أعدتها للنشر: سهير عبدالحميد شارك فيها: آية رفعت _أمير عبدالنبى _ محمد عثمان _ مروة الوجيه بمجرد أن يذكر اسم إيناس الدغيدى لابد أن يقترن اسمها بمعارك وحروب بسبب جرأتها سواء فى أفلامها أو فى آرائها الشخصية حظيت بعدة ألقاب منها المرأة الحديدية والجريئة التى تعتبره الأقرب لقلبها حيث تعتبره وصفاً دقيقاً لشخصيتها ورغم ابتعادها عن كاميرات السينما لكنها ظلت محل اهتمام ويكفى ظهورها فى برنامج تليفزيونى أو حوار صحفى حتى يتم سن الأقلام ضدها. روزاليوسف استضافت الجريئة إيناس الدغيدى فى أولى ندواتها الفنية فى 2017 وفتحت قلبها وتحدثت عن مشوارها وأسرار كثيرة لم ترو من قبل. ■ منذ أن قدمت آخر أفلامك «مجنون أميرة» وأنتِ بعيدة عن كاميرات السينما .فما السبب فى ذلك؟ لأن علاقتى بالمنتجين تقريبا مقطوعة وطول حياتى لم أتعامل مع منتجين فرضوا إرادتهم علىِ وهذا جعلنى أنتج معظم أفلامى وهى حوالى «9 أفلامى حتى لا يفرض أحد على شيئًا أو يتدخل فى أفكارى ومع مرور الوقت وجدت أن الإنتاج لعبة كبيرة خرجت منها خسرانه خاصة فى آخر فيلمين خسرت فيهما 7 ملايين جنيه والشركات الكبيرة اتجهت للتوزيع وترفض أن تتحمل معى جزء من المغامرة كل هذا جعلنى اتراجع عن خطوة الانتاج وأكتفى بمهنتى كمخرجة حتى عندما أخذت هذا القرار وجدت أن منتجى هذه الأيام لا يريدون أن اتعامل بالأصول التى نشأت عليها وبعضهم عرض على فيلم بميزانية لا تتعدى 3 ملايين جنيه وهذا شىء مستحيل فى هذا الزمن. ■ كنتِ أول مخرجة فى تاريخ السينما المصرية.. كيف جاءت هذه الخطوة؟ بعد تخرجى فى معهد السينما قسم إنتاج عملت كمساعدة مع مخرجين كبار اتعلمت منهم مثل صلاح أبوسيف وحسن الإمام وبركات واصبحت معروفة كمساعدة والمخرجون الضعاف يستعينون بى حتى أتحمل مسئولية والمنتجون يعتمدون على وأتذكر فيلماً قدمته مع المنتج حسين الصباح ومخرجه كان ملحناً لبنانياً وليس له خبرة فى الإخراج وكان بيتضايق من توجيهاتى للفنانين أو أعدل على أشياء خطأ بيعملها، أما الخطوة الفعلية أن احترف الإخراج فجاءت بعد فيلم «حب فى الزنزانة» الذى قام بإخراجه محمد فاضل وبطولة سعاد حسنى وعادل إمام حدث خلاف فى وجهات النظر بينهم والاستاذ فاضل انحاز لعادل إمام وهذا جعل سعاد حسنى تغضب ورفضت تكمل الفيلم وطلبت من المنتج واصف فايز اكمل الفيلم لكنى اعتذرت لأنه لا يصح ذلك لكن الموقف الذى قامت به سعاد حسنى معى لفت نظر المنتج واصف فايز انى أستطيع أن أحمل فيلماً على اكتافى وأن نجمة كبيرة تثق فى قدرتى فى هذا الوقت كنت أشتغل على سيناريو فيلم «عفوا أيها القانون» وقدمته لواصف فايز وأعجب به ولا أنسى موقفاً للأستاذ على عبدالخالق أثناء تصويره فيلم «إعدام ميت» تعرض لأزمة صحية وكان يعلم أنى أجهز لفيلمى الأول وطلب منى أخرج يومين كاملين وكانت المشاهد بين محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى. ■ هل واجهت خلافات مع أسرتك بسبب حالة الهجوم المستمرة على أعمالك؟ بالعكس فدائماً كنت محبوبة فى وسط أخواتى ولدى 8 أشقاء وعائلتى يعرفوننى جيدا ويعلمون طبيعة عملى وتفكيرى ووالدى دائما كان بيدعمنى وأول من شجعنى لدخول معهد السينما فقد كان لديه تدين وسطى ولم يكن متزمتاً أما أشقائى لم يكونوا موافقين مع العلم أنى كنت داخلة قسم انتاج وعندمااتجهت للإخراج والدى طلب منى وعداً ألا أتجه للتمثيل أو احترفه وهذا من أسباب عدم اتجاهى للتمثيل لكن هذا لا يمنع إنهم كانوا ينزعجون من الهجوم على بعض الشىء. ■ ذكرت أنكِ تعرين المجتمع من أوجاعه فكيف لا تتألمين من ردود الافعال الهجومية على أفلامك وأنتِ بشر فى النهاية؟ - عندما تتم مهاجمتى أفكر أولاَ فى مصدر الهجوم هل هو قادم من فكر أحترمه ومثقف وواع للدنيا بالتأكيد أراجع نفسى لو وجدت هجوماً منه أما لو فكر متخلف متزمت ومنغلق لا أعير لكلامه أى اهتمام والنقطة الأخرى أننى مقتنعة بما أقدمه والأيام اثبتت صحة أفكارى فالناس أصبحت تشاهد أفلاماً أجرأ من أفلامى بكثير على اليوتيوب والسوشيال ميديا ويكفينى عندما تعرض أفلامى فى التليفزيون ويتم حذف مشاهد منها تظل قيمتها موجودة حتى إن الناس تتعجب من سبب الهجوم عليها لكن المشاهد المحذوفة قد تكون أكثر قيمة دراميا يفهمها المتخصصون فى الفن اكثر من المشاهد العادى مثل النقاد فمثلا على أبوشادى عندما كان رئيس الرقابة رفض حذف مشهد جرىء يجمع يسرا ومحمود حميدة فى فيلم «دانتيلا» وقالى بالنص إنه يعى قيمة هذا المشهد دراميا لكن تخفيفه بعض الشىء. ■ بمناسبة الرقابة هل واجهت مشاكل مع الرقابة فى أعمالك؟ ستتعجبين عندما تعلمين أن كل أفلامى تم الموافقة عليها بمناقشات بسيطة ولم يكن لدى أبداً مشكلة مع الرقابة لكن للأسف الرقباء يتعاملون مع شخصيات وليس أفلام وعندما يعرض عليهم أفلامى يصدرون 30 ملحوظة لمجرد أن الفيلم عليه اسم إيناس الدغيدى حتى يقولوا إنهم فى الأمان ولو تم محاسبتهم يقولون نحن موجودون ونصدر ملاحظاتنا فهذا فكر الموظفين لكن هناك استثناءات من هذا الفكر باستمرار مثل على ابو شادى ودرية شرف الدين وفى النهاية الرقباء ليسوا هم المشكلة لكن الجمهور هو الذى يحذف المشاهد فى السينمات والعامل المسئول عن ماكينة العرض هو الذى يحذف المشاهد بسبب خروج الجمهور وعدم تقبلهم لبعض المشاهد. ■ لقبت ب«المرأة الحديدية» و«الجريئة»، فأيهما أقرب لقلبك؟ أنا من أطلقت على نفسى لقب «الجريئة» من خلال البرنامج الذى قدمته وهو أقرب لى لأنه أبسط أما المرأة الحديدية فتم إطلاقه على بسبب مواقفى وهذا شيء جيد خاصة أن أول من حملت هذا اللقب «مارجريت تاتشر» التى كانت من أهم رؤساء الوزارات التى حكمت إنجلترا نظرا لدورها القوى. وأنا لا أكره أن يوصفونى بالقوة ومواجهة أى حد وأن كنت أنا لست قوية و«جامدة» مثل المرأة الحديدية. ■ بدأت كمساعد مخرج فى افلام سعاد حسنى وفاتن حمامة وشادية ومع هذا لم تتعاونى معهن فى أعمالك عندما احترفت الإخراج.. فما السبب؟ لم يكن هناك سبب يمنعنى من ذلك فعندما قررت اقدم أعمالاً بإسمى كمخرجة كان بعضها توقف والبعض الآخر أعمالهم قلت فمثلا السيدة فاتن حمامة وقت ما اخرجت اول افلامى طلبت منى موضوعات تصلح للدراما التليفزيونية وانا عينى كانت على السينما وسعاد حسنى لم تتناسب موضوعات أفلامى معها أما شادية فاعتزلت لكنى تعاونت مع الجيل الذى جاء بعدهم أحمد زكى ومحمود عبدالعزيز ونبيلة عبيد ونجلاء فتحى ويسرا والهام شاهين هذا علاوة على أن السينما تربطنا بالنجوم المطلوبين وهناك نقطة أخرى وهى اننى أختار موضوعات أفلامى وهما كانوا وصلوا لمرحلة تكتب لهن الأعمال. ■ البعض يرى تشابهاً بين الحالة الفنية لأحمد زكى ومحمد رمضان.. فما رأيك؟ التشابه قد يكون فى اللون الأسمر والبيئة الاجتماعية التى خرجوا منها وبالنسبة لمحمد رمضان أرى أنه زكى جدا لأنه اختار أن يدخل من بوابة أحمد زكى لكن فى رأيى أن أدوار محمد رمضان الآن لم تعد تشبه أحمد زكى. ■ وهل من الممكن ان تتعاونى معه فى عمل فنى؟ محمد رمضان ممثل كويس وأنا أتعامل مع أى ممثل حتى لو كنت أكره شخصه لأنه ممكن يكون ممثلاً قوياً وله دور مناسب فى فيلمى. ■ وكيف ترين الهجوم على أعماله؟ أعتقد أن هذا نابع من نجاحه وشخصيته البسيطة وفرحته بنجاحه وفى الوقت ذاته هو لم يقدم نفسه للمجتمع بشكل جيد علاوة على أن هناك أشخاصاً مستكترة عليه نجاحه وأجره الكبير الذى يحصل عليه المنتجين واثقون أنهم سيتحصلون على إضعافه من خلال أعماله وشعبيته. ■ قدمت تجربتين كممثلة.. فلماذا لم تحترفى التمثيل؟ لم أحب التمثيل وعندما قدمت دوراً صغيراً فى «أفواه وأرانب» كان إنقاذ موقف لأن رغبة فاتن حمامة إن الدور لا تقدمه ممثلة معروفة حتى لا يتعاطف الجمهور مع الشخصية واتذكر أن مديحة كامل وبوسى كانتا مرشحتان للعمل ونفس الأمر فى «امرأة واحدة لا تكفى» حيث كانت مرشحة لدورى نجلاء فتحى لكنها مرضت يوم التصوير وكان من الصعب تأجيل تصوير المشهد لانه كان فى طيارة ومرتبطين بتصاريح المطار واحمد زكى قال لى إنه لن يقبل امرأة أخرى ترفضه فى الفيلم غيرى. ■ هل الهجوم المستمر عليكِ لم يجعلك تتراجعين عن أفكارك أو تغيرين من طريقة عرضك للموضوعات؟ كل مخرج وله طريقته ومدرسته وليس بالضرورة ان نكون كلنا نسير على نهج واحد وأنا حبيت أغير من الطرق التقليدية التى كانت فى اجيال سبقتنى من المخرجين فالنظرية التى أتبعها فى أفلامى هى نظرية فرويد التى تقول إن الجنس هو محرك الأشخاص وجزء مكمل للشخصية ويظهرها اكثر وأتعجب من الذين يهاجمونى بسبب المشاهد الجنسية فى أفلامى على الرغم من أنها موجودة بشكل أكبر فى أفلام وأعتقد أن سبب الهجوم لأننى أقدمها بشكل يوجع المجتمع وأعريه من أوجاعه والمهاجم إما شخص خايف من هذه المشاكل أو عملها بالفعل. ■ تعاونتِ مع النمر الأسود أحمد زكى فى فيلمين.. كيف استطاعتى ترويضه؟ عندما تعاونت مع أحمد زكى غيرته فى أفلامى وقدمته بشكل لايت وبعيد عن الأدوار الجادة التى اعتاد الجمهور أن يراه فيها لدرجة أنه كان بينافس فى فيلم «استاكوزا» فيلم « النوم فى العسل وهو ليس كوميدياناً وحقق إيرادات اكثر من عادل إمام وقتها وفى رأيى إن «استاكوزا» فيلم كوميدى مسلى وممكن يعيش اكثر من الافلام التى تحمل قضية. ■ هل أرهقتك شخصيته وأنتِ توجهيهه؟ أحمد زكى كان شخصية مزاجية وعلاقته بكل السينمائيين جيدة لأنه كان متفرغاً للسينما واعتبرها هدفه وكيانه وبالنسبة لى كانت علاقتنا قوية لأنه كان جارى وبدأنا مع بعض وكنت وقتها مساعدة مع حسن الامام وطلب منى اشغله لكنه لم يلفت نظرى وبعدها بسنوات اشتغلنا مع بعض فى «امرأة واحدة لا تكفى» وكان من أهم النجوم الموجودين على الساحة لكنه تعبنى جدا بسبب أنه مزاجى جدا ولا يتحمل التوجيه أمام الناس خاصة عندما يأتى من امرأة لكنه اقتنع بيِ كمخرجة.