أشار الكاتب والصحفي الإسرائيلي «تسيفي برئيل» في مقاله اليوم بصحيفة هاآرتس إلي أن سلسلة التفجيرات التي حدثت علي خطوط أنابيب الغاز المصرية الموصلة لإسرائيل والأردن بعد ثورة 25 يناير تدل علي أن الحكومة المصرية لا تزال غير متمكنة من تفكيك التهديد الموجود بسيناء ضد النظام المصري. وأضاف الكاتب أن رئيس الوزراء المصري الحالي د.«عصام شرف» فعل ما لم يفعله رئيس وزراء قبله إذ قام بزيارة رسمية إلي العريش للقاء زعماء القبائل والعائلات البدوية الكبيرة بهدف قطع عهد جديد بين النظام المصري وبين بدو سيناء، عهد يتوقف فيه النظام المصري عن رؤيته إلي عشرات الآلاف من البدو ك«عناصر مشبوهة» تتعامل مع القاعدة من ناحية ومع إسرائيل من ناحية أخري. ويزعم الكاتب أن زيارة شرف لم تعن لزعماء العشائر البدوية أكثر من أن رئيس الوزراء وجد فرصة «لالتقاط الصور» دون الشعور بحدوث أي تغيير كبير في السياسة نحوهم وأن البدو يتعمدون رمي الحجارة علي السيارات التي تحمل لوحات معدنية تدل علي أنها من القاهرة، الأمر الذي يشير إلي درجة العداء القائم بين البدو وبين الدولة حتي بعد قيام الثورة الشعبية في مصر. وفي محاولة صهيونية من الكاتب لتقليب البدو علي الحكومة حاول إرجاع ما يحدث في سيناء إلي أن الحكومة المصرية فشلت في وضع ميزانية للتنمية في المناطق البدوية وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية في المعيشة ما دفع المواطنين هناك إلي إيجاد مصادر بديلة للدخل مثل «تهريب المخدرات والأجانب، وبيع الأسلحة لجميع الوافدين، والتعاون مع منظمات إرهابية لقاء رسوم». ويشير الكاتب في تحليله إلي أن تفجير خطوط أنابيب الغاز هو ضحية الصراعات التي لم تنته حتي الآن بين البدو والحكومة المصرية وليست لأسباب أيديولوجية ولكن بهدف تذكير الحكومة أن البدو من شأنهم أن يتخذوا تدابير مؤلمة قد تلحق الضرر بهم ليس فقط بمصدر أساسي لدخل الحكومة وإنما أيضًا في العلاقات القائمة بين مصر ودول المنطقة بما فيهم إسرائيل. وعلي الرغم من الحاجة الملحة لمعالجة التوتر بين الحكومة والبدو إلا أنه من المشكوك فيه أن تستطيع الحكومة المصرية تحقيق ذلك، علي حد قول الكاتب. فيما أشار برئيل إلي التغييرات الوزارية التي قد تحدث في حكومة شرف بعد اعتصام الثوار مجددًا في ميدان التحرير وإلي احتمال تعيين عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في عدد من الوزارات إلي جانب «وائل غنيم» الذي قاد الاحتجاج ضد مبارك عبر الإنترنت والفيس بوك أملا في أن يعطي حكومته مزيدا من الوقت خصوصا لمنع المظاهرات في ميدان التحرير بصوت أعلي.