بدأت البنوك العامة وعلي رأسها بنكي "الأهلي" و"مصر" اجراءات من شأنها تعزيز الدور التنموي المصري في السودان، ورغم الظروف التي تمر بها السوق المحلية، إلا أن خطط البنكين التوسعية في السودان لم تتأثر، وأكد محمد بركات رئيس بنك مصر أن مصرفه مهتم بالتواجد في السوق السودانية سواء في الجنوب أوالشمال، وقد بدأ البنك اجراءاته للحصول علي التراخيص اللازمة من الجهات السودانية من منطلق أهمية السوق القصوي لمصر. وقال بركات: إن تواجد بنك مصر في شمال السودان سيكون من خلال الاستحواذ علي بنك قائم علي ألا يكون من البنوك الضخمة أو البنوك التي تعاني مشكلات، أما التوجه بالنسبة للجنوب فيتمثل في الحصول علي رخصة وذلك لمد شبكة أعماله المصرفية هناك، وأكد مصدر مسئول في بنك مصر أنه سيتم تحديد البنك الذي يقع عليه الاختيار بشكل نهائي خلال الايام المقبلة وبعدها ستبدأ إجراءات الاستحواذ، ولفت إلي أن كل الأمور والإجراءات سيتم اتخاذها بدراسة وتأنٍ حتي تترتب علي ذلك الأهداف التي يسعي بنك "مصر" لتحقيقها في السوق السودانية. ومن جانبه وقع طارق عامر رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي المصري والدكتور عوض الجاز وزير الصناعة السوداني اتفاقا علي إنشاء مؤسسة مصرفية مملوكة للبنك الأهلي المصري بالسودان، وذلك بعد مفاوضات مع رئيس البنك الأهلي وافق خلالها الجانب السوداني علي تخفيض رأس المال المطلوب من 100 إلي 50 مليون دولار. وقام طارق عامر مؤخرا بزيارة للسودان ناقش فيها التفاصيل الخاصة بإتمام هذا الاتفاق مع محافظ البنك المركزي السوداني. وأكد عامر حرص البنك الشديد علي إعطاء دفعة قوية للشراكة بين مصر والسودان في جميع المجالات، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار المباشر في السودان ومساعدة رجال الأعمال المصريين علي إقامة مشروعات استثمارية هناك، مشيراً إلي أن البنك استهل هذه الاستثمارات بالفعل العام الماضي من خلال شركة الأهلي للتنمية الزراعية التي بدأت في استصلاح خمسة آلاف فدان جار حالياً الانتهاء من بنيتها الأساسية تمهيداً لزراعتها، كما يتفاوض البنك للحصول علي 50 ألف فدان أخري لزراعة قصب السكر، بالإضافة إلي عدد من المشروعات الأخري. وإشار إلي أن تواجد البنك الأهلي في السودان من خلال فرع أو شركة مصرفية تابعة له سيمثل خطوة كبيرة للأمام في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، حيث سيوظف البنك قدراته المالية الكبيرة وخبراته الفنية لتشجيع المستثمرين المصريين والسودانيين علي إقامة مشروعات استثمارية في البلدين، وسيقوم بتقديم جميع أوجه الدعم لهم سواء من خلال توفير التمويل لمشروعاتهم أو الدخول في شراكات معهم، أو توفير المشورة الفنية التي سيتيحها للمستثمرين مستخدماً خبراته الواسعة في جميع مجالات الاستثمار. من جانبه أكد فتحي السباعي، رئيس بنك التعمير والإسكان، أن البنك بدأ في دراسة التوسّع خارجيا لاسيما في السودان، مشيرًا إلي أن التواجد في السودان يمكن أن يحمل تأثيرات إيجابية لأعمال البنك، علي اعتبار أن هذه السوق تعد واعدة في مجالات التعمير والإنشاء وهو ما يدفع البنك لتمويل المطورين العقاريين المصريين الذين يعملون هناك.
