في تحقيق سابق كانت "روزاليوسف" قد أعدته عن مافيا دور النشر، قص فيه عدد كبير من الكتاب الشباب قصصا عن عمليات نصب تعرضوا لها، ولم يتمكن اتحاد الناشرين الذي لجأوا إليه للحصول علي حقوقهم، أنه غير مسئول عن دور النشر غير المشتركة فيه، وتبين أنه حتي لو كانت دار النشر التي قامت بعملية النصب مشتركة، فإن الجزاء يكون بسيطا للغاية، هذا إن تم اتخاذ قرار من الأساس، ثم كشف تحقيقنا هذا أن هذه المشاكل لا تزال قائمة وأكثر، ولا يعاني منها الشباب فقط، وأن المبدعين الكبار أيضا لديهم اعتراضات ومآخذ علي حال صناعة الكتاب في مصر، من خلال الحديث عن عيوب النشر من وجهة نظرهم. تحدث القاص سعيد الكفراوي عن الاتحاد الذي يريده قائلا: الكاتب يعنيه اتحاد ديمقراطي، منتخب بمعرفة الاتحاد نفسه، وأن يكون لديه من القيم، التي تدافع عن حرية الكتاب، وأن يكون ضد المصادرة ومع حرية الكاتب، ويسعي لتخفيض سعر الكتاب لمستوي قدرات القارئ، في ظل المبادئ، والحالة الفكرية والسياسية والثقافية التي يعيشها الاتحاد، قد يكون هناك اتحاد جيد الناس تؤمن به بعيدا عن سيطرة رأس المال، والتوجهات الرجعية التي تنتمي لما قبل الثورة. وتابع: هناك مشاكل في عملية النشر لا يمكن السكوت عنها، أهم تلك المشاكل هو الاهتمام بترويج الثقافة الهابطة، واتخاذ معيار الرواج كمعيار لنجاح، ما تسبب في احتلال كتب هزيلة لا تعبر عن حقيقة الثقافة المصرية أو العربية صدارة المشهد، نتيجة لاهتمام دور النشر بها بحثا عن المكسب المادي. فيجب ألا يخضع النشر لشهرة الكاتب، ولا لطبيعة الموضوع التافه، ولكن أن تكون هناك معايير ثقافية لاحتضان تيارات الثقافة والكتابة الجادة التي تعبر عن الواقع وعن الكتاب وعن المتغيرات وتعبر عن القضايا التي تهم الأمة الآن، فالأمة العربية والمصرية الآن بحاجة لان تجتاح الثورة مناحي حياتها، والكل لديه الحلم في التغيير، وأملي أن يكون اتحاد الناشرين جزءًا من هذا التغيير، فلا يلوذ بالماضي ويسمح لكتب الرصيف ذات افكر الهابط التي لا هم لها إلا الحديث عن القبر، والجنة والنار. الكاتبة أمينة زيدان، قالت: أسلوب معاملة الاتحاد الآن مهين للكاتب، ويجعله يتعرض لما يشبه النصب طوال الوقت، وكثير من الكتاب يتعرضون للتهميش بسبب عملية النشر، خاصة في ظل الربط بين انتشار الكاتب وحجم المؤسسة التي تنشر له. وتابعت: يجب أن يكون هناك وضوح شديد في توجه كل دار نشر، وإلي أي الفئات تتحدث، وأن يوضح الناشرون من هم، ولماذا ينشرون؟، وكل هذا غير موجود، وحتي الانتخابات الأخيرة فوجئت بشخصيات مجهولة ترشح نفسها، فالنشر أصبح بيزنس، والحلقة الأضعف فيه هو الكاتب. وأكملت: نري دور نشر تتبني كاتبا وتهمش آخر، وهذا يرجع للدار، وأولويات النشر هل هي لصالح النشر أم لتضليل القارئ.. الموضوع كله في حاجة إلي إسقاط اتحاد الناشرين وإعادة بنائه، فهو لم يقدم شيئا يذكر للقارئ أوالكاتب، الذي يعتبر الدم الذي يعيشون عليه ويجعلهم يعملون. الكاتب فتحي سليمان قال: الناشر تاجر وعنده التزامات حياتية ورأس المال جبان، لذلك يلجأ الناشر إلي كاتب مبدع موهوب، لو تراهن عليه يكسب ويكسبه، وفي حالة المبدع الجديد عليه دفع ضريبة النشر، -أول مرة- وأيضا عليه الانتشار في المجلات الأدبية والتعرف علي الوسط الأدبي بذكاء، وحرص حتي لا يتوه. الناشر الموجود الآن يشبه بياع اللب السوداني، يحسب ثمن الورق الذي يعبئ فيه قراطيس المكسرات، وأري من خلال تجربة خاصة أن إحلال النشر الخاص مكان النشر الحكومي، في الهيئة العامة للكتاب، أوالمجلس الأعلي للثقافة، وفر وقت الانتشار والطبع.