لم تخل أى دورة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى من المشاكل والاضطرابات التى تواجهها ولكن تظل أكبر هذه العوائق هو العائق المادى الذى يقابل ميزانية المهرجان فى كل عام مما يجعل المهرجان خاليًا من النجوم المشهورين عالميا خاصة نجوم هوليوود. حيث قالت د. ماجدة واصف رئيسة المهرجان أن ميزانية المهرجان تعتمد على الوزارات الثلاث الثقافة (6 ملايين جنيه) والسياحة (2 مليون جنيه) والشباب والرياضة (مليون جنيه) مما يعنى أن الدولة هى التى تكفل المهرجان ويشكل تزايد الضيوف فى المهرجان عبئًا ماديًا عليه من حيث تكلفة السفر والإقامة والرحلات والخدمات وغيرها. كما أضافت أن هذه الدورة بها عبء مادى بالفعل خاصة مع إقبال عدد كبير من صناع الأفلام لحضور الفعاليات ووصل عدد الضيوف القادمين نحو 270 ضيفًا من 60 دولة. ومن أبرز الوجوه التى ستحضر للمهرجان المخرج النيبالى مين باهدور بام المتوج بجائزة أسبوع النقاد فى مهرجان فينيسيا، مخرجة الأفلام التسجيلية الأمريكية الشهيرة ميشال جولدمان، المخرج الجزائرى كريم طريدية، المخرج اللبنانى أسد فولادكار، المخرج الرومانى دان تشيزو، المخرج التشيكى بيتر فاكلاف. وذلك من بين صناع الأفلام فقط، بخلاف النجوم المكرمين وأعضاء لجان التحكيم والمشاركين فى ندوات وفعاليات المهرجان. وأضافت قائلة: «المشكلة فى عدم مقدرتنا على استضافة نجوم هوليوود هو عدم وجود رعاة رسميين للمهرجان ففى العام الماضى كان هناك رعاية المهندس نجيب ساويرس مما كان مدعما لاستضافة أى نجم كما أن الميزانية التى كان يتميز بها المهرجان قبل الثورة أصبحت لا تناسب حالة الغلاء العام فهى لم تزد ولم تتقدم بينما الأسعار كلها مرتفعة.. فلو جئت بأى نجم عالمى يجب أن يكون من خلال الوكيل الخاص به وهو غالبا يحصل على مبلغ مادى كبير بخلاف استضافته وسفره وإقامته». من جانبها نفت واصف نشوب خلاف بين إدارة المهرجان والمنتج عمرو قورة أحد أعضاء اللجنة الاستشارية مما تسبب فى إعلانه الانسحاب خلال الأسابيع القليلة الماضية حيث قالت إن قرار الانسحاب بشكل مفاجئ وله أسبابه الشخصية مما يخلى إدارة المهرجان من المسئولية مضيفة أن الأمر لم يتعلق بوجود الفنانتين صبا مبارك وأروى جودة بلجنة التحكيم ولكنه انشغل فاعتذر عن اكمال المهمة وانسحابه لم يؤثر بالسلب على الدورة والإدارة توجه له الشكر على المجهود الذى بذله معهم خلال الفترة الماضية. وشددت واصف على أن اختيار صبا مبارك وأروى جودة والمخرج هانى خليفة جاء نتيجة رغبتهم فى بث روح الشباب فى لجان التحكيم فى كل دورة حتى يحصلوا على رؤية مختلفة بجانب الخبرات السينمائية الكبيرة.. حيث سيترأس لجنة التحكيم المخرج الألمانى كريستيان بيتزولد والمخرج المالى شيخ عمر سيسوكو والمخرجة الأمريكية مارى سوينى وكاتبة السيناريو الصينية لى يو والمنتجة الأسترالية روبين كرشو والمخرج فيليب باجون من بولندا. أما آخر الأزمات التى واجهت المهرجان هو اختلافهم مع مخرج فيلم «آخر أيام المدينة» والذى كان من المقرر أن يشارك فى المسابقة الرسمية للمهرجان بجانب فيلمى «يوم للستات» لكاملة أبوذكرى، الذى سيعرض كفيلم الافتتاح، و«البر الثانى» لعلى إدريس. ورغم أن إدارة المهرجان لم تطبق شروط عدم مشاركة الأفلام الخاصة بالمسابقة فى مهرجانات دولية مسبقا وذلك تخفيفا على أصحاب الأفلام المصرية والعالمية إلا أن مدير المهرجان يوسف شريف رزق الله قال إنه عندما تعاقد مع المخرج تامر السعيد على عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية وكان وقتها قد شارك بالفعل فى مهرجانات قليلة وكان الاتفاق المبرم بينهما ينص على ألا يشارك الفيلم خلال الفترة الحالية بمهرجانات أخرى قبل إقامة القاهرة السينمائى مما اضطرهم إلى استبعاده نظرا لقيامه بالمشاركة فى أكثر من 15 مهرجان آخر بغير علمهم مما اخل الاتفاق معهم. وكشف رزق الله أن السعيد كان يرغب فى الدخول بالمنافسة فى المسابقة الرسمية منذ البداية وقبل بشروطها خاصة أنهم كانوا يتفقون معه على المشاركة فى المسابقة العربية ولكنه أصر على نظيرتها الدولية. كما قالت واصف ردا على مشاركة فيلم «يوم للستات» فى مهرجان لندن السينمائى مؤكدة أنه مهرجان بلا جوائز أو مسابقات كما أن المخرجة كاملة أبوذكرى قامت بالاستئذان منهم للسماح لها بالمشاركة هناك. وكشف رزق الله عن انزعاجه لمعرفته أن النجم د. يحيى الفخرانى لم يكرم من قبل فى أى دورة من دورات المهرجان منذ نشأته مما أذهله وقرر مع إدارة المهرجان منحه جائزة فاتن حمامة التقديرية، بالإضافة إلى المخرج الكير الراحل محمد خان والذى علم بتكريمه قبل وفاته واختار بعناية فائقة الأفلام التى سيتم عرضها له.. بالإضافة للمالى شيخ عمر سيسوكو والمنتج الفلسطينى حسين القلا، أما جائزة التميز فتمنح للألمانى كريستيان بيتزولد والنجم المصرى أحمد حلمى والمخرج والكاتب الصينى جيا زانكيه. وقال رزق الله إن المهرجان يحتوى على عدد هائل من الأفلام خاصة أن هدفه هو إشباع جمهور السينما ومن بينها 8 أفلام عالمية مرشحة من قبل بلادها للمشاركة بالأوسكار، بالإضافة إلى العرض الأول لآخر أفلام النجمة ميريل ستريب والذى تمت الموافقة عليه بسهولة لأنه لا يعد تجاريًا بالشكل المعروف. وأضاف أن هناك أفلامًا حاولوا إقناع موزعها بعدم عرضها تجاريا بمصر لحين مشاركتها كعرض أول بالمهرجان ولم تتم الموافقة على الفكرة رغم أن المهرجان عرض عليهم عائدًا ماديًا نظير ذلك ومنها الفيلم الأمريكى « Snowden». وتحاول إدارة المهرجان التوصل لأكبر قدر من الجماهير ففتحت باب العروض بوسط البلد من خلال سينماتى كريم واوديون، بالإضافة إلى عروض الأفلام بمختلف مسارح الأوبرا. كما قاموا بإنشاء برنامج خاص بالمحمول يحمل اسم المهرجان وتفاصيله وتعرف على مواعيد الأفلام وغيرها، كما عقدوا اتفاقية شراكة مع «تويتر» تتضمن بثًا مباشرًا لحفلى افتتاح وختام الدورة الثامنة والثلاثين التى تنطلق يوم 15 نوفمبر المقبل؛ عبر تطبيق البث الحى المملوك Periscope، مع تخصيص مساحة على السجادة الحمراء لاستقبال النجوم الذين سيحضرون حفلى الافتتاح والختام للحصول على صور وفيديوهات حصرية ومحتوى جديد ومبتكر لجمهور المهرجان عبر الموقع.