في الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط الدولية علي العقيد الليبي معمر القذافي بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطني الانتقالي، بدأت قوات الثوار الليبيين الزحف نحو منطقة الغزايا جنوب غرب العاصمة طرابلس. أعلن محمد ميلود المتحدث باسم المعارضة الليبية ان مقاتليها بدأوا أمس في شن هجوم علي مدينة الغزايا الاستراتيجية التي تسيطر عليها كتائب القذافي قرب الحدود التونسية مضيفاً: إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تقصف مدينة نالوت التي يسيطر عليها المتمردون في المنطقة الحدودية من الغزايا. واكد ميلود قائلاً "بدأنا هجوما علي الغزايا بالصواريخ والدبابات"، مضيفا: إن قوات المعارضة هاجموا أيضا أربع قري أخري في منطقة الجبل الغربي. وكانت الأنباء قد أفادت أن أكثر من 20 شاحنة مسلحة تتجه صوب نالوت القريبة من الحدود، كما تمركزت نحو 30 شاحنة صغيرة أخري مموهة بالطين إلي الشرق منها وكانت تستعد للمشاركة في الهجوم. وأكد عمر فكان وهو قائد ميداني من الثوار إن قوات من عدد من المدن التي يسيطرون عليها في جبل نفوسة بغرب البلاد تتجمع في نالوت للزحف نحو الغزايا. وتشهد هذه المنطقة الجبلية في جبال نفوسة منذ بضعة اشهر، مواجهات كثيفة بين المتمردين والقوات الموالية للعقيد القذافي، كما تتعرض نالوت لقصف كتائب القذافي بصواريخ جراد التي تطلقها من الغزايا. ويواجه نظام القذافي ضغوطاً شديدة داخلية وخارجية، فقد أعلن وليام هيج وزير الخارجية البريطاني أن بلاده اعترفت بالمجلس الانتقالي علي أنه الحكومة الشرعية لليبيا وأفرجت أيضا عن 91 مليون جنيه إسترليني من أصول شركة الخليج العربي للنفط المجمدة في بريطانيا. ودعا هيج في مؤتمر صحفي المجلس إلي تعيين مبعوث دبلوماسي ليبي جديد للسفارة الليبية في لندن، بدلاً من الدبلوماسيين الذين قررت بريطانيا طردهم، مشيراً إلي أن هذا القرار يعكس الشرعية المتزايدة للمجلس الانتقالي. من جانبها، اعلنت الولاياتالمتحدة انها تدرس طلبا تقدم به المجلس الوطني الانتقالي، بفتح سفارة في واشنطن، وذلك بعد القرار البريطاني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر "لقد ارسلوا بالفعل طلبا رسميا لفتح سفارتهم إلا اننا في قيد درسه"، موضحاً أن بلاده علي استعداد للسير في هذه الفكرة. وفي رد فعل طرابلس وصف خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي الموقف البريطاني بأنه يفتقر للمسئولية والشرعية، مؤكداً أن قرار لندن يعد انتهاكا للقوانين البريطانية والدولية. وفي تحليلها لقرار لندن، ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن اعتراف الغرب بالمجلس الانتقالي الليبي يبدو كأنه أول خطوة في طريق تقسيم ليبيا. وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير لها أمس أن قرار الحكومة البريطانية بالاعتراف بالمجلس محدود من الناحية التطبيقية والعملية ولكن له مغزي كبير، مشيرة إلي أن هذه الخطوة تعني بداية عملية سعي حلف شمال الأطلنطي" الناتو" جاهدا إلي تجنبها وهي التقسيم الفعلي لليبيا. وأشارت الصحيفة إلي أنه مع استمرار سيطرة القذافي علي غرب ليبيا والعاصمة طرابلس بالأخص يبدو أن ليبيا تتجه نحو التقسيم. في الوقت ذاته، تتواصل عمليات الثوار العسكرية واحتجاجاتهم في عدد من المدن والبلدات الليبية وبينها سبها مسقط رأس القذافي . من جانب آخر، أفتي أحد علماء الدين في ليبيا بأن الذين يدافعون عن القذافي يجوز لهم الإفطار في رمضان. ووصف الشيخ محمد الشويرف المدني هؤلاء بالمجاهدين، كما ندد الشويرف بما يقوم به المتظاهرون في سوريا ضد النظام ووصفهم بالمجرمين الحاقدين علي زعيمهم الشرعي كما هو الحال في ليبيا.