في إطار ما يمكن تسميته "إعادة النظر في الأمور الرقابية الذاتية"، تشهد الساحة الأدبية موقفين مختلفين يجمعهما شيء واحد وهو أنهما خاصان بالشاعر حسن طلب. حيث تقرر إقامة أمسية خاصة لقراءة ديوان الشاعر حسن طلب "إنجيل الثورة وقرآنها"، وهو الديوان الذي أثارت إحدي قصائده عددًا من الملاحظات والانتقادات لدي الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتبها في إحدي مقالاته السابقة، في نفس الوقت الذي قرر فيه طلب حذف كلمة "نهدي" من غلاف الطبعة الجديدة لديوانه الأول "وشم علي نهدي فتاة"، بسبب ما سماه "الترصد الحالي بالشعراء والنهود"، واختار له اسم "الوشم"، مؤكدا أنه لن يحذف الكلمة من متن الديوان. كان الدكتور أحمد مجاهد قد أكد أن قصيدة "لن تؤسلموا الثورة.. لن تؤمموا الميدان" لا تضم رؤية شعرية أو فنية يتم تناول الموضوع من خلالها، بالمنظور الحداثي الكلاسيكي للشعر، وأنها تخلو من أي صورة أو استعارة أو مجاز أو اشتقاق، أو استخدام خاص لإيقاع الألفاظ، لا يعرفه كل من هب ودب، وهو ما يبدو متناقضا مع تنظيم أمسية خاصة في الهيئة حول ذات القصيدة، حتي ولو لم يحضرها مجاهد. من جانبه أشاد الشاعر السماح عبد الله الذي أدار الندوة بالشاعر حسن طلب، قائلا: كان طلب يمارس فعلا جماليا خلال الثورة، فيذهب إلي الميدان، يري ما يحدث ثم يعود ليزين جداريته الموعودة حتي طالعنا ب "إنجيل الثورة وقرآنها" مدونته ذات القوام المتراتب. وتابع: مع توالي دواوينه، أصبح "شيخ طريقة" في الشعر الحديث، كانت بداية ظهوره مبكرة عام 1972، حينها قدمه رجاء النقاش، عبر باكورة أعماله الشعرية "وشم علي نهدي فتاة" ليسجل بعد ذلك شهادة شاعر مرموق في عالم الشعر، وقد تطلب منه الأمر 15 عاما كي يصدر ديوانه الثاني "سيرة البنفسج" متخصا من الآخرين، مستقرا علي صوته الخاص. وأكمل: طلب شاعر غنائي وموضوعي في الوقت نفسه، يستعصي علي التصنيف، يجمع النقيضين في القصيدة الواحدة، وقد كبر طلب في الشعر والسن، وسوف نجد أنفسنا بعد فترة قصيرة مطالبين بالاحتفال بسبعينيته، وحتي الآن لم تفز به الجوائز، أو يدركه التكريم، وهي أولي به وعلي رأس كل المستحقين. من جانبه قرأ طلب مقاطع جديدة من القصيدة لم يسبق له أن قرأها من القصيدة، التي وصلت حتي الآن إلي ثمانين مقطعا، ولم يستقر لها علي صيغة نهائية بعد، وأهدي مقاطعه إلي كل من جماعات "كفاية"، و"6 أبريل"، و"الوطنية للتغيير"، و"كلنا خالد سعيد"، كما انتقد جماعة "الإخوان المسلمين" وكان من بين ما قال عنها بيت يقول علي لسانهم: "من قال غير مقالنا يكفر".