الرواية.
وعندما شرع الخديو إسماعيل فى بناء سراى الإسماعيلية، كان الجامع يقع فى الجهة الغربية، الذى أصبح جزءًا من أوقاف السراى.
جزيرة العبيط:
وكانت تعرف بجزيرة «أروى»، ويذكر المقريزى أنها تعرف بالجزيرة الوسطى، لأنها بين الروضة وبولاق والقاهرة والجيزة، وكانت مياه النيل تمر بين جزيرة العبيط وباب اللوق، فأمر الخديو إسماعيل بردمها، وقام بشراء جميع ما يوجد فى هذه المنطقة من بيوت وبساتين تمهيدًا لبناء سراى الإسماعيلية الصغرى (مجمع التحرير الآن)، وسراى الإسماعيلية الكبرى (التى لم تتم).
وأطرف ما قيل فى هذا الشأن، هو رغبة الملك فاروق فى إزالة مسجد وضريح الشيخ العبيط وإنشاء مسجد كبير يحمل اسم فاروق، كما أنه كان مقررا وضع تمثلً للخديو إسماعيل وسط الميدان، فكيف يقابله مسجدًا يحمل اسم العبيط.
ولم ينقذ الشيخ العبيط من يد فاروق سوى قيام ثورة يوليو 1952، التى أبقت على الضريح فى موقعه، حتى قامت وزارة الأوقاف بتوسع المسجد وتغيير اسمه إلى مسجد عمر مكرم.
وعقب قيام ثورة يوليو 1952، قامت وزارة الأوقاف بتوسعة المسجد وتغيير اسمه إلى مسجد عمر مكرم تخليداً لذكرى العالم والمجاهد والبطل المصرى الذى ساهم فى وصول محمد على إلى الحكم. واقترن دائما اسم مسجد عمر مكرم فى ميدان التحرير بعزاء وجنازات الشخصيات الشهيرة فى مصر.
وقد أغضب هذا التغيير الدكتورة سعاد ماهر عالمة الآثار الإسلامية، التى قالت: «مع تقديرى واحترامى لتخليد ذكرى مجاهد وبطل.. إلا أننى لا أتفق مع وزارة الأوقاف فى إطلاق اسم عمر مكرم على جامع الشيخ محمد العبيط».