في خطوة تهدف إلي تهدئة الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الأسد أقرت الحكومة السورية مشروع قانون قالت إنه سيسمح بتأسيس أحزاب سياسية جديدة الي جانب حزب البعث الحاكم، فيما أجري فاروق الشرع نائب الرئيس مجموعة من اللقاءات مع بعض رموز المعارضة. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» إن مشروع القانون يتضمن الاهداف والمبادئ الاساسية المنظمة لعمل الأحزاب وشروط وإجراءات تأسيسها وترخيصها والاحكام المتعلقة بموارد الاحزاب وتمويل نشاطاتها وحقوقها وواجباتها. ويمنع القانون تأسيس الاحزاب علي أساس ديني أو قبلي أو مناطقي أو فئوي أو مهني، كما يمنع قيامه علي أساس التمييز بين العرق أو الجنس أو اللون. ومن المتوقع عرض القانون علي مجلس الشعب السوري لمناقشته في الجلسة المقررة في السابع من الشهر القادم. ومن جهتها أفادت جريدة «الوطن» السورية أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع التقي في الأيام الاخيرة عددا من المعارضين مثل عارف دليلة وميشيل كيلو وطيب تيزيني وغيرهم من وقت يجري فيه الترتيب للقاء ثان للمعارضة بعد اللقاء التشاوري الذي عقده الشهر الماضي واقترح أن يكون اللقاء الجديد تحت عنوان «طبيعة الدولة الديمقراطية المدنية وكيفية الانتقال السلمي الآمن إليها». في غضون ذلك شهدت سوريا موجة جديدة من المظاهرات الليلية تطالب باسقاط الاسد، بينما كثف الجيش وجوده في بعض أحياء مدينة حمص وسط البلاد، وواصلت قوات الأمن حملة الاعتقالات في العاصمة دمشق. وأفاد ناشطون حقوقيون أن وحدات من الجيش تمركزت بكثافة في بعض أحياء حمص استعدادا لعملية عسكرية، ووفقا لنشطاء فإن المدينة تشهد عصيانا مدنيا أغلقت فيه كل المتاجر عدا الصيدليات ومتاجر الاغذية، بعد مقتل 11 شخصا بمظاهرات الجمعة الماضي، كما أكدت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن معظم شوارع مدينة حمص بدت خالية بسبب حملة أمنية واسعة النطاق. وقالت مصادر أخري إن قوات الامن تشن حملات دهم واعتقال في عدد من المدن ومنها العاصمة، حيث حاصرت هذه القوات ومن يعرفو بالشبيحة حي ركن الدين وقامت بحملة اعتقالات. واتهم المرصد السوري لحقوق الانسان الاجهزة الامنية بالاستمرار في احتجاز ثلاثة نشطاء أشقاء بمدينة بانياس، هم غسان وبشار ومحمد صهيوني كانوا قد سلموا أنفسهم بناء علي مرسوم عفو رئاسي وبيان وزارة الداخلية. وأوضح المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن الاجهزة الامنية السورية تحتجز النشطاء الثلاثة منذ 12 مايو مع أن المرسوم الرئاسي وبيان الداخلية ينصان علي اخلاء سبيلهم فورا مقابل التوقيع علي تعهد بعدم التظاهر. كما جدد المرصد مطالبته دمشق بالافراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي بالسجون والمعتقلات احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الانسان والتي وقعت وصادقت عليها. إلي ذلك تظاهر في مدريد عشرات المواطنين الاسبان والسوريين امام مقر سفارة دمشق، مطالبين بطرد السفير من العاصمة مدريد، وعبر المتظاهرون عن تضامنهم غير المحدود مع أسر الضحايا والمحتجين بسوريا، وقالوا إن صمت الحكومة الاسبانية والاتحاد الاوروبي وباقي الهيئات الدولية يضفي الشرعية علي ما سموها الجرائم التي يرتكبها نظام الاسد فضلا عن انتهاكه المبادئ الاخلاقية الاساسية التي تتبناها الانظمة الديمقراطية. كما تظاهر عشرات السوريين أمام مقر البيت الابيض في واشنطن، ورفعوا لافتات تندد بنظام الاسد، وطالبوا حكومته بوقف حملة القمع التي يتعرض لها الشعب من قبل الجيش وعناصر الشبيحة الموالية للنظام. وطالب المتظاهرون الرئيس الامريكي باراك أوباما بالتدخل لمزيد من الضغط علي السلطات السورية لوقف العنف ، ورددوا شعارات تطالب بسقوط ذلك النظام وتدعو لمحاسبته. وفي العاصمة الالمانية برلين تظاهر مئات السوريين مطالبين باسقاط النظام السوري، ورددوا شعارات تدعو الاسد للتنحي مطالبة بتحقيق الحرية والعدالة. في المقابل تظاهر المئات من أبناء الجالية السورية بلبنان أمام سفارتهم في بيروت تأييدا للاسد حاملين الاعلام السورية، وهتفوا بحياة الرئيس رافعين صوره، كما نددوا بمواقف أمريكا وفرنسا.