ارتفع اهتمام الجهاز المصرفى بضخ التمويلات اللازمة للمشروعات المهمة والحيوية، وطبقًا لمسئولين مصرفيين فإن البنوك بدأت ترتيب وضخ تمويلات بقيمة 12.3 مليار جنيه ل4 مشروعات فى الفترة الأخيرة، ويستفيد من هذه التمويلات قطاعات الطاقة (كهرباء وخدمات بترولية) ومواد البناء والصناعات الغذائية. وتحاول البنوك إجراء توظيف جيد للسيولة المتاحة لديها، والناتجة عن ارتفاع قيمة الودائع إلى ما يربو على التريليونى جنيه، فى الوقت الذى مازالت فيه نسبة القروض لا تزيد على 45% من تلك الايداعات، إلى جانب أن تراجع نسبة الديون المتعثرة إلى ما دون 8% ساهم بشكل كبير فى تحرير قدرة البنوك على التوسع المحسوب فى ضخ التمويلات للمشروعات الكبيرة والهامة. ولعل قرار البنك المركزى الذى يقضى بتقليص حجم القروض الاستهلاكية، كان له أثر أيضا فى البحث عن فرص لتوظيف السيولة المتاحة، فى المساهمة بقروض مشتركة كبرى،وكان البنك المركزى قد أصدر قرارًا يلزم فيه البنوك بألا تزيد أقساط قروض الأفراد على 35% من قيمة دخل الفرد، وهو ما جعل هناك بنوكًا كثيرة تعيد حساباتها فى عدد من برامج الإقراض التى كانت مطروحة. وبالنسبة لمشروعات الصناعات الغذائية فإن البنك الأهلى المصرى يدبر فى الوقت الراهن قرضًا مشترك بقيمة 1.2 مليار جنيه لصالح الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ويشارك فى القرض بنوك «الإمارات دبى –مصر» و«الاتحاد الوطنى». ويساهم البنك فى القرض بحصة تتراوح بين 300 و600 مليون جنيه، وباقى القيمة يتم توزيعها على البنكين الآخرين بحصص متساوية أو ربما بنسب يتم الاتفاق عليه، متوقعا دخول بنك رابع فى التمويل لم يتم تحديده بعد، وهذا التمويل يتم على دفعات، وتتراوح الدفعة الأولى للقرض بين 40 و%50 من إجمالى التمويل، كما سيتم ضخ التمويل على ثلاث دفعات. وتسعى الشركة إلى استخدام التمويل فى تلبية احتياجات بعض السلع الغذائية، وشراء السلع التى يتم توزيعها ضمن المنظومة التموينية، وطبقًا لمسئولين بالشركة فإنها ستحصل على القرض فى شكل تسهيلات ائتمانية لأجل 3 سنوات. ويعد هذا القرض الثانى للشركة العام الجارى، حيث قام تحالف مصرفى مكون من البنك العربى الإفريقى الدولى، ومصر وقطر الوطنى الأهلى والبنك العربى والقاهرة، بترتيب وتمويل قرض مشترك قصير الأجل للشركة بقيمة 2.5 مليار جنيه. أما مشروعات الكهرباء وحصتها من التمويلات البنكية، فقد انتهى تحالف مصرفى يتكون من البنك الأهلى المصرى والتجارى الدولى والعربى الإفريقى الدولى وقطر الوطنى من تدبير تمويل بقيمة 5 مليارات جنيه، لصالح الشركة القابضة للكهرباء. وقال مسئول بأحد البنوك المشاركة، إن القرض سيتم صرفه على دفعة واحدة، وذلك لسداد مديونية الكهرباء لدى الهيئة العامة للبترول، إضافة إلى جانب استخدام جزء من التمويل لتطوير البنية التحتية للشركة. أوضح أن وزارة المالية هى الضامن للتمويل، وتم إصدار الموافقات من قبل الوزارة وتلقت البنوك نسخ من الموافقات. أما القرض الثالث فهو لصالح شركة «بتروتريد»، فقد وافق بنك القاهرة على المشاركة بشريحة تمويلية بقيمة 450 مليون جنيه فى التمويل المشترك البالغ قيمته 5 مليارات جنيه لصالح شركة الخدمات التجارية البترولية «بتروتريد». وطبقًا لايمن مختار، عضو مجلس الادارة ورئيس قطاع الائتمان بالبنك، فإن مجلس إدارة البنك وافق على ضخ 450 مليون جنيه بتمويل بتروتريد، مشيرا إلى أن التمويل سيتم صرفه على دفعة واحدة وبفترة سداد 5 سنوات. ويضم التحالف المشارك بنوك الأهلى وعودة ومصر وقطر الوطنى والتجارى الدولى وبنوكًا أخرى، ويدير التمويل الأهلى ومصر، ويحاول بنك القاهرة من جانبه ضخ تمويلات فى قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة وقطاع البترول والتطوير العقارى، حيث تأتى تلك القطاعات فى صدارة العمليات التمويلية التى يعتزم البنك المشاركة فيها الفترة المقبلة. وأكد منير الزاهد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، أن إجمالى قروض البنك بلغ 35 مليار جنيه بزيادة 5 مليارات جنيه على العام الماضى، مشيراً إلى أن البنك يستهدف الوصول بها إلى 40.8 مليار جنيه نهاية العام الجارى. وأضاف الزاهد، أن إيداعات العملاء بلغت 78 مليار جنيه بنهاية ديسمبر الماضى، بزيادة قدرها 14 مليار جنيه، مقابل 64 مليار جنيه نهاية ديسمبر 2014، ويستهدف البنك الوصول بها إلى 91 مليار جنيه بنهاية 2016. أما القرض الرابع فهو لصالح حديد المصريين، وقد أعلن البنك العقارى المصرى العربى المشاركة فى القرض المسوق لصالح الشركة بحصة تتراوح بين 100 و150 مليون جنيه. وتبلغ القيمة الإجمالية للقرض 600 مليون جنيه، ويشارك فيه بنكا مصر وعودة إضافة إلى بنوك أخرى لم يتم تحديدها، والتمويل شريحة استكمالية للتمويل الذى شارك فيه البنك والبالغ قيمته 1.1 مليار جنيه. ويعتزم البنك العقارى المصرى العربى التوسع فى التمويلات المشتركة العام المالى المقبل، من خلال المشاركة فى تمويلات لجميع القطاعات الصناعية، وأن البنك يولى اهتماما كبيرًا بتمويلات الطاقة الجديدة والمتجددة.
