اطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزراء الخارجية العرب على الأفكار الفرنسية، المتعلقة بالمبادرة التى قدمتها فرنسا للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى مطلع هذا العام، وخلال الجلسة المغلقة للاجتماع الاستثنائي الذي عقد امس في الجامعة العربية برئاسة البحرين، كشفت المصادر أن عباس أوضح أن الجانب الإسرائيلي يتعنت ويماطل ويعرقل أى جهود لإحلال السلام والوصول إلى تسويات لإقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن رفض إسرائيل للمبادرة هو الذي أدي لتأجيل عقد المؤتمر والذي كان من المقرر أن يعقد الشهر الجارى، تجدر الإشارة إلى أن رفض اسرائيل للمبادرة الفرنسية دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الإعلان عن تأجيلها إلى الشهر المقبل. والمبادرة الفرنسية تتضمن عددا من الأفكار والمقترحات وهي مبادئ لحل الصراع على غرار تثبيت حدود الرابع من يونيو 1967 مع تبادل أراض بين الطرفين، وجعل القدس عاصمة مشتركة بين الدولتين، إلى جانب تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وعقد مؤتمر دولي للسلام.. مصادر كشفت ل«روزاليوسف» من داخل الاجتماع أن هناك عددا من الدول العربية شككت في نجاح المبادرة الفرنسية وذلك لاعتبارين الأول فتور أمريكي تجاه تلك المبادرة وعدم وجود دفع أمريكي -تجاه تلك المبادرة يضعف من جدواها، الأمر الآخر هو أن فرنسا لم تستطع حتى اللحظة أن تجعل من المبادرة مبادرة أوروبية حقيقية وجدية. لذلك قلل عدد من الدول العربية من اهمية تلك المبادرة. واصفين اياها بأنها محاولة قد يكتب لها النجاح او الفشل . كما تطرق بعض الوزراء الى ان هناك مبادرة عربية قدمت عام 2002 وعليها اجماع عربي ومن الاجدى الاخذ بها وعرضها مرة أخرى. كما اوضحت المصادر أن تلك المبادرة دخلت عليها تعديلات كثيرة تماشيًا مع الموقف الإسرائيلي وبالتالي يتوقع أن تحاول فرنسا مرة أخرى إدخال تعديلات على بعض بنودها، لكي تصبح أكثر قبولا وملاءمة للموقف الإسرائيلي. خاصة ان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس انتقد منذ ايام قرار اليونسكو عن فلسطينالمحتلة والذى يدعو إلى الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني والطابع المميز للقدس الشرقية. موضحا امام الجمعية الوطنية الفرنسية أن فرنسا لم ولن تنكر الوجود والتاريخ اليهودي في القدس لا اليوم ولا غداً. المصادر أوضحت أن هناك تخوفات أيضا من أن تتضمن هذه الأفكار الفرنسية اعترافا فلسطينيا بيهودية الدولة. وبالتالي، ستكون المبادرة مجحفة بحق الفلسطينيين. من جانبه قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن الافكار التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا حول عملية السلام، لا تتعارض مع المبادرة الفرنسية، مؤكدا أن هم مصر الأساسي إنهاء معاناة شعبنا الفلسطينى. وأضاف المالكي، في تصريح له أمس بالقاهرة «أن الرئيس السيسي تحدث عن كيفية إعادة تنشيط العملية السياسية ورغبته في تقديم أفكار حول ذلك، وهذا لا يعني أن هناك مبادرة مصرية، لكن هناك اهتمام وشعور بضرورة اعادة تفعيل هذه العملية.