صوب العاصمة الروسية موسكو، اتجه 3 قادة عرب كبار، لتبادل الآراء حول سبل ضمان الاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من خلال مواجهة الإرهاب الذى يهدد المنطقة، حيث التقى الرئيس الروسى بوتين العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى والشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى. ففى ساعة مبكرة من صباح أمس، وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موسكو فى مستهل زيارة رسمية يقوم بها إلى روسيا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى بالمطار وتفقد الرئيس حرس الشرف وتم عزف السلام الوطنى للبلدين. وفور وصوله التقى الرئيس السيسى بمقر إقامته الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، الذى جدد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر سياسيا واقتصاديا، والمؤيد لحق الشعب المصرى فى التنمية والاستقرار والنمو، مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماما للأمان فى منطقة الشرق الأوسط بما تمثله من ثقل استراتيجى وأمنى فى المنطقة وهو الأمر الذى يضاعف من أهمية مساندتها فى تلك المرحلة الفارقة. كما قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة إلى البرلمان الروسى «مجلس الدوما»، وعقد لقاء ثنائيا مع رئيس البرلمان سيرجى نارشكين، ثم اجتماعا موسعا بحضور وفدى البلدين. والتقى أيضا كلا من وزير الصناعة والتجارة الروسى دينيس مانتوروف، ورئيس صندوق الاستثمار الروسى المباشر كيريل ديمترييف، لبحث سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وكذا زيادة الاستثمارات الروسية فى مصر. وأعرب وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبد النور عن اعتقاده بإمكانية توقيع عقد إنشاء محطة الضبعة النووية خلال زيارته إلى روسيا. فيما أكد مصدر رفيع المستوى أن الشركة الروسية للتطوير العقارى «مورتون» وصلت إلى نهائيات مسابقة تطوير القاهرة الجديدة» التى قام بطرحها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث سيتم الإعلان عن نتائج المسابقة فى شهر سبتمبر المقبل. وذكرت صحيفة «نيزافيسمايا غازيتا» الروسية، أن القوات الروسية المحمولة جوا، ستجرى مناورات برية لمكافحة الإرهاب مع نظيرتها المصرية وذلك خلال شهرى أكتوبر - نوفمبر من العام الجارى. وتأتى مقاومة داعش على رأس القضايا المدرجة على الأجندة الإقليمية والدولية، فى لقاءات بوتين بالزعماء العرب الثلاثة، بعدما أطلق بوتين مبادرة لتشكيل تحالف واسع لمواجهة التنظيم الإرهابى. ويبحث القادة العرب مع بوتين تعاونا أمنيًا ومخابراتيًا لمواجهة تمدد داعش، وتحجيم خطره مع الوضع فى الاعتبار الخبرة الروسية الممتدة فى مواجهة إرهاب الجماعات المسلحة. وستعيد روسيا فى هذا السياق إثارة أفكار حول إنشاء حلف خليجى لضمان أمن الخليج تشارك فيه دول مجلس التعاون الخليجى وإيران على حد سواء، يكون عنوانه قتال الإرهاب. أما ملفا سوريا واليمن فسيطرحان نفسيهما خلال هذه اللقاءات فى ظل أجواء التقارب الأمنى بين روسيا ودول المنطقة من أجل دعم الوصول لتسوية تضمن وحدة وسلامة أراضى الدول الواقعة بين فكى التنازع العرقى أو الطائفى.