«سول» تتهم جارتها الشمالية بإطلاق «مقذوف مجهول»

فيما ينذر بتفجر الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، أطلقت كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًا ليلة أمس فى تحد لدعوات لوقف برنامجها النووى وذلك بعد أيام من تنصيب رئيس جديد فى الشطر الجنوبى تعهد بالحوار مع الشمال.
وقال جيش كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية أطلقت مقذوفًا مجهولًا من منطقة قرب ساحلها الغربي، ملمحًا أن طبيعة المقذوف لم تتضح بعد.
وعلى الفور عقد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن الذى تولى منصبه يوم الأربعاء أول اجتماع يرأسه لمجلس الأمن الوطنى بعد أنباء إطلاق الصاروخ وقال مكتبه إن الرئيس وصف التجربة بأنها «انتهاك سافر» لقرارات مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة. وأصدر مون أوامره للجيش بتسريع اقامة نظام دفاع صاروخى كورى جنوبى من طراز (كيه إيه إم دي).
وذكر يون يونج-تشان السكرتير الصحفى للبيت الأزرق فى إفادة صحفية إن الرئيس قال إنه على الرغم من أن كوريا الجنوبية ما زالت مستعدة لاحتمال إجراء حوار مع كوريا الشمالية فإن ذلك لن يكون ممكنا إلا عندما تُظهر كوريا الشمالية تغييرا فى موقفها».
من جانبها، أكدت وزيرة الدفاع اليابانية، تومومى إيندا إن صاروخ كوريا الشمالية وصل إلى ارتفاع 2000 كيلو متر وقد يكون نوعا جديدا من الصواريخ.
ووقع الصاروخ فى بحر اليابان على بعد 400 كيلو متر من شبه الجزيرة الكورية، ويعتقد أنه لم يسقط فى المنطقة الاقتصادية الخاصة اليابانية.
وأكد رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى، أن قيام كوريا الشمالية باختبار صاروخ بالستى جديد يعتبر استفزازا واضحًا، ولم يستبعد قيام كوريا الشمالية بتجربة أخرى.
وقالت قيادة الجيش الأمريكى فى المحيط الهادى إنها تقيم نوع الصاروخ لكن المسافة التى قطعها لا تتوافق مع صاروخ بالستى عابر للقارات، مشيرة إلى أن الصاروخ لم يشكل تهديدًا لأمريكا الشمالية.
وقال مسئولون فى كوريا الجنوبية واليابان إن الصاروخ حلق لمسافة 700 كيلومتر ووصل إلى ارتفاع أكثر من ألفى كيلومتر وهو ما يتجاوز قدرات صاروخ متوسط المدى اختبرته بيونج يانج بنجاح فى فبراير من منطقة كوسونج أيضا التى تقع شمال غربى العاصمة.
وفى واشنطن قال البيت الأبيض إن ترامب «لا يمكن أن يتخيل أن روسيا مسرورة» بالتجربة الصاروخية مع سقوط الصاروخ فى منطقة قريبة لروسيا أكثر من اليابان.
واعتبر البيت الأبيض أن كوريا الشمالية تشكل «خطرًا صارخاً»، ودعا إلى «فرض عقوبات أشد صرامة» على هذه الدولة المنعزلة.
وقال متحدث باسم الكرملين على هامش زيارة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى بكين إن بوتين قلق إزاء التجربة الصاروخية التى أجرتها كوريا الشمالية.
ويعتقد على نطاق واسع أن بيونج يانج تطور صاروخا عابرا للقارات يحمل رأسا نوويا ويمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة. وتعهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بألا يحدث ذلك.
وقال خبراء إن الاختبار الجديد يظهر مدى أطول بكثير من الصواريخ التى اختبرتها كوريا الشمالية فى الماضى وهو ما يعنى أنها على الأرجح طورت برنامجها الصاروخى منذ اختبار فبراير الماضى.
وذكرت اليابان أن الصاروخ حلق لأكثر من 30 دقيقة قبل أن يسقط فى البحر بين الساحل الشرقى لكوريا الشمالية واليابان. وعادة ما تطلق بيونج يانج صواريخها فى هذا الاتجاه.
وقال جوناثان ماكدويل من مركز هارفارد سميثسونيانن للفيزياء الفلكية «إذا كان هذا التقرير صحيحا فهذه التجربة إذن تكشف بالفعل عن صاروخ جديد طويل المدى» مشيرًا إلى تقديرات بأن الصاروخ وصل إلى ارتفاع يزيد على 2000 كيلومتر. وتابع ماكدويل «هذا يثير القلق بكل تأكيد».