إعداد: آية رفعت تصوير: أحمد النجار حضور: سهير عبدالحميد - محمد عباس - علياء أبوشهبة - مروة الوجيه - ابتهال مخلوف - مروة مظلوم - فاطمة التابعى - أمانى حسين - محمد عثمان - إسلام عبدالكريم
نشأ جيل الثمانينيات على سماع أغان شبابية لأول فرقة فى تاريخ الفن المصرى الحديث، وكان للموسيقار هانى شنودة - صاحب فرقة «المصريين» - بصمة مميزة جعلت الأجيال تتغنى بألحانه التى ظلت خالدة حتى هذا الوقت.. اكتشف أكبر نجوم الوطن العربى وقدمهم من خلال ألحانه وظل على تواصل فنى وإنسانى معهم.. «روزاليوسف» استضافت شنودة فى ندوة تحدث من خلالها عن فرقته التى تمت 39 عاما وعن بداياته والمشاكل التى تواجهه. ■ كيف جاءت لك فكرة إدخال المزج بين الموسيقى الشرقيةوالغربية؟ - فى البداية لا توجد موسيقى شرقية ولا غربية ولكن الطابع والشخصية هى التى تتحكم فى تسميتها أو مقامها.. وقد بدأت فى شبابى بالعزف داخل فرقة مصرية نقدم الأغانى الأجنبية وكانت تحمل اسم «Les Petits chats» وكنا نعتمد وقتها على الاستماع للاغانى الغربية والقيام بتفكيك التكنيك الموسيقى واعادته مرة أخرى حتى نستطيع تقديم مثلها. وكانت من أكثر المشاكل التى نقابلها أنه لا يوجد وقتها استيراد للاسطوانات الاجنبية وكان لابد لأى أسطوانة أن تمر على المصنفات الفنية للموافقة عليها. ■ وكيف كانت بداياتك مع الاغنية العربية؟ - فى يوم التقيت الاديب العالمى نجيب محفوظ وكان يجرى وقتها حوارا مع الفرقة وسألنى عن عدم تقديم أغانٍ عربية بدلا من إعادة تقديم الغربى فقط فقلت له إن الاغنية العربية تستغرق وقتا طويلا حتى أن المقدمة الموسيقية الواحدة للاغنية كانت تساوى 4 أغانٍ مما نقدمه، فقال لى وقتها افعل ما تشاء برؤيتك الخاصة وبفكرك. ورغم ما قاله إلا أننى ظللت اقدم الاغانى مع الفرقة وكنا وقتها نقيم عروضنا بالاسكندرية، وكان يحضرها عدد من نجوم الزمن الجميل وعلى رأسهم الراحل عبد الحليم حافظ الذى كان يداوم على الحضور ويجلس بجانبى أثناء العزف داخل البروفات. ■ كيف أثر عبدالحليم فى دخولك للأغانى العربية؟ - كان دوما يدعونى لزيارته بمنزله وفى كل مرة لا نتفق على موعد. وفى ذات يوم اتصل بى وقال لى إنه يريدنى أن اشاهد جهاز اورج جديدا للعزف استورده من الخارج وقد اختارنى للعزف عليه. وقال لى إنه يريد منى أن اقوم بتأسيس فرقة له مثل الفرقة الغربية، فقلت له أوافق ولكن بشرط واحد، ولاحظت أنه تضايق من فكرة أنى أضع شروطا، ولكنه وافق على شرطى الوحيد وهو أن اقوم أنا بالعزف على الاورج الجديد وقال لى إنه أتى به من الخارج خصيصا لى. وقد كشف لى الإعلامى مفيد فوزى فيما بعد أن حليم كلفهم بشراء الجهاز خصيصا لكى يأتى بى من نقطة ضعفى ومدخلى الوحيد وهى الموسيقى. وقدمنا معا حفلا واحدا وقال لى إننا سنسافر ونلف العالم ولكن وافته المنية قبل تنفيذ وعده. ■ كيف أثر عليك رحيل العندليب وقد كان أول من قدمك فى الأغنية العربية؟ - كان الامر محزنا بالنسبة لى ولكنه كان خيرا لأن الفارق العمرى بيننا لم يكن سيجعلنى حرا فى تقديم الاختيارات والافكار الجديدة، فأنا كشاب وقتها كنت أقوم بتقديم ما يحلو لى ولا أنظر لا لايرادات ولا لجمهور ولا أضع فى حسبانى أية ردود فعل ولكن كل ما يهمنى ان اقدم موسيقى أنا راضٍ عنها واذا كنا استمررنا فلربما الوضع كان أسوأ. وتعرفت بعدها على الشاعر عبدالرحيم منصور الذى كان سبب معرفتى بمحمد منير. ■ كيف بدأت علاقتك الفنية بمنير؟ - بدأت معه تقديم أول ألبوماته وذلك بوضع ألحان مناسبة لشخصيته الغنائية فكان من قبل لم يجد لحنا مناسبا لادائه المختلف فقمت بطلب عازفى «دف» وقمت بدمج ألحان الدف مع الموسيقى وآلات الغربية. وذلك لرغبتى فى صنع شخصية منير كمطرب مستقل ولا افرض عليه شخصية هانى شنودة ولا أى مطرب أو ملحن آخر.. فأنا عندما قدمت أغانى لنجاة لم أغير شخصيتها ولكن الأغنية ببصمتى الخاصة ومناسبة لها بشكل تام. ■ ما سبب إعادة طرح أول ألبوماتك معه «أمانة يا بحر»؟ - كان الالبوم وقتها يطبع ويوزع على شكل أسطوانات ولكن بعد صدوره بدأ الكاسيت فى الظهور فلم يلق توزيعا وبالتالى لم ينجح وكان ذلك عام 1976 لذلك قمت بتقديم ألبوم آخر معه بعنوان «بتولد» ولقى نجاحا كبيرا وقتها فاعادت الشركة طرح علمونى الالبوم الاول على شريط كاسيت واسموه «علمونى عينيكى». ■ اذا ما سبب انفصالك عنه وعن شركة «سونار» المنتجة لالبومه؟ - كان عاطف منتصر منتج ألبومات «المصريين» وقتها متخوفاً من نجاح البوم «بنتولد» حيث قال لى إنه قد يكون هناك شبه بين الشخصيات الموسيقية.. وكان يحيى خليل قد انضم لفرقة «المصريين» وقدم معنا أول ألبوم بعنوان «حرية» فاقترحت عليه الذهاب والعمل مع منير وهو تولاه من هذا الوقت. فأنا لم أكن سأتفرغ بشكل كامل ولا أستطيع أن اتركه فى منتصف الطريق فلو كان لديه حفل بأسوان والمصريين لديها حفل بمصر فى نفس اليوم كيف سأوفق بين الاثنين. ولكنى حافظت على علاقة الصداقة بينى وبين منير حتى وقتنا هذا فقدمنا معا «مزامير مزامير» و«أنا بعشق البحر» و«حاضر يا زهر». ■ وما رأيك فى أزمته الاخيرة مع ورثة الراحل أحمد منيب؟ - وقتما كان منيب يقدم أغانيه لمنير لم يكن وقتها التعامل بالملكية الفكرية بشكلها الحالى بالاضافة إلى أن منيب كان طيب القلب جدا ورجل فنان يقدم أعماله دون أوراق وتسجيل أى أننى لا أعتقد أنه قام بتسجيل أغانيه فى النقابة باسمه لذلك لا اعتقد أنهم سيستطيعون منع منير من غنائها. وبشكل عام انا كنت اقدم الاغانى بناءً على سماع منير لها فى جلسات الطرب الخاصة بمنيب وقمت بتسجيل بعض هذه الاغانى فى جمعية المؤلفين والملحنين بأنها مأخوذة من أحمد منيب حفاظا على حقه الادبى والقانونى. ■ وماذا عن الالحان الخاصة باغانى الأطفال؟ - كانت سبب انطلاقتى الحقيقية فأول أغنية وضعت لحنها بعد وفاة عبد الحليم كانت بعنوان «لما كنت صغنونة» من تأليف الشاعر سيد حجاب الذى طلب منى أن ألحنها لإحدى الفنانات دون ذكر أسماء وقمت بعدها بعرضها على الفنانة لبلبة التى قدمتها على الفور، بالاضافة إلى مسلسل آخر قدمناه للاطفال «بسبس هاو» وغيرها من المسلسلات. وأيضا قدمت أوبريت «اللعبة». ■ أيهما أقرب إليك من الملحنين الذين أدخلوا الطابع الغربى محمد فوزى أم منير مراد؟ - لا أستطيع اختيار أحدهما فكلاهما أثر بشكل كبير فى تاريخ الموسيقى وكانت لهما بصمات خاصة، فمثلا لا أستطيع أن أنكر عبقرية مراد فى لحن «رصاصة فى القلب» ولكنى أميل إلى فوزى لأنه من طنطا مثلي. ■ أنت تعتز بأبناء مدينة طنطا من الفنانين عن غيرهم؟ - طنطا اثمرت على عدة نجوم كل فى مجاله وأخرجت مواهب عديدة ومنها عائلة الحاوى الخاصة بمحمد فوزى واخته هدى سلطان وكذلك أول عازفة قانون فى العالم كله وكانت تدعى سميحة القرشي. ■ ما سبب توقف فرقة المصريين لكل هذه المدة؟ - عندما تزوجت إيمان يونس ومنى عزيز قمت بإعادة اكتشاف المواهب وإقامة فرقة جديدة سميتها «الاحلام» وذلك لانها تعتمد على المواهب الشابة فى الثمانينيات من القرن الماضي.. وقمت بتغيير اسمها لتكون مختلفة عن المصريين بقدرها العالي. وقدمنا معا ألبوما ولكنى اختلفت معهم لأن فارق السن بيننا جعلنا غير متفاهمين فهم كشباب يريدون الوصول للنجومية بسرعة بدون مجهود ناهيك عن عدم التزامهم بالمواعيد والبروفات وغيرها. وبعد كل هذه السنوات عادت منى عزيز وسجلت معى أغنية ولكن زوجها رفض عودتها مرة أخرى، وأنا أعدتها للاضواء باصوات جديدة وشكل جديد حيث أقدمها لايف للجماهير بدلا من الكاسيت. ■ لماذا توقف إنتاج ألبومات للمصريين؟ - حاولت كثيرا مع المنتجين وذهبت إلى عاطف منتصر ومحسن جابر وقالوا لى إن الانتاج متوقف حاليا أننا ننتج أغنية ولا نحصل على العائد، ولكنهم يقومون برفعها الكترونيا.ويحصلون على العائد من الدعاية والحفاظ على حقوق الملكية والكول تون وغيرها. غير أن الانتاج اصبح مكلفا حتى فى تصاريح الرقابة فالاغنية الواحدة تحتاج لتصريح للكلمات وآخر للحن وأيضا لغلاف الالبوم والكليب وغيرها من الامور. ■ هل انزعجت من انفصال عمرو دياب عنك بعد تقديمه للشهرة؟ - عندما ننجب أبناءنا من الطبيعى ان نضعهم على الطريق الصحيح وهم ينفصلون ويكملون طريقهم. وانا عندما قدمت أغانى عمرو دياب الاولية مثل الاميبا وغيرها لم يكن هو عضوا فى فرقة المصريين كما تردد ولكنى استخدمت الفرقة حتى اسانده فى بداية مشواره ولكنى قدمته للمنتجين وقلت له إنه سيكون المطرب رقم واحد. وأذكر أن أحد المنتجين قدمت له عمرو وقال لى إنه لا يعتقد انه سيكون رقم واحد وكان عمرو وقتها يطلب 3 آلاف جنيه فى الشريط الواحد وتعاقد لمدة 3 سنوات على 3 ألبومات، فرفض هذا المنتج وحكم عليه شكلا. وبعد مرور ال3 سنوات اتصل بى نفس المنتج وأخبرنى أنه تعاقد مع عمرو على مليون و200 الف. ■ إذا لماذا لم تقدم له الحانا او توزيعا؟ - بعد أول ألبوماته كنت أعزف معه فى كل الحفلات أنا وفرقة المصريين. ولكن دياب ذكى بالقدر أنه استطاع أن يخلق لنفسه فريق عمل متكاملا من موسيقيين وملحنين وشعراء وموزعين وإعلاميين أيضا.. لذلك أصبح ابنى الذى لا أخاف عليه خاصة مع وجود نصيف قزمان وقتها وهو العقل المدبر الخاص به ويستطيع التصرف فى أى أمر. وأنا موجود لو طلب منى اى مساعدة ولكن الالحان يجب ان تكون بشكل عملى ولكلمات استطيع وضع اسمى عليها فلا يمكننى تقديم اغنية مثل «قولولى لو فى صالحها اشوفها ازاى وأصالحها» لاننى يجب ان اختار الكلام بعناية ويكون له معنى لدى. ■ وماذا عن تعاونك مع عبد الوهاب؟ - طلب منى وضع توزيع لأغان لنجاة ولكنه ارهقنى لأن فى كل مرة أجهز مع الفرقة ونذهب للاستوديو فيقولوا لنا إنه مريض ولن يحضر وأنا أرفض التلاعب بالموسيقيين. ففكرت أنى اتحدث مع نجاة واقنعتها أننا نبدأ بدونه لانى أرفض تأجيل الاعمال.. وقدمت لها 3 أعمال وقتها. وقام بالاحتفال بى وقتها فى منزله وطالبنى بعزف لحن واحد لمدة 50 مرة وعندما سألت عن فكرته قيل لى انه كان يختبرنى هل اقوم بعزفه كل مرة مثل السابقة كاسلوب الاجانب ام لا. فكان رجلا عبقريا ولم يكن هينا. وهو من الاهرامات التى بنيت فى مصر وكل هؤلاء أصحاب تراث فنى لا توجد دولة عربية أخرى عندها مثل تراثنا. ■ كيف ترى اتهام عبدالوهاب بسرقة الالحان؟ - عبد الوهاب كان عبقريا ويضع لك اللحن وكأن الموسيقى تتحدث دون وجود للكلام فلو استمعنا لموسيقى أغنية «انا لك على طول» على سبيل المثال سنجد أن اللحن يأخذك ويطير ويحمل عدة معان بدون كلمات. ولكن بشكل عام فحقوق الملكية الفكرية لم تكن واضحة زمان ولم تكن موجودة من الاساس وكل الملحنين كانوا يسرقون وليس عبدالوهاب وحده. فكانت بداية الملكية من الدول الاوروبية وهى لها حدود فلى حق الملكية الفكرية لالحانى حتى 50 عاما من صدور اللحن أى أن بعد أن تتحول لملكية عامة فمن حق أى شخص استخدامها.