عقد وفدان من حركتي «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين اجتماعهما الثاني منذ توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة أمس لبحث تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية بينهما واختيار رئيس لحكومة التوافق الوطني الانتقالية. يأتي اجتماع أمس وسط خلاف معلن بين الجانبين حول المرشح لرئاسة حكومة التوافق بعد اعلان حركة فتح ترشيحها رئيس حكومة تصريف الاعمال سلام فياض للمنصب ورفض حركة حماس ذلك. ورأس وفد حركة فتح عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية للحركة ووفد حماس موسي أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وحضره من فتح صخر بسيسو ومن حماس كل من عزت الرشق ومحمد نصر وخليل الحية ونزار عوض. وعلي مدي 6 ساعات في مقر المخابرات المصرية، ناقش الطرفان الاسماء المطروحة لتولي مهمة رئيس الوزراء حيث تم استبعاد مرشح حركة فتح سلام فياض رئيس الحكومة الحالية ومرشح حركة حماس جمال الخضري. بينما يدور النقاش والذي يستمر لعدة أيام للتوافق علي مرشح الحكومة حول كل من ماهر سنقرط رجل الاعمال ومحمد مصطفي وزير المالية في حكومة السلطة الحالية وتشير الابناء الواردة من داخل الاجتماعات الي أن الاقرب لتولي المهمة هو محمد مصطفي وزير المالية نظرا للتقارب بين الحركتين في وجهات النظر حول هذا المرشح. وقال مسئول مصري رفيع المستوي لوكالة أنباء الشرق الأوسط «إن فتح وحماس عقدتا اجتماعهما، لمواصلة بلورة آليات تنفيذ اتفاق المصالحة. وأضاف «إننا علي قناعة بأن المناخ العام الإيجابي الذي ولدته الاتفاقية سيفرض نفسه في هذا الاجتماع وفي كل الخطوات المقبلة لإذابة أي عقبات قد تعترض المصالحة الفلسطينية لا سيما في ظل تمسك جميع الفصائل مدعومة بموقف مصري وعربي بأن المصالحة هي بالإجماع خيار وطني وهي الأساس الذي ستبني عليه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقال المسئول المصري لا شك أن اللقاء بين حركتي فتح وحماس بالقاهرة قد يفتح المجال أمام عقد اتصالات علي أعلي المستويات بين الحركتين من أجل تقريب وجهات النظر وإزالة أي مشاكل تعترض تنفيذ الاتفاق. من جانبه قال عزام الأحمد رئيس وفد فتح قبيل بدء الاجتماع «إن شاء الله تكون هذه الجلسة الأخيرة بشأن تشكيل الحكومة ونأمل أن نتفق علي اسم رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة.. ونأمل أن تستمر الأجواء الإيجابية التي نلمسها ونحن في حركة فتح لدينا تصميم وإرادة باتجاه طي صفحة الانقسام وتطبيق الاتفاق علي الأرض ونحن متفائلون وندعو الله بأن يوفقنا». ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عزت الرشق إن الأجواء إيجابية وتبشر بالخير مضيفا: ألمس إرادة حقيقية لدي الطرفين لمواصلة إنجاح مشوار المصالحة وعدم العودة إلي الوراء وعدم العودة للانقسام بأي شكل من الأشكال. وقال: هناك مبدأ مهم اتفقنا عليه وهو أن تعالج أي قضية شائكة أو خلافية بين الطرفين بالتوافق ومن هنا الحكومة ستكون توافقية ولن يملي أي طرف رأيه علي الآخر ونري أن أسهل الطرق هو استبعاد الخيارات الخلافية. وأضاف: نحن متفقون علي أن الحكومة المراد تشكيلها هي انتقالية ومن شخصيات مهنية وطنية مشهود لها بالكفاءة ولن يكون أعضاء هذه الحكومة لا من فتح ولا من حماس.