سميت الحركات الشعبية الثورية في عالمنا العربي "بالربيع العربي" نسبة إلي نهاية حقبات من الظلم والظلام والاستبداد والديكتاتورية، والفساد الممنهج في تلك الدول وثورة شعوب تلك الدول ضد الأنظمة القائمة، وقدرتها علي إسقاطها بدءاً "بالجمهورية التونسية" التي بدأت عصر الربيع العربي، واستطاعت أن تطيح بنظام "زين العابدين بن علي" عن السلطة وهروبه بين ليلة وضحاها إلي خارج البلاد، بعد أن دفع الشعب التونسي بشهداء تعدوا الألفي شهيد أمام قسوة حراس النظام! ولم يمض شهر من الزمن حتي بدأت الشرارة الأولي لثورة "الشعب المصري" يوم 25 يناير وخلال ثمانية عشر يوماً سقط "النظام المصري" وانسحبت قوات حرس النظام تحت ضغط شعبي جارف أصر علي الانتصار وضحي بشهداء تعدوا الثمانمائة شهيد طبقاً للحصر المبدئي للخسائر البشرية! أما الربيع الثوري في "اليمن" وكذلك "ليبيا" والآن في "سوريا" فهي مما لاشك فيه لا يمكن أن يطلق تعبير (الربيع) علي تلك الثورات، في هذه البلدان الشقيقة، حيث يعاني "الشعب الليبي" من جنون السلطة القائمة، حتي أن ما وصلت إليه المدن الليبية لم تشهده أكثر البلاد تعرضاً لحروب دولية، فالدمار أصاب كل المدن والتشرد، والقتل بلا أعداد محصورة، حيث تعدت الآلاف من الشهداء، وتدخل قوات حلف الأطلسي للمساعدة في إنهاء حالة "الإحتلال الوطني الليبي" ومحاولة إقصاء السلطة (القذافية) عن البلاد، كل هذا جعل الربيع في "ليبيا" هو الجحيم وليس ربيعاً علي الإطلاق! ومع ذلك ما زال هذا النظام الاستبدادي الديكتاتوري مسيطراً علي النظام في "ليبيا" رغم تفسخ الشرق عن الغرب في البلاد، ولا يعلم إلا الله إلي متي سيظل هذا الجحيم قائماً والشعب الليبي مشرداً ومهدداً بالدمار الشامل؟! أما الربيع "اليمني" فيا قلبي لا تحزن حيث طبيعة البلاد، وسكانه من قبائل متعددة فقد انقسم الشعب ما بين مؤيد "لعلي عبد الله صالح" وقسم أصر علي (خلعه) حتي أن الدمار قد أصاب السلطة ذاتها وأصيب الرئيس تحت (الخلع) بأضرار جسدية نتيجة الهجوم علي القصر الرئاسي، ولا يمكن أيضاً (التنبؤ) بمستقبل هذا البلد الشقيق، ويأتي الربيع "السوري" الذي يعاني من (خريف) بلا قلب ولا رحمة، ومع ذلك يتمسك (الأسد) الوريث! بالسلطة ويقتل المئات يومياً تحت وطأة حراس النظام (قواته المسلحة والشرطة)! "فالربيع" منطوق خاطئ علي ما يحدث في العالم العربي ، حيث الربيع مرتبط بإتفاق "الأمة مع قواتها المسلحة" وليس الفرقة بين الفريقين، الحمد لله علي ما نحن فيه، {ومن شاف بلاوي الناس تهون عليه بلوته} مثل شعبي مصري!