انطلاق مفاوضات اليمن بالكويت وسط تفاؤل حذر

يوجه اليمنيون أنظارهم صوب مباحثات السلام اليمنية فى الكويت التى من المقرر أن تنطلق اليوم كفرصة قد لا تتكرر لإخراج اليمن من حالة التخبط والاضطراب التى عصفت بالدولة.
وتستضيف الكويت المباحثات بين وفد الحكومة برئاسة وزير الخارجية اليمنى عبدالملك المخلافى فى حين يترأس الوفد الحوثى محمد عبد السلام ، وتتم المباحثات برعاية الامم المتحدة وبمشاركة مبعوثها إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ.
وبدأت الوفود اليمنية من الجانبين فى الوصول إلى الكويت منذ أمس الأول استعدادا لانطلاق الجلسة الافتتاحية للمباحثات اليوم بحضور رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح الخالد، حيث سيلقى كل من وزير الخارجية الكويتى ونظيره اليمنى عبد الملك المخلاقى ومبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمباحثات.
ويتطلع الكثير من اليمنيين إلى أن تكون هذه المباحثات بمثابة قارب النجاة لليمن من الانهيار الكامل الذى يدفع بالبلاد نحو الهاوية، بعد أن طحنتها الحرب الدامية لأكثر من عام، معتبرين أن عوامل نجاحها أكثر من عوامل فشلها فى ظل قناعة جميع الأطراف المحلية والاقليمية والدولية أنه لا مجال لاستمرار الحرب وأن أطراف الصراع أصبحوا جميعا منهكين ويتطلعون إلى مخرج مقبول لإنهاء الحرب.
ومن الجدير بالذكر التزام جميع الاطراف المعنية بالخطوات التمهيدية التى سبقت المباحثات رغم بعض الخروقات الطفيفة.
من جهته، ذكر اسماعيل ولد الشيخ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن أن مباحثات السلام اليمنية فى الكويت تحظى باهتمام إقليمى ودولى بموازاة الاهتمام المحلي، لما يشكله الانهيار العسكرى والأمنى فى اليمن من تأثير أمنى وعسكرى على الإقليم وعلى حركة الملاحة الدولية التى تعبر عبر مضيق باب المندب الذى يطل عليه اليمن.
من جهته، جدد وزير الخارجية اليمنى عبدالملك المخلافى تأكيده على عدم وجود شروط مسبقة باستثناء تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 2216، وأن المفاوضات ستتم وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، مؤكدا أهمية دور الكويت بقيادة الأمير الشيخ صباح الأحمد فى إنجاح الحوار، مؤكدا أن المفاوضات ستكون مباشرة دون تدخل الكويت فيها، نافيا وجود أى طرف ثالث خارجي.
وفيما أشار المخلافى إلى ارتياح الشعب اليمنى وتفاؤله لثقته فى قدرة الكويت على جعل الأطراف اليمنية تصل الى حل سلمى على غرار نجاح مبادراتها السابقة فى عامى 1969 و1990، إلا أنه ذكر أنه لم يتم تحديد مدة للمحادثات.
بدوره كشف القائم بالأعمال اليمنى بالكويت الدكتور محمد البرى عن أن المفاوضات ترتكز على نقاط رئيسية هى تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والانسحاب من المدن واستعادة مؤسسات الدولة والمعتقلين واستئناف الحوار.
فيما أحبطت الشرطة اليمنية هجومين بقنابل قرب مطار مدينة عدن الجنوبية قبل يوم من بدء محادثات السلام، فيما لم تعلن أى جهة مسئوليتها عن محاولتى الهجوم بالقرب من المطار المغلق منذ شهر لأعمال التجديد والصيانة.
ميدانيا، قتل 4 جنود يمنيين إثر انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحارى عند نقطة تفتيش قرب مطار عدن، المدينة الجنوبية التى تشهد منذ أشهر تناميا فى نفوذ الجماعات المتطرفة.
ولم يحدد المصدر الجهة التى تقف خلف التفجير، إلا أن عدن شهدت خلال الأشهر الماضية هجمات وتفجيرات نسبت بمعظمها وتبنى بعضها بشكل مباشر، تنظيم «القاعدة» أو تنظيم «داعش» اللذاين يكتسبان نفوذا متزايدا فى جنوب اليمن فى ظل النزاع المستمر منذ أكثر من عام بين القوات الحكومية المدعومة بالتحالف العربي، وبين المتمردين الحوثيين وحلفائهم.
على صعيد آخر، أعلن تنظيم القاعدة فى اليمن، إعدام شخصين، بعد اتهامهما بالعمالة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، عبر زرع شرائح تجسس، كانت سبباً فى اغتيال أبرز قادة التنظيم، وعلى رأسهم حارث النظاري.
يشار إلى أن تنظيم القاعدة فى اليمن فقد خلال أقل من عام معظم قيادات الصف الأول، أبرزهم أمير التنظيم ناصر الوحيشي، وحارث النظاري، إبراهيم الربيش، حمزة الزنجباري، نصر الآنسي، وغيرهم، وهو ما جعل الكثيرين يشكون بوجود اختراق خطير فى صفوف التنظيم.