قرية بأكملها يعيش سكانها البالغ عددهم 10 آلاف نسمة تحت أسلاك الضغط العالي التي لا ترحمهم فضلا عن اضطرارهم لدفع فواتير بمبالغ باهظة للكهرباء نظرًا لعدم وجود عدادات في منازلهم مما يجعلهم يخضعون لنظام الممارسة بتحصيل مباحث الكهرباء مبالغ كل ثلاثة أشهر من المواطن إنهم سكان عزبة عبدالحميد نصر بأوسيم بمحافظة الجيزة الذين سقطوا من ذاكرة الحكومة.. «روزاليوسف» ذهبت إليهم.. وكانت تلك السطور. يقول عبدالحميد علي «60 عامًا» بالمعاش أنه أب لأسرة فقيرة مكونة من زوجة و8 بنات معاشه لا يتعدي 500 جنيه ويتقاضي حاليًا 200 بعد عمل استبدال معاش لتزويج إحدي بناته كان يدفع فاتورة الكهرباء قبل عامين 80 جنيهًا كل ثلاثة أشهر وفوجئ بارتفاع الفاتورة إلي 450 جنيهًا. أما نجاة رواش «60 عامًا» أرملة تستغيث حيث توفي زوجها منذ 12 عامًا ولديها 6 أولاد وتتقاضي معاشًا استثنائيا 80 جنيهًا وغير قادرة علي دفع فواتير الكهرباء الباهظة وقامت باخراج أولادها من التعليم لعدم قدرتها علي المصروفات. وعلي أحد الأرصفة جلست «عزيزة» 55 عاما تبيع ترمس وشيبسي أما زوجها أحمد عبدالرحمن «58 عاما» فيعمل «تباعا» ولديهما 4 أولاد أصغرهم عمره 13 عاما يشكون من ارتفاع أسعار فاتورة الكهرباء التي وصلت إلي 500 جنيه. «الموت يطاردنا في كل لحظة ويهدد أطفالنا وليس لدينا مأوي آخر».. بهذه الكلمات بدأ محمود النيجيري يسرد قصته وقال إنه يعيش في منزل تحت أسلاك الضغط العالي مكون من غرفتين ولديه 4 أطفال و10 أشقاء يقطنون معه ويعاني أحد أطفاله «محمد» من نوبات صرع نتيجة اسلاك الضغط العالي التي أدت إلي زيادة الكهرباء في مخه ورغم كل هذه المعاناة يدفع 400 جنيه ثمن فاتورة الكهرباء لعدم وجود عدادات بجميع منازل العزبة. أما عم«كمال» 75 عامًا فيقطن هو وزوجته علي ضوء الشموع ورغم ذلك لا ترحمه شركة الكهرباء ومنذ 9 أشهر امتنع عن دفع فواتير الكهرباء إلا أنه فوجئ بغرامة ما اضطر أهالي العزبة إلي جمع مبلغ الفاتورة ودفعها حتي لا يتعرض الرجل للسجن مثل غيره.. ويضيف عم «كمال» أن درجة الحرارة داخل القرية مرتفعة جدًا وذات مرة احترق سقف الغرفة من شدة حرارة الجو. ويقول السيد أحمد «موظف حكومي» إنه امتنع عن سداد فاتورة الكهرباء ففوجئ بمباحث الكهرباء تأخذه من منزله للسجن لمدة 6 أشهر.. وتلتقط زوجته «صفية» الحديث وتضيف أنها اضطرت إلي العمل كعاملة نظافة في مدرسة أثناء فترة حبس زوجها حتي تتمكن من دفع قيمة فواتير الكهرباء لكي يعود الزوج من محبسه. ويؤكد أهالي عزبة عبدالحميد نصر أن أسلاك الضغط العالي تعرض حياتهم للخطر نتيجة الذبذبات المتكررة والتي تؤدي أيضا إلي احتراق أجهزتهم الكهربائية مطالبين بترحيل هذه الأسلاك إلي الزراعات وتركيب عدادات كهرباء في منازلهم ترحمهم من التقديرات الجزافية في أسعار الكهرباء. ومن جانبها اعترفت وزارة الكهرباء والطاقة بوجود نظام الممارسة التي من خلالها يتكبد المواطن مبالغ ضخمة كل ثلاثة أشهر. وأصدرت الوزارة منذ عدة أشهر قرارًا بتوفير تيسيرات للمواطنين بتركيب عدادات مؤقتة لأصحاب التوصيلات غير القانونية، ودون عقود، وذلك عن طريق كود خاص وحتي الآن لم ينفذ د.حسن يونس قراره ومازال المواطن يعاني من نظام الممارسة.