«قطر عاشقة التطبيع».. هكذا وصفت العديد من المواقع الإخبارية الفارسية الأجواء السياسية بتلك الدولة، فتارة تمارس التطبيع مع إسرائيل وأمريكا وتارة أخرى مع إيران، الحقيقة أن المتابع لسياسة أمير قطر السابق والحالى يجدها مطابقة لمنهج الإخوان المسلمين السياسى.. فسياساتهما لا تختلف كثيراً عن المعزول محمد مرسى، فخطابه الشهير «عزيزى بيريز» لم يثنيه عن تقديم الولاء لإيران والعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية وفتح باب الاستيراد لتمكينهم من التوغل لقلب مصر، التى تعد حلم إيران الأعظم، من هذا المنطلق يمكن فهم تلك الازدواجية التى يتعامل بها «تميم» مع كل من إيران وإسرائيل. قناة «من و تو» الناطقة باللغة الفارسية، والتى تبث من لندن، ذكرت أن «تميم» تربطه علاقات وطيدة بإسرائيل، وأن هذا الأمر لم يمنعه من إعلان صداقته لإيران وخسارته لدول الخليج. بخلاف ما يروج له قادة إيران بأن التطبيع معها يعنى قطع العلاقات مع إسرائيل، فما أكثر الوثائق المسربة عن العلاقات السرية بين البلدين ، فكل ما فعله «تميم» هو الإعلان بشكل صريح عنها. الإعلام الإيرانى الذى كان ينشر بالأمس أنباء عن علاقة أمراء قطر بقادة «تل أبيب» وتقديمهم للمساعدات المالية لدعم إسرائيل، هو نفسه من هلل وكبر فرحاً بتصريحات «تميم» الأخيرة التى عظم فيها من دور إيران وحزب الله ، وذلك بأوامر عليا من المسئولين والمرشد على خامنئى. وحسبنا ما نشره موقع «قدس أون لاين» الإيرانى المقرب من «خامنئى» ووصفه ل«تميم» ب«الشجاع» لإعلانه الصداقة والتعاون الكامل مع إيران، رغم علمه بأنه سيكون ملاماً من قبل قادة الدول العربية الذين سيعلنون عداءهم له بشكل واضح. كما أنه اعتبر اتصاله بالرئيس الإيرانى حسن روحانى، بعد أيام من الضجة التى أثارتها تصريحاته وتهنئته له بحلول شهر رمضان المبارك وتأكيده علاقة الصداقة والتعاون، نوعاً من التحدى يحسب لصالح إيران، وتابع الموقع قائلاً: «تصريحات تميم الصريحة والصارمة تؤكد أنه شخص واقعى يدرك جيداً مدى النفوذ الإيرانى بالمنطقة». وأشاد الكاتب والمحلل السياسى خسرو معتضد، فى مقال للموقع نفسه أنه بالرغم من صغر مساحة دولة قطر، إلا أنها تلعب دورًا لايمكن الاستهانة به فى المنطقة، مشيرًا إلى الدور الذى قامت به قنوات الجزيرة «الإخبارية، مباشر، الوثائقية» فى تأجيج الاحتجاجات بالمنطقة العربية، والتى كانت سبباً فى وقف بثها فى عدد من الدول. ومن خلال موقع «القدس» الذى يعد بوقاً لنظام المرشد دعا «معتضد» وزارة الخارجية الإيرانية لتقديم تنازلات سياسية وإقتصادية لقطر، كما طالب هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانى بتقديم برامج لحماية «الدوحة» إعلامياً، تقديراً لشجاعتها وسياستها الرشيدة وتقديمها تلك الفرصة لإيران . على حد وصفه. فى السياق نفسه دافع محسن رضايى، القائد السابق بالحرس الثورى، والأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام الإيرانى، عن «تميم» مخاطباً المسئولين بالمملكة السعودية بلهجة عنيفة، ومحرضاً الشعوب العربية بالثورة ضدها قائلاً: «على حكام السعودية أن يحفروا قبورهم»، وكأن التعاون القطرى- الإيرانى سيغير خريطة المنطقة. كما استغل الإعلام الإيرانى الذكرى الثامنة والعشرين لرحيل «الخومينى» قائد الثورة الإسلامية الدموية لإشعال روح الفتنة فى المنطقة العربية بدعوى «الصحوة الإسلامية» ، حيث قالت وكالة أنباء «إيسنا» إن أفكاره الثورية يجب أن تنتشر فى الدول العربية لتحريرها من الأنظمة (التى يراها قادة إيران كافرة). من ناحية أخرى فإن العلاقات الوطيدة التى جمعت بين «الدوحة»و«طهران» خلال السنوات الماضية انعكست بدورها على زيادة أعداد الشيعة فى قطر، وبحسب ما ذكره موقع «الشيعة» التابع لمركز «آل البيت» الإيرانى، والمترجم للعديد من اللغات فإن الشيعة فى قطر يعيشون بحرية وأن النظام يسمح لهم بإنشاء مراكز تعليمية خاصة بعقيدتهم مثل «مركز خاتم الأنبياء» و«مركز الإمام الصادق»، علاوة على وجود مراكز لتعليم المذهب الشيعى للأطفال، كما أنهم يقيمون الحسينيات دون أدنى تضييق من قبل الدولة.