خصصت صحيفة الجارديان البريطانية ملحقاً كاملاً عن الثورة المصرية بمناسبة مرور 100 يوم علي تنحي الرئيس المخلوع مبارك، جمعت فيه عدداً من التقارير والتحليلات والمقالات الخاصة بالثورة وفترة ما بعد التنحي. واستهلت الصحيفة الملحق قائلة: "مع مرور 100 يوم علي الإطاحة بمبارك في ثورة شعبية هائلة.. تعود صحيفة الجارديان لمناقشة الشأن المصري لمعرفة مدي التقدم الذي تحقق في البلاد بعد الثورة الأكثر دراماتيكية في الربيع العربي". ورصد الموضوع الأول الذي كتبه مراسل الصحيفة بالقاهرة جاك شنيكر التغيير الحادث في السياسة الخارجية المصرية التي أبرزت مصر كحليف - لكن مستقل- للولايات المتحدةالأمريكية إذ إن الخطوات الجديدة التي اتخذتها مصر في المائة يوم الأخيرة أعادتها بقوة لمكانتها الإقليمية بعد تخفيف عقود التوتر بتحسين العلاقات مع إيران وتغيير نهجها مع الفلسطينيين. ويستشهد التحليل بجملة لأسامة الغزالي حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية؛ حيث قال؛ "كانت مصر ضعيفة جدا وفاسدة لكن عندما يكون هناك مصر ديمقراطية وحكومة واثقة بإمكانها العودة إلي مكانها الصحيح". والتحليل الثاني لنفس المراسل بعنوان " نظام مبارك خلق عقداً نفسية قد تستغرق وقتاً طويلا لكي تزول".. وفيه يشير شنيكر إلي صعوبة التخلص من العقدة النفسية التي خلفها نظام مبارك التي لن تمحي بإزالة اسمه من علي محطات المترو، فقد خلف النظام شعباً يعاني من ظلم اقتصادي وكبت اجتماعي بدأت عواقبه تطل برأسها علي البلاد. وعن الإخوان المسلمين كتب إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة موضوعاً بعنوان "ازدهار الإخوان في حقبة ما بعد مبارك".. تحدث فيه عن صعود نجم جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة في أيام الرئيس المخلوع. وينقل بلاك عبارات علي لسان عصام العريان، المتحدث باسم الجماعة، تعبر عن ارتياح الجماعة للثورة وللتغييرات الجذرية التي تشهدها الساحة السياسية التي تشير إلي التمكين الذي حصل عليه شباب الثورة، المهمشون في عهد مبارك، الذين أصبحوا ذوي ثقل وأصبح رأيهم مسموعاً. ويختتم بلاك التحليل بقوله إن المشهد الحقيقي ليس سيطرة إسلامية مثلما يخشي العلمانيون، وإنما هو مجرد انعكاس لدور الإسلام في الحياة العامة في مصر. ونشرت الجارديان تقريراً حقوقياً للباحثة هبة مورايف تقول فيه إن التعذيب والتعدي علي حقوق الإنسان لا يزال مرتفعا نسبيا في مصر، مشيرة إلي وجود 5600 محاكمة عسكرية منذ سقوط مبارك، هذا غير تقرير عن علاء الأسواني -رمز الثورة الأدبي - كما يحلو للبعض تسميته يشير فيه إلي أنه سيكتب عن الثورة باعتبارها "مكسباً تاريخياً عظيماً. ونشرت الصحيفة مقالاً للناشط نور أيمن نور، نجل المعارض البارز أيمن نور بعنوان "إنهاء الفساد سيكون صعبا"، قال فيه: إن الوقت يذكره بأن المعركة الحقيقية لم تكن معركة إسقاط مبارك فقط، وإنما كانت معركة من أجل وضع حد للفساد المستشري في المجتمع، والفساد ليس بمعني اختلاس المال، وإنما فساد القيم السياسية والاجتماعية والثقافية. وأضاف نور أن التوتر الطائفي عقبة يواجهها المصريون الذين عاشوا لسنوات عديدة لا يجدون شيئا يستندون عليه غير إيمانهم، وعندما لا يكون لدي المرء سوي إيمانه أو دينه، فإن ذلك يخلق نوعا من الأصولية والتطرف . وسخر نور من إطلاق مسمي "الثورة المضادة" علي كل شخص وكل شيء، فبقايا الحزب الوطني "ثورة مضادة" والإخوان المسلمون "ثورة مضادة" والليبراليون والعلمانيون والشيوعيون كلهم "ثورة مضادة" لأنهم يريدون استيراد القيم الغربية "الفاسدة" ويقول -ساخرا - إنه يري أن الزحام في الشوارع "ثورة مضادة"، لأن ذلك العدد الهائل من السيارات من المؤكد أنه مؤامرة لإبقاء السكان علي حافة اليأس. وأخيرا يتساءل نور: هل اختلفت مصر؟ ويجيب عن تساؤله بأنه يشعر باختلاف الفعل، فعندما يذهب الآن إلي مقهي لا يجد قنوات الموسيقي والترفيه، ولكنه يجد قناة الجزيرة فيشعر بالتفاؤل لسببين: الأول هو أنه لا يوجد لديه خيار آخر سوي التفاؤل، والثاني هو أنه لا يري أن الأمور قد تصبح أسوأ مما هي عليه. وفي الجهة المقابلة عرضت الصحيفة مقالاً لعلاء عبدالنبي، طالب في كلية الإعلام يبلغ من العمر 19 عاما، وأحد مدراء صفحة "إحنا آسفين يا ريس" علي الفيسبوك بعنوان "كثير من الناس يحبون مبارك ويريدون الدفاع عنه" قال فيه؛ "البعض اعتقد أنه بعد أسبوعين من الثورة ستصبح مصر مثل اليابان أو الصين لكن انظروا إلي حال مصر الآن، مشاكل اقتصادية وصراعات طائفية قد تتحول إلي حروب أهلية وتدهور شديد في الوضع الأمني هذه هي نتيجة الحرية.. نتيجة الثورة".