في الوقت الذي تكاثرت فيه الأعمال المسرحية المنتجة عن ثورة «25 يناير» وكان معظمها مجرد شعارات وتكرار بلا رؤية فنية أو درامية واضحة لما حدث بميدان التحرير، نجح مجموعة من الشباب الهاوي في تنفيذ العرض المسرحي «حكاوي التحرير» وهو عرض يتناول قصصًا واقعية لأحداث ميدان التحرير بعضها حكايات الشباب أنفسهم وأخري حكايات رويت لهم ونقلوها هم بلا إضافة أو حذف علي خشبة المسرح. وبالرغم من مباشرة العرض إلا أنه شديد الصدق والواقعية وقبل كل ذلك اعتمد بشكل واضح علي تلقائية ومرونة صانعيه في سرد الأحداث فلم يشعر الجمهور بلحظة ملل رغم عدم اعتماد العمل علي التمثيل بل انصب اعتماده الأساسي علي تلقائية هؤلاء الشباب في سرد الأحداث التي تعرضوا لها وقصتهم مع ميدان التحرير، المسرحية عرضت يومًا واحدًا علي مسرح «روابط»، وبعد موافقة وزير الثقافة «عماد أبو غازي» تم عرضها يومين متواصلين الخميس والجمعة الماضيين علي خشبة مسرح مركز الإبداع الفني ولقيت إقبالا جماهيريا كبيرًا حتي أنهم اضطروا إلي عمل حفلتين في آخر يوم وليست حفلة واحدة حتي تستوعب القاعة أعداد الجمهور، لعب بطولة العرض كل من سيف الأسواني وشادي هجرس وأحمد طاحون ومحمد سلامة وأحمد عيد وأحمد أبو شادي وشادي خليل ومريم القويسني وعمرو بدر ونورا سعفان وبسنت شوقي وأحمد خير الله وبريهان أبو زيد وسندس شبايك وشاهر شاهر عبدالفتاح وأحمد سليم ومحمد سامي وأحمد كمال وشهاب أحمد وكريم عبادة ومهند ضياء وأخرجت العرض سندس شبابيك التي قالت عن هذه التجربة خصوصًا وعلاقتها بالمسرح عموما كنا نشعر بشيء حقيقي وأردنا أن نقدمه فنحن لسنا محترفين فلكل منا عمله الخاص به كما أننا لسنا فرقة مسرح مستقل ولست مخرجة محترفة بل كلنا مجرد هواة شعرنا بشيء حقيقي وأردنا تقديمه علي المسرح وقد كان. وتضيف: بالطبع تدربنا علي الإلقاء وكان قد سبقت لي الدراسة بورشة أحمد كمال لذلك كان لابد من بذل مجهود كبير في البروفات والتدريبات حتي يخرج العمل بهذه البساطة وكل القصص التي رويت حقيقية وحدثت بالفعل لذلك كنت حريصة علي علي أن أنبه قبل بداية كل عرض علي ضرورة ألا يعلق الجمهور حتي لو علي سبيل المزاح أي تعليقات علي كلام الممثلين حتي لا نجرح مشاعر أصحاب هذه القصص سواء الممثلين أو غيرهم لأن أي إنسان عندما يروي لحظات الضعف التي مر بها في موقف معين لا يحب أن يتعرض لأي أذي وحدث تعليق في إحدي المرات لذلك رأيت ضرورة التنويه عن ذلك. وعن الجرأة الشديدة التي تميز بها العمل خاصة في ذكر بعض الألفاظ التي تعرض لها الشباب علي يد الأمن أثناء التعذيب تقول: لا أري أي أزمة في ذكر هذه الكلمات لأننا في النهاية نعكس واقعًا موجودًا وملموسًا وإذا كنا سنخشي هذا الواقع فمن الأجدي ألا نتحدث عنه، وسمح لنا الوزير والمخرج خالد جلال مدير المركز بلفظين لكن حذفنا لفظين آخرين ونوهنا عنهما بكلمة «تيت» بينما تم ذكرهما علي مسرح «روابط» وإذا أعدت العرض من جديد سوف أعيده كما هو دون تغيير لكن نظرًا لأن الوزير كان متعاونا معنا للغاية ولم يعرقل أي شيء في الموافقة علي عرض العمل في مركز الإبداع احترمت ضرورة موافقته علي هذه الألفاظ وللأسف لم تتح لنا فرصة استئذانه فيهما لضيق الوقت، لكن الحمد لله العرض لقي استحسانًا كبيرًا. وعن احتمالية تكوين فرقة مسرحية بهؤلاء الشباب قالت: لم استقر بعد علي فكرة محددة لأنني كما ذكرت في البداية لست مخرجة محترفة بل أخرج عندما أشعر أنني أريد قول شيء ما وحدث ذلك العام الماضي مع عرض «بصي» ولم أكون فرقة لكن بالطبع نحن نفكر في ذلك ولم نتخذ قرارًا بعد وسوف يتم إعادة «حكاوي التحرير» مرة أخري خلال شهر يوليو المقبل.