برّأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الزعيم النازى أدولف هتلر، من «الشوها» أو المحرقة الكبرى ضد اليهود، وحمّل فى المقابل مفتى القدس فى الثلاثينيات الحاج أمين الحسينى، مسئولية إبادة اليهود فى ألمانيا وأوروبا بشكل عام، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية «انسا». وقالت الوكالة إن تصريحات نتانياهو أمام المؤتمر الصهيونى السابع والثلاثين، أمس الأول، أحدثت صدمة فى برلين والأراضى الفلسطينية وحتى داخل إسرائيل نفسها، بعد تأكيد رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن هتلر «كان يُريد فقط ترحيل اليهود» خارج ألمانيا والدول الأوروبية الخاضعة له، ولكن مُفتى القدس، أجبره على «الإبادة». وقال نتانياهو إن مُفتى القدس طالبه بإبادتهم، قائلاً رداً على سؤال هتلر عما يجب فعله: «أبدهم جميعاً فإذا لم تفعل، فإنهم سيتدفقون على فلسطين». من ناحية أخرى أفادت الإذاعة الإسرائيلية بأن السلطة الفلسطينية تراجعت عن مخططها لتمرير مشروع قرار فى منظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» يعتبر حائط البراق جزءا من المسجد الاقصى. وقال كرمل شاما هكوهين مندوب إسرائيل لدى المنظمة فى حديث اذاعى صباح أمس أن التراجع الفلسطينى ناجم عن معارضة واسعة للدول الأعضاء فى المنظمة حيال مشروع القرار حتى من قبل دول تدعم الفلسطينيين بشكل دائم. وأشار السفير هكوهين إلى أن كلا من روسيا والصين وحتى كوبا أعربوا عن تحفظهم من المبادرة الفلسطينية. وأضافت الإذاعة أن ايرينا بوكوفا الرئيسة الجديدة للمنظمة الدولية نددت الليلة الماضية بالمبادرة الفلسطينية، وقالت إنها تشكل محاولة لتغيير مكانة البلدة القديمة فى القدس. ودعت بوكوفا مجلس اليونسكو الى عدم اتخاذ قرار من شأنه إحداث تصعيد آخر للأوضاع المتأزمة. من ناحية أخرى عقد مجلس الأمن الدولي، جلسة مشاورات مغلقة، أمس، حول الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وإسرائيل، وسيطلع المجلس خلالها على جهود الأمين العام بان كى مون لوقف العنف بعد لقائه الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو. وأفادت مصادر دبلوماسية أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون سيبلغ مجلس الأمن باتصالاته فى هذا الشأن عبر الفيديو من رام الله إذ يلتقى الرئيس الفلسطينى عباس. وكان بان كى مون قد حذر، خلال مؤتمر صحفى مع نتانياهو من أن الفلسطينيين والإسرائيليين يقفون على حافة خطيرة من العنف، داعيًا إلى العودة للمفاوضات. ومن جهته، توجه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى أمس إلى أوروبا والشرق الأوسط فى جولة تستمر حتى الأحد المقبل. وسيكون موضوع المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية، ضمن محادثاته فى الجولة التى سيلتقى فيها، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، بالرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى، ومن المرجح أن يلتقى كيرى مع العاهل الأردنى الملك عبدالله فى عمان.